الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الملك عبدالله ..وقيادة قمة التأسيس للعمل الإسلامي
الخلاصة
خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لا أحد يشك في أدواره الصادقة عربياً وإسلامياً وسعيه مع القوى العظمى في تثبيت مبدأ حسم النزاعات بالحوار ومنهج السلام، والتعايش بين الشعوب بمنطق بناء عالم يرقى بفعله إلى طبيعته البشرية السوية، وعندما يقف شاهد تاريخ وعصر في أطهر بقاع الأرض ليتحدث لأهم قمة إسلامية، أو ما يمكن تسميتها بقمة التأسيس لمشروع طويل للعالم الإسلامي، نجده يخاطب هذا العالم الكبير بروح العصر وثوابت العقيدة، والدور المطلوب من هذا العالم أن يقف على قدمين ثابتتين. التحديات كبيرة وهائلة، لكن الطريق يبدأ بخطوة، كما يقول المثل، وخادم الحرمين حين ينتقي كل كلمة في خطابه ويضعها في سياقها الواقعي، والذي يأمل أن تكون فاتحة عمل طويل يتأسس على الثقة ومبادئ الإسلام الحقيقية، فإن الواقع الذي يعيشه المسلمون يجب أن يوضع على مشرحة التحليل بكل صدق، طالما المواجهات سياسية، وثقافية وعقائدية ومعها جميعاً واقع التخلف الذي سلبنا الدور الممكن فعله والمساهمة في سباق الحضارة الإنسانية القائمة.. المهم في هذه القمة أنها تأتي بصدق النوايا، والحماس للعمل بآفاق وأذهان مفتوحة، وطالما توفرت الإرادة، فإن تحقيق الأماني يحتاج إلى خطط وقوائم لأولويات تبدأ من الأهم للمهم، وهنا لابد من التركيز على بنية المجتمع الإسلامي، وكيف يتم بناؤه بقاعدة التنمية الشاملة، أي جعل الإنسان الهدف الأهم في التعليم والوعي وتوفير وسائل الحياة الطبيعية من غذاء ودواء وسكن، ووضع معايير حقيقية لاختبار قدراتنا على تجاوز سلبيات الواقع في سبيل بناء قاعدة عمل تشمل كل هذا الكيان الكبير.. دعوة خادم الحرمين الشريفين لهذه القمة، تنطلق من حقائق جديدة، أي أننا دخلنا مرحلة صدام مع العالم الخارجي نتيجة مجموعة عوامل اتخذت شكل تبشير غربي بحتمية صراع الحضارات واعتبار الإسلام الطرف الأول في المعادلة في هذه الجدلية التاريخية، وأنه القوة المضادة لكل مشروع غربي بما في ذلك أسس الحضارة الحديثة، ثم كانت كارثة أحداث 11 سبتمبر التي قادت إلى جعل الصدام لا يتناول فقط مجموع النظريات، بل الغزو بأشكاله العسكرية والثقافية والحصار الاقتصادي .. واستشعاراً من الملك عبدالله بخطورة الموقف، جاءت دعوته للقمة لوضع قادة العالم الإسلامي أمام مصير لا يحتمل المواقف المتهورة، ولا التنازل عن قيم ثابتة، وإنما بالحوار كلازمة ضرورية مع أطراف النزاع، واختيار مكة المكرمة لهذا الاجتماع لم يكن خياراً عشوائياً، وإنما اعتبار المكان يرمز لعظمة هذا الدين وتسامحه، وأنه من هذه الأرض انطلق، ومنها أيضاً يعمل على فتح الطرق مع كل الشعوب بالتعايش السلمي والحوار البناء..
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
437469النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
13681الموضوعات
الاسلامالاسلام والغرب
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلامي
السعودية - العلاقات الخارجية - مؤتمرات
الهيئات
منظمة المؤتمر الاسلاميتاريخ النشر
20051208الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية