25 بالمائة من سكان المملكة مصابون ! أمراض الدم الوراثية.. خطر داهم كيف نتصدى له ؟
التاريخ
2008-04-25التاريخ الهجرى
14290419المؤلف
الخلاصة
علي البراهيم- الدمام رغم الآلام والأوجاع والسهر – وفقدان راحة البال – التي يعانيها المصابون بأمراض الدم الوراثية وأسرهم على الدوام.. ورغم التحذيرات من عواقب هذه الأمراض وصرف مليارات الريالات في نشر الوعي بين الناس والحد من انتشارها وتوفير المختبرات الطبية للكشف عنها مبكرا لاسيما قبل الزواج (رغم ذلك كله) لا تزال نسبة كبيرة من الأسر تزوج المصاب بالمصابة وتساهم بشكل أو بآخر في نشر الأمراض الوراثية بصورة مخيفة لتطال (حتى الآن) نسبة كبيرة من المواطنين منهم 25 بالمائة باعتلالات الصبغة المنجلية و40 بالمائة بالثلاسيمية (حسب إحصائية رسمية). والأمراض الوراثية – حسب الدراسات – منتشرة في منطقة الخليج أكثر من أي منطقة أخرى وتشكل مشاكل صحية واجتماعية لا حصر لها.. كما تكلف ميزانيات الدول مليارات الريالات.. فضلا عن كونها معاناة للمصابين أنفسهم وجامعة الدول العربية قد أوصت بالفحص الطبي قبل الزواج في أكثر من مناسبة... وإذا كانت المملكة وبعض الدول الأخرى لا تلزم طرفي الزواج بالتقيد بنتائج الفحص الطبي قبل عقد القران فإن دولا أخرى سنت أنظمة ترغم الشباب المقبل على الزواج على التقيد بنتائج الفحص الطبي وعدم تزويجهما في حال عدم توافقهما صحيا. وتشير الإحصاءات إلى أن الأمراض الوراثية منتشرة في عدد من مناطق المملكة.. وتأتي المنطقة الشرقية في مقدمة مناطق المملكة الأكثر إصابة بالأمراض الوراثية بنسبة 25 بالمائة من إجمالي عدد السكان تليها جيزان ثم المدينة المنورة... ومن أشهر الأمراض الوراثية المنتشرة في هذه المناطق مرض فقر الدم المنجلي الذي اكتشف عام 1963م في المناطق ذاتها.. ويعد من أكثر أمراض الدم الوراثية شيوعا في العالم. بالأمس لم تكن كثير من المفاهيم الصحية واضحة لاسيما فيما يتعلق بالأمراض الوراثية فكانت النتيجة ظهور أمراض وراثية كثيرة في الكثير من الأسر لاسيما في المجتمعات الشرقية التي اشتهرت بتزويج الأقارب.. لكن اليوم نتيجة التقدم العلمي في علوم الوراثة وما صاحب ذلك من حقائق علمية لم تكن مفهومة في العصور الماضية باتت الصورة واضحة أمام الكل وأصبح بإمكان الشاب والشابة قبل الزواج الاطلاع على حالتهما الصحية واتخاذ القرار المناسب في الزواج من عدمه حسب نتائج الفحوصات وحسب نصائح الأطباء. يحدث أحيانا – بسبب الجهل أو عدم النضج العاطفي لدى الشباب أو انفراد الآباء بالقرار أو لأي سبب آخر – أن يتزوج مصاب من مصابة فتكون النتيجة إنجاب أطفال معتلين صحيا... ويحدث ذلك في المجتمعات المترابطة والقبلية التي تشجع على الزواج من الأقارب وألا تتزوج البنت إلا من ابن عمها أو لأي سبب آخر. لا يهم أن نزوج البنت من ابن عمها – أو العكس – فالمهم أن يكونا خاليين من الأمراض الوراثية لأن تزويجهما وهما مصابان حتما سيؤثر على صحة ذريتهما.. وربما يؤثر أيضا على علاقتهما الزوجية مستقبلا.. فضلا عن وضع الدولة أمام تحد كبير في مواجهة ميزانية الصرف على المصابين بالأمراض الوراثية التي تحتاج عادة إلى رعاية صحية واجتماعية مكلفة على الدوام. وحكومة خادم الحرمين الشريفين اهتمت بالمواطنين المصابين بالأمراض الوراثية ورصدت لهم ميزانيات ضخمة لعلاجهم ورعايتهم.. كما خصصت ملايين الريالات لنشر الوعي بينهم والحد من انتشار الأمراض الوراثية وتوفير الأجهزة اللازمة والكوادر الطبية المؤهلة للكشف عن هذه الأمراض مبكرا من خلال الفحص قبل الزواج أو غيره من الفحوصات الوقائية التي تضمن للمواطن حياة كريمة خالية من كل الأمراض. و»الوقاية خير من العلاج»... فمهما كانت النتائج الاجتماعية الناجمة عن قرار عدم إتمام زواج المصاب من المصابة من خلافات وغيرها من المواقف الأسرية المؤلمة أحيانا فلن تكون أشد ألما من المعاناة مع المرض والآلام التي سيعيشها الأطفال وأسرهم طوال العمر. فالكثير من الأمراض الوراثية ليس لها علاج أو يصعب علاجها أحيانا وبعض المصابين يحتاجون للدواء على مدى الحياة أو التغذية الخاصة أو نقل الدم بصفة منتظمة أو زرع الأعضاء أو غيرها من العلاجات المكلفة التي يمكن تجنبها بالوقاية من المرض والامتثال لشروط الفحص الطبي قبل الزواج الذي يعتبر وسيلة ملائمة لمكافحة الأمراض الوراثية وتخليص المجتمع والأجيال القادمة من براثنها.
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
430796النوع
تحقيقرقم الاصدار - العدد
12733الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودزيد الفياض
عادل بن فهد الدوسري
وليد الغامدي
ياسمين العبيد
المؤلف
علي ابراهيمتاريخ النشر
20080425الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية