الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
نحن ومصر.. أقدار الكبار
الخلاصة
السبت, 28 فبراير 2009راي المدينةامتلاك الرؤية والقدرة على قراءة المشهد، واختيار المقاربة السياسية للتعاطي معه، عطاء لا يجود به الله سوى على القليلين جدًا من عباده، وهو مشروط باعتبارات «الجيوبولتيك» وبحسابات القدرات والإمكانات لكل أمة أو دولة أو شعب، وبحسب حجم هذا العطاء، وتلك الاشتراطات التاريخية لتأثيره، يكون تأثير الأمم في إقليمها، ومحيطها، وعالمها، وبموجبه تتوزع الأدوار وتجري المقادير. وهكذا جرت المقادير وتوزعت الأدوار في منطقة الشرق الأوسط، فكان للمملكة ومصر منها النصيب الأوفر، باعتبارات الديموجرافيا، والجغرافيا، وبمنطق التاريخ، وبقوة التأثير الروحي والأخلاقي والاقتصادي والسياسي للمملكة والشقيقة مصر.رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس لشقيقه الرئيس المصري حسني مبارك، لتهنئته بنجاح الجهود المصرية في إنجاز الخطوة الأولى والأصعب في مشوار المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، لا تعكس فحسب تقديرًا سعوديًا للدور المصري، لكنها تعكس وبنفس القدر إدراكًا سعوديًا لحجم ما تحقق ولتأثيره على مستوى الشرق الأوسط كله، ووعيًا سعوديًا بطبيعة التحديات والأخطار التي تحدق بالمنطقة وتستهدف اقتلاع التأثير العربي فيها، أو إضعافه على الأقل، لحساب قوى ظنت أن الظرف الإقليمي مواتٍ لاستخدام قضايانا المصيرية أوراقًا تلعب بها على طاولة السياسة الدولية لحساباتها الخاصة وعلى حساب شعوبنا وقضايانا ومصائرنا.الخطوة الأولى في إنجاز مشروع المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، لا تعني فحسب أن باب الخلاف الفلسطيني قد أُغلق، لكنها تعني أيضًا أن باب السلام المغلق قد آن أوان فتحه مجددًا لإنهاء عقود من الصراع في المنطقة ولاستعادة حقوق تاريخية وسيادية للشعب الفلسطيني على أرضه وللشعبين السوري واللبناني على أراضيهما أيضًا.أيضًا فإن عبقرية التوقيت في اتفاق القاهرة الذي ألزم الأطراف الفلسطينية بإنجاز المصالحة قبل نهاية شهر مارس المقبل قبل أيام وربما ساعات من موعد انعقاد القمة العربية الدورية في العاصمة القطرية (الدوحة)، قد أخذت في الاعتبار أيضًا أن تحركًا دوليًا تقوده الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة باراك أوباما، لن يكون ممكنًا استثماره في غياب المصالحة الفلسطينية، ووحدة الصف الفلسطيني، الأمر الذي يعني ضرورة وضع الإدارة الأمريكية الجديدة أمام مسؤوليتها، بعدما أصبح الطرف الفلسطيني مستعدًا بوحدة صفه، والجانب الإسرائيلي مهيئًا بحكومة جديدة منتخبة.التقدير السعودي الواضح لاتفاق المصالحة الفلسطينية بالقاهرة يعكس إدراك السعودية لجسامة مسؤوليتها عن الأمن والاستقرار الإقليمي، ووعيها بأن التنسيق السعودي - المصري هو وحده القادر -بعد الله- بموجب معطيات كثيرة أشرنا إليها في مستهل كلامنا، على تحقيق أمن واستقرار ورخاء وسلام المنطقة من المحيط إلى الخليج.. وتلك كانت وصية الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود «يرحمه الله» التي يلتزم بها أبناؤه البررة، ويدركون عمق مغزاها.
الرابط
نحن ومصر.. أقدار الكبارالمصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
433847النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
16747الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودباراك اوباما
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
محمد حسني مبارك
تاريخ النشر
20090228الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
الشرق الاوسط
فلسطين
لبنان
مصر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر
القدس - فلسطين
بيروت - لبنان