رسالة إلى اخي في إيران
التاريخ
2009-10-31التاريخ الهجرى
14301112المؤلف
الخلاصة
«رسالة إلى أخي في إيران» محمد الصالحي إلى أخي (المسلم) في إيران: السلام على من توسط واعتدل. أعترف لك قبل أن أبدأ رسالتي أنني لا أجيد كثيراً سحب كلماتي إلى الأحاديث السياسية، ليس لأنني مغيب عما يدور خارج بلدي وحولي، ولكننا ـ نحن السعوديين ـ مشغولون كثيراً بتطوير حياتنا الاجتماعية والعلمية والاقتصادية، نريد أن نغادر هذا العالم إلى العالم الأول دون أن نفقد هوية الإسلام التي تؤمنون به أنتم أيضاً، أما شأننا السياسي فنحن نثق باتزانه وعقلانيته لأن أمره بيد رجل اسمه: عبدالله بن عبد العزيز، وأجزم واثقاً أنك سمعت بهذا الاسم كثيراً وبكل لغات الأرض ومن كل الجهات. أخي، أصارحك مجدداً أنني لا أعرفك كثيراً، لا أعرف توجهاتك وثقافتك وانتماءك السياسي، ولكني سأفترض أنك في ذات سني، أكبر أو أصغر قليلاً، وهذا ما يهمني لأنك حتماً ستفهمني. لذا آمل أن تصلك رسالتي هذه، عبر الإنترنت أو الفضاء، وإن كنت أقرأ عن تكميم أفواهكم وتغطية أعينكم عما حولكم.أخي في إيران: قبل أيام سمعنا صوتا محملا بالتهديد آتيا من عندكم، يزورنا ونحن نتجهز لاستقبال 3 ملايين مسلم من كل فج بهذه الأرض، ويهددنا بإثارة البلبلة إن لم يفتح لكم الباب لتمارسوا قناعاتكم السياسية وتوجهوا رسائلكم الثائرة من أرض مكة والمدينة إلى العالم الذي تستفزه سياستكم كل يوم. سأخبرك هنا إن كنت لا تعلم أن عشرات المليارات بما يعادل عملتكم «التومان»، تصرف لأجل ألا يسقط حاج مسلم على الأرض منهكاً، أو تنزف قطرة دم ظلماً، وهذا ما يجتمع لأجله عشرات آلاف السعوديين للإمساك بزمام أمنه، ويقف على رأسهم دون حجاب وفي كل دقيقة ذات الرجل الذي أخبرتك به سابقاً، وهو الذي يحب أن يتسمى دوماً بـ «خادم الحرمين الشريفين». هو ملك هذه البلاد. سأسألك إن كنت رأيت رئيسكم وهو يجلس بجوار قائدنا في مكة قبل عامين. رأيناه نحن عبر التلفاز مبهوراً يراقب الحجاج ويحرك حاجبيه عجباً فرحاً. رأيناه يحرك رأسه بسكينة وموافقة ويستمع إلى خطاب ملك أمرنا عندما قال «هنا نتجاوز خلافاتنا ونصنع سوياً عالماً يسوده السلام والتفاهم»، لكن اليوم وبعد عامين من سماع رئيسكم لرسالتنا، يعود بصوت نشاز لم نسمعه من قبل ليطالب بفتح أرضنا أمامه ليصرخ بأفكاره السياسية، وهي ذات الأفكار التي وضعتكم على فوهة البركان، وهي ذاتها التي يحاول قائدنا أن يجنبكم ويجنبنا شرها. أخي في إيران: هذا الحج الذي تجاورون فيه كل أعراق الدنيا، لم يكن يوماً أرضاً لاستحضار الخلافات السياسية: هنا نتصفح وجوهنا ونبتسم ونحيا أياماً ننشد فيها السلام، هنا نحتضن خصم اليوم..نحتضنه لأنه يطأ البلد الحرام. هنا نصافح اليد التي طعنتنا من الخلف لأنها تصافحنا فوق الأرض الحرام. هنا نحبس أنفاسنا خشية أن يوخز زائر أرضنا خطأ ويتألم. وهنا لا نسمح لغير شعار الحج أن يرفع ونضع لأجله كل شعارات السياسة تحت أقدامنا.أخي في إيران: أحببت أن أخبرك بهدوء، ككل سعودي، أن الإسلام الذي نؤمن به هو بمفهومه ذات إسلامكم. نحن نفتح الباب لمن آمن باعتداله وسمو أخلاقه، ونغلق الباب في وجه كل من تطرف وإن كان ابن وطني. نحن هنا مسلمون مسالمون ولا نقبل بغير ذلك على أرضنا. هذه رسالتنا منذ عهدنا أنفسنا نخدم بيت الله، والسلام على من اعتدل.alsalhi@gmail.comللتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة
الرابط
رسالة إلى اخي في إيرانالمصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
433038النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
15771المؤلف
محمد الصالحيتاريخ النشر
20091031الدول - الاماكن
السعوديةايران
الرياض - السعودية
طهران - ايران