جدة تبكي ألماً وحزناً
التاريخ
2009-12-17التاريخ الهجرى
14301230المؤلف
الخلاصة
جدة تبكي ألماً وحزناًمحمد علي الجعاشي - جدةجدة أيتها الحبيبة، عروس البحر، يا من تعلمت فيك صياغة الحروف وكتبت فيك أولى مقالاتي على لوحة جدار مدرستي، ونظمت فيك أولى قصائدي لم أتمالك نفسي وأنا أرى الفاجعة التي حلت بك وأرى الطفلة (أصيلة) التي فقدت كل أفراد أسرتها إلا أن أسكب دمعي ونياط قلبي تعتصر ألماً وحزناً فذلك هو ما أستطيع أن أقدمه لك عرفاناً وجميلاً إذ إنه ليس لدي مال أقدمه ولا وقوة تحول دون ما أصابك، فتلك هي إرادة الله لا يحول دونها بشر ولا قوة على وجه الأرض.لقد تحولت فرحة العيد إلى أحزان وثياب العيد إلى أكفان للذين قضوا نحبهم في المصاب الأليم في كارثة لم تشهد لها جدة مثيلاً جراء السيول.أتذكر أننا تابعنا في العقود الماضية الحراك الثقافي في جدة وتلك المساجلات التي تمت بين المثقفين في جدة وأذكر منهم أبو تراب الظاهري، وعبدالرحمن الأنصاري صاحب مجلة المنهل يرحمهما الله حول (ضم أو فتح أو كسر حرف الجيم من كلمة جدة) وفي تلك الفترة أيضاً تابعنا كثيراً من المقالات التي كتبت ونشرت تطالب بإقامة مصدات ومجار لحماية جدة من خطر السيول والتي كانت تتدفق على مدينة جدة عقب الأمطار والتي لا تقاس كوارثها بالكارثة الكبرى التي حصلت الآن، رغم أن مدينة جدة في تلك الفترة كانت ما تزال لم تتجاوز كوبري شارع فلسطين، ومدينة جدة أصبحت اليوم واسعة متسعة شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.ومنذ أنشئت بحيرة المسك ومنذ ما يقرب الثلاثة عقود أو يزيد إلا وتثار حولها كثير من الآراء والمقالات، وفي هذه الأيام أضافت بحيرة المسك شبحاً جديداً يتهدد سكان مدينة جدة وخاصة الأحياء المجاورة لها الأمر الذي جعل من أمانة مدينة جدة أن تسرع بإنشاء بحيرة إضافية أخرى لامتصاص الفائض من بحيرة المسك وتطمينا لسكان الأحياء المجاورة لها من أي خطر يتهددهم، وباعتباري أقيم في مدينة جدة منذ فترة طويلة واعتبر نفسي واحداً من سكانها يصيبني ما اصابها فاستسمح الجميع أن أدلي برأي متواضع حول بحيرة المسك فإن الإضافة أو التوسعة إليها لا تحل جذور المشكلة فستظل شبحاً يهدد مدينة جدة وخصوصاً عند حصول كارثة أخرى كالتي حصلت، وبرأيي أن حل المشكلة يكمن في إقامة محطة تكرير ومعالجة مياه الصرف الصحي والاستفادة أولاً من المياه المكررة بعد تعقيمها وتطهيرها لتصبح بعدها صالحة على الأقل لسقيا المزروعات والحدائق والأشجار في مدينة جدة وضواحيها، بل إن هذه الضخامة....
الرابط
جدة تبكي ألماً وحزناًالمصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
430998النوع
بريدرقم الاصدار - العدد
17039المؤلف
محمد علي الجعاشيتاريخ النشر
20091217الدول - الاماكن
السعوديةمصر
البحيرة - مصر
جدة - السعودية
جدة - السعودية
مكة المكرمة - السعودية