الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الذين يحبوننا أكثر
التاريخ
2005-10-24التاريخ الهجرى
14260921المؤلف
الخلاصة
يضاف إلى مآسي عام 2005 فظاعة ما حدث في الباكستان عندما لم تكتف الأرض بأنها اهتزت ولكنها فصلت الضحايا في مجموعات بالغة القسوة في واقعها المأساوي، فالناس لم يواجهوا ملاحقة أمواج يهربون منها حتى ولو قتلت كثيراً منهم، ولكن اهتزاز الأرض العنيف جعل المرتفعات تعزل فصائل بشرية عن فصائل أخرى.. فرق الإنقاذ الدولية واجهت عجزها عن التسلق وتعذرت معرفة أين يُحتجز الأحياء تحت الصخور، وكيف سبيل الوصول إليهم..؟ هذه مأساة مرافقة لحالات التشريد والفقر والموت التي جعلت أكثر من مليون شخص يفرون بما بقي عليهم من ملابس.. ملكنا الذي نحبّه بقدر حبّه للإنسانية ونشر عن مجتمعنا تعريف مملكة الإنسانية في مناطق متباعدة من العالم، قاد المجتمع مثلما هي عادته نحو الخير ومساندة المشردين الفقراء.. وليس جديداً على مجتمعنا أن يتعاطف.. نحن مجتمع خير وقفنا مع الشعب الفلسطيني في مناسبات كثيرة، ووقفنا مع شعوب أخرى في مناسبات إنسانية عديدة.. مشكلتنا ليس في طبيعة تركيبتنا الإنسانية ولكن في معرفة بعضنا لبعض.. إلى متى نظل نقسّم مجتمعنا إلى متشدد إسلامي ومتنصل علماني. وفي أعماقنا نعرف أننا جميعاً من فصيلة واحدة.. يجب أن نلتقي لأن المرحلة لا تسمح بالاختلاف.. وعندما أعود إلى الباكستان الغارقة في أحزانها أجزم أنه ليس هناك شعب إسلامي ينظر إلى المملكة ومجتمعها بمستوى التقدير والإكبار نفسه الذي هو عليه الشعب الباكستاني. لقد كنت ضمن الوفد الإعلامي المرافق لمليكنا حالياً عندما كان ولياً للعهد.. عبدالله بن عبدالعزيز.. في زيارته للباكستان مرتين.. في كل منهما كنت أشاهد المحبة العفوية والتعبير الصادق على لسان كل باكستاني كان يصطف مع مواطنيه كي يرحب بالوفد.. في كل الدول - وربما أكون زرت معظم دول العالم - أشعر أن التقدير ينصب على مكانة المملكة، الإسلامية أو الاقتصادية أو السياسية.. وهذا طبيعي في علاقات الدول إلا في الباكستان حيث أجد التقدير عند الناس البسطاء كما لو كانوا يعتبرون كبار مسؤولي بلادهم حكاماً محليين أما الآتي من السعودية فهو صاحب امتياز إسلامي وعالمي في التقدير الخاص.. أذكر في زيارة ثالثة.. قديمة جداً عندما مثّل الملك فيصل - رحمه الله - المملكة في مؤتمر القمة الإسلامي الذي عُقد في لاهور وفي ذروة الازدحام فوجئت بشيخ وقور يجذب يدي في صمت ثم يضع فيها شيئاً صغيراً.. نظرت إلى ذلك الشيء فإذا هو زجاجة عطر زيتي وأطلعت الزميل راشد الفهد الراشد عليها، ولم تكن هناك لغة مشتركة نشكره بها ولكن نظرات محبة ووفاء تبادلناها معه قالت كثيراً من التعبير الصادق.. في ذلك المؤتمر ولضخامة عدد الوفود، كان الصحافيون يعانون صعوبة في الوصول إلى مقر المؤتمر إلا نحن، كنا نجد تسهيلات مذهلة حتى أن صحفياً عراقياً أذكر أنه من بيت العاني قال ضاحكاً: «إذا عُقد أي مؤتمر هنا مستقبلاً سوف أحضر ومعي ملابس سعودية كي تُفتح لي كل الأبواب..» علينا كمواطنين أن نسعى إلى فتح أبواب جديدة لمشردين هناك يحبوننا بصدق.
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
440825النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
13636الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
المؤلف
تركي عبدالله الديريتاريخ النشر
20051024الدول - الاماكن
السعوديةباكستان
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين