الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الكلمة التاريخية.. في القمة العربية
التاريخ
2009-01-28التاريخ الهجرى
14300202المؤلف
الخلاصة
الأربعاء, 28 يناير 2009عبدالله عبدالعزيز النويصر* الكلمة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين في مؤتمر القمة العربية الذي عقد مؤخرا في دولة الكويت كانت موجهة للعقلاء والمخلصين لدولهم وشعوبهم والمتجردين عن الذاتية والأنانية والارتهانية وغير المتاجرين بقضايا الأمة.* إنها كلمة نابعة من القلب الإنساني الكبير المليء بالنبل والمحبة والأصالة والأخلاق السامية، وقد تجاوز يحفظه الله كل الصغائر والصغار وكل الإساءات من أجل أهداف كبيرة لا يعرفها سوى الكبار وغايات نبيلة لا يقدرها سوى النبلاء.* برغم كل ما في تلك الكلمة من صدق ونبل وتجرد واخلاص إلا أنني شعرت بأنها لن تجد الاستجابة الفعلية والعملية من قبل الملوثين بالتبعية والارتهانية والذين ربطوا مصير دولهم بغايات وحسابات ضيقة على حساب قضايا الأمة ومستقبل الشعوب.* لقد قال مليكنا الكلمة التي يؤمن بها ويتمنى العمل بموجبها فمن أراد أن يفهم مغزاها وأبعادها الخيرة فإنه لن يجد سوى العزة والكرامة والمستقبل الواعد للشعوب المحبة للخير والاستقرار والإنماء واللحاق بركب التطور الشامل.* لقد تجاوز مليكنا كل المآسي والإساءات لأنه رجل كبير بعقله وحكمته ومحبته وترفعه عن كل الصغائر، لأن نظرته لشعوب الأمة الباقية وليس لقياداتها الذاهبة.. تجاوزها لأنه غير مرتهن إلا إلى الله ثم لضميره الإنساني وخصاله العربية الأصيلة.* أتمنى صحوة ضمير لمن غاب عنهم الضمير واغتنام هذه الفرصة التاريخية التي قد لا تتكرر لاحقاً وان يخاطب الجميع ضمائرهم قبل مصالحهم الضيقة وأن يترفعوا لمستوى مصلحة الشعوب والتخلص من الأنانية والارتهانية فإنها وبال عليهم وعلى الشعوب.. وان التاريخ يكتب ولن يرحم أحداً تخلف عن الواجب والمسؤولية. * اجعلوا من هذه الكلمة بداية للتصحيح والعودة لجادة الصواب وليس عيباً أن يراجع الإنسان نفسه ويستخلص العبر والفوائد ويختار المسار السليم، ولكن العيب في المكابرة وتكرار الأخطاء التي لن تؤدي إلا إلى مزيد من الدمار وضياع الحقوق وشقاء الشعوب.* الجميع يعلمون بأن بلادنا ليست بحاجة لأحد ولا تخشى أحدا سوى الواحد الأحد حتى يقال ما يقوله الصغار وحديثو السياسة والقيادة.. ولكننا بحاجة لوحدة الأمة وتكاتفها وتعاضدها يشد بعضهم بعضا من أجل قضايانا العادلة وخير شعوبنا العربية التواقة للحياة الكريمة والاستقرار والإنماء والمستقبل الواعد.* إن دول العالم المتحضرة تمضي في بناء الحاضر والمستقبل وتتسابق نحو التطور والتفوق ودولنا تنشغل في قضايا ضيقة ومراهنات خاسرة والبعض يقبل أن يكون حتى ورقة صغيرة في يد قوى تسعى لمصالحها وتسخر الآخر لخدمة هذه المصالح والنتائج ستكون معروفة عند كل صاحب عقل سليم. * إنها فرصة تاريخية يقدمها مخلصاً ومحباً قائدنا الكبير لكل قيادات الأمة العربية فلا تدعوها تذهب، وأي مصير سيلحق بهذه الأمة إذا ما ضاعت هذه الفرصة الهامة.. وآمل أن يكون القادة المعنيون في مستوى هذا الحدث التاريخي والاستفادة من هذه الفرصة قبل فوات الأوان.. وبالله التوفيق.
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
432809النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16716المؤلف
عبدالله بن عبدالعزيز النويصرتاريخ النشر
20090128الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الكويت
الرياض - السعودية
القيروان - الكويت