الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
حرية التعبير .. مسئولية مبدعة
الخلاصة
حرية التعبير هي الأمنية الأغلى في ضمير كل إنسان، وتبذل جهود مضنية وطويلة في سبيل اكتسابها، وممارستها والتمتع بها . ولكن حرية التعبير لكي تكون مثمرة ومبدعة وبناءة وشريكة في العمل لخدمة التطلعات الإنسانية والأماني، يتعين أن تكون حرية مسئولة. فإذا تخلت عن مسئوليتها تصبح عدواناً وظلما وغطاء للشر، ومعول هدم . وهذا بالضبط ما شدد عليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته التي ألقاها في مجلس الشورى يوم أمس الأول . فالمسئولون في المملكة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين ، لا يضيقون بالنقد الموضوعي البناء، لأنه يهدف إلى تبصير المواطنين والمسئولين بمواطن الخطأ والخطر. ويساعد في تقويم الأخطاء والأداء الحكومي، وهذا واحد من الأهداف الذي يسعى إليها المسئولون ويحرص خادم الحرمين الشريفين على الالتزام بكل ما يؤدي إلى الأداء الحكومي المتميز في فلسفته لقيادة المملكة إلى مستقبل جديد وغد متغير . وحرية التعبير يتعين أن تكون حرية أخلاقية ملتزمة بالآداب التي حثت عليها الأديان والأعراف ومثالية التعامل البشري، وخاصة آداب التعامل في الإسلام التي ضمنت لكل إنسان حق حرية التعبير على ألا يعتدي ولا يتجنى ولا يسبب ضرراً أو حرجاً دون وجه حق لآخرين . وقد كفل الإسلام حرية التعبير على أن تكون صادقة ومؤدبة وموضوعية ومثمرة. ولم يقر الشتم، ولا التجريح ولا التجني ولا العدوان لا بكلمة ولا بفعل. وصنف الإسلام حرية التعبير السلبية التي تهدم ولا تبني وتشوه وتسيء إلى الناس بأنها «قذف»، وغلظ الإسلام العظيم العقوبات على الذين يطلقون لألسنتهم وأقلامهم العنان ويوزعون البذاءات باسم حرية التعبير. ومن مكارم الأخلاق في الإسلام أن يفصح المرء عن الحق، وأن ينقد ويجتهد ويبين مواطن الأخطاء، دون تجن أو عدوان . وفي إطار هذا المبدأ فإن خادم الحرمين الشريفين، في نهجه، وفي مناسبات كثيرة، يدعو المواطنين إلى ممارسة النقد الموضوعي، الذي يساعد على أداء الأمانة وخدمة الوطن والمواطنين ويثري الخبرات الوطنية بالرأي والمشورة وتبادل الأفكار والحوار. وما دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى الحوار الوطني، إلا تحقيق لمبدأ النقد البناء والتعبير الحر المسئول، وتبادل الأفكار والهموم وإيجاد الحلول للمشاكل بروح وطنية مسئولة ومبدعة وفكر منفتح على الآخر، في كل مكان، باعتباره شريكاً في صناعة المستقبل .
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
439785النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
12694الهيئات
مجلس الشورى - السعوديةتاريخ النشر
20080317الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية