الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الحوار لغة المتحضرين
التاريخ
2007-04-17التاريخ الهجرى
14280329المؤلف
الخلاصة
عطر وحبر الحوار لغة المتحضرين سحر الرملاوي اكثر ما يثير اهتمامي ويثلج صدري هو حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله على تكريس مبدأ الحوار في كل تصريح وفي كل مناسبة، فالحوار هو البوابة الاولى نحو المستقبل الواثق، عبره نعرف كيف يفكر الآخر وعن طريقه يمكن ان تتناغم القناعات (ولا أقول تتساوى) لتصب في المصلحة العليا والهدف الاسمى وحدة الوطن وتماسك بنيانه، وعن طريق الحوار يستطيع الشباب ان يعبر عما يعتمل في نفسه، يحدد افكاره ويطالب بحقوقه في الإنجاز والبناء، في التقدم والقيادة، في العمل والإنتاج، وعبر الحوار يمكن للمرأة أن تتحدث عن مشاكلها عن نقاط الضعف التي تعاني منها وعن نقاط القوة التي ينبغي الاستفادة منها.. الحوار يفتح ثقباً في الحوائط الصماء ويوزع ضياء في الظلماء، ودائما مع الحوار هناك امل، حتى لو لم يخرج المتحاورون بأي شيء إلا الشجار، شجارهم تنفيس سوف يعقبه هدوء وحكمة ثم قرارات في مجملها صائبة، المهم ان نتحاور ونفصح عما نشعر به، المهم ان يعرف الآخر شيئاً ولو بسيطا عن مخاوفنا، آمالنا، أحلامنا، طموحاتنا.. يتعامل مع إنسانيتنا. الناس ليسوا أرقاماً وأعداداً ولا هم بيانات في دفتر هوية، والامم القوية استمدت قوتها ابتداء من احترام عقول وقلوب سكانها.. فهي تعرف كيف تتعامل مع بشريتهم بلا تفريط أو افراط.. والرسول صلى الله عليه وسلم (نبي الرحمة) كان يعامل صحابته مهما ازداد عددهم كأنهم من افراد أسرته، يعرف عنهم أدق التفاصيل ويشاركهم في تلمس مواطن أفراحهم وأحزانهم ويساند طموحاتهم ويبدد مخاوفهم. واذا كانت المملكة قد حظيت عالميا بلقب مملكة الإنسانية وحظي مليكها بلقب الملك الإنسان فلأن الحوار فتح الباب أمام التواصل، والتواصل يكسر الحواجز ويعلمنا أن نكون شجعانا في مواجهة مخاوفنا، يعلمنا متى يجب ان نتخذ خطوة ضد موروث مفروض، ومتى نقبل فكراً قادماً من بعيد مرفوض، يعلمنا تقدير ذواتنا ورؤية حجمنا على طبيعته دون مبالغة صحيح ولكن أيضا دون استهانة، الحوار يكشف الجرح ويتيح له الفرصة ليتنفس ويستقبل هواء نقيا بدلا من أن يقيحه الكتمان والنكران والاحتجاج بالكمال الذي لا نقص فيه، وحين ينكشف الجرح قد يؤلمنا قليلا لكنه سرعان ما سيتماثل للشفاء، الحوار قرار شجاع للغاية نسأل الله ان يؤتي ثماره نحو العافية والمستقبل المشرق الواعد الواثق، ونتمنى ان يكون كل متحاور على قدر المسؤولية يعرف ماذا يقول ومتى يقول وكيف يقول والأهم لمن يقول. نحن أصحاب حضارة ضاربة في عمق الزمن قامت على الحوار واستمدت قوتها من الشورى والتراحم وها هي تكمل المسيرة لزمن قادم يحمل ألقه وإشراقه وصورته الدائمة البهاء. sahar@alriyadh.com
الرابط
الحوار لغة المتحضرينالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
434801النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
14176الموضوعات
الحقوق المدنيةالحوار الوطني
المؤلف
سحر الرملاويتاريخ النشر
20070417الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية