نحتاج جامعة أخرى
التاريخ
2009-10-23التاريخ الهجرى
14301104المؤلف
الخلاصة
نحتاج جامعة أخرىد. جميل محمود مغربياستوحي من قيام جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على سوقها فكرة جامعة أخرى تشكل الخط الموازي لهذه الجامعة.فالتحليق إلى عالم المستقبل والنهوض إلى قمم الحضارة لا يتأتى إلا باستخدام جناحين يمثل الأول الأبحاث العلمية ويمثل الثاني الدراسات النظرية.بل قد يتكئ الجانب العلمي في نهوضه على الجانب النظري فالصعود إلى القمر وابتكار الغواصة مستقيان من قصص الفرنسي جول فيرن في الخيال العلمي واختراع الطائرة المروحية وانفصال المركبة الثلاثية في هبوط أبولو 11 على سطح القمر بقيادة نيل أرمسترونج وأدوين الدرين ومايكل كوينز مستوحيان من خيال رسام إيطاليا في عصر النهضة ومبدع الموناليزا أو الجيوكندا ليوناردو دافنشي.والواقع الفكري في الممكة العربية السعودية بشكل خاص وفي العالم بشكل عام يستدعي قيام مثل هذه الجامعة التي تعنى بالجانب الفكري وخير من يتصدى لهذه المهمة سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بحسه الفني ونزعته الفكرية وخلفيته السياسية وانتمائه لمدرسة الفيصل المتعددة المواهب والقدرات. كما أنه قد شرع فعلياً في انتهاج هذا المسار من خلال تصديه لتأسيس مؤسسة الفكر العربي.إن العالم في عوز للالتقاء على مائدة الحوار لردم الفجوة وتضييق الهوة وبناء جسور الحوار والتفاهم والتصدي لما يمكن أن ينجم من اختلافات في الرؤى والمشارب ولتحقيق نزعة التقارب التي تشرئب نحوها كافة الأمم وليست الاستجابة لحوار الديانات الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين إلا دليلاً على تطلع العالم بأسره لدرء غائلة الشقاق ومحاصرة نوازع الشر ووأدها في مهدها أيّاً كان مصدرها وأياً كان موقد جذوتها.إذا كان الاختلاف قديماً تأجج مع انفجار بركان علم الكلام وتلظى بأواره جمهرة من أفاضل الأئمة والعلماء ومني بالجلد الأمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه في قضية خلق القرآن فإننا نخشى أن يقتاد الخلاف المعاصر العلماء والرعاع إلى مغبة القتل دون تمييز وهو ما نشهد طلائعه منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر حيث يبادر المسيحي إلى قتل المسيحيين كما هو الحال في حادثة أوكلاهوما أو يبادر المسلم إلى قتل المسلمين كما نشهد في حركات المروق والخروج عن النهج في المملكة ومصر وباكستان وأفغانستان واليمن وغير ذلك من المدن والدول والأصقاع.ولن يئد هذه الفتن إلا الوعي الحضاري على طاولة البحث حيث تجتمع الأمم لمعالجة نوازع المروق والخروج على الأمة.كما أن الأمم في عوز إلى الأبحاث التي تسهم في الالتفاف والالتقاء على طاولة البحث في شتى الميادين النظرية الأخرى فكلية الألسن تسهم في استيعاب ثقافة الآخر ونحن آخر بالنسبة لهم كذلك كما أن قضايا التأزم النفسي أضحت عالمية وأفضت إلى انتشار ظواهر سلبية كالقتل والسلب والانتحار تتواكب معها في المسار ذاته قضايا اجتماعية تؤرق كل المجتمعات الإنسانية كانتشار ظاهرة الطلاق والعقوق والاغتصاب وانتشار المخدرات وزنا المحارم فلم يحدث في المجتمعات الإسلامية في تاريخها أن سمع الناس عن أب يغتصب بناته الخمس وتحمل إحداهن سفاحاً من أبيها كما لم يحدث أن استعانت أم برجال الأمن لانقاذها من ابنها الذي يحاول اغتصابها. جملة من القضايا تصعق من يستمع إليها لأول وهلة وتفسر كل مظاهر الجدب والقحط واحتباس المطر وزوال البركة وربما تقتضي ترقب وقوع العقاب السماوي بسلسلة من الكوارث كما منيت بها الأمم من قديم.إن هذه الجامعة المقترحة تتمحَّض للدراسات والأبحاث على المستويات العليا في الجوانب النظرية من دراسات دينية وفكرية وأدبية ولغوية واجتماعية على غرار جامعة الملك عبدالله المتمحِّضة للعلوم والتقنية. وستعج كلياتها بتفاعل البحث النظري الدؤوب الذي نتطلع إلى أن تسهم المملكة عالمياً في حركة الفكر العالمي والإبداع الشعري والروائي خاصة وأننا على مدى عقود لم نستطع أن نضع على خارطة التأثير على المستويين العربي والعالمي اسماً مميزاً في مجالات الفكر والأدب ولا يمكن أن نرتجي من الأندية الأدبية أن تحقق ذلك وقد أضحت خلايا نائمة على مدى عقود كما أن زياراتنا للدول الأخرى لم تتجاوز مستوى التسلية والترفيه ولست بصدد النقد ولكنني أود بلورة طموح يعتلج في نفوس الكثيرين لصياغة واقع جديد ترتبط فيه المملكة اسماً وفعلاً بصبغة الإبداع والتميز وترتقي إلى مستوى طموحنا نحو العالمية.إلى وزارة التربية والتعليموصلتني شكاوى من مدرسات محافظة جدة حول حركة التنقلات التي اقترنت مع بدء العام الدراسي فهي دون شك ستؤثر سلباً على المدرسات وسينعكس تأثيرها على تحصيل الطالبات فمن المنطقي التريث إلى نهاية العام الدراسي ليسهل على المدرسات تهيئة أنفسهن لحركة النقل، إن الأمر يستوجب الدراسة وتحديد الإيجابيات والسلبيات .
الرابط
نحتاج جامعة أخرىالمصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
437286النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16984الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودادوين الدرين
جول فيرن
خالد بن فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
ليوناردو دا فنشي
الهيئات
جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية - كاوست - السعوديةمؤسسة الفكر العربي
وزارة التربية وااتعليم - السعودية
المؤلف
جميل محمود مغربيتاريخ النشر
20091023الدول - الاماكن
افغانستانالسعودية
اليمن
ايطاليا
باكستان
مصر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر
روما - ايطاليا
صنعاء - اليمن
كابول - افغانستان