الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الملك عبدالله يبرز الحصافة السياسية للسعودية
الخلاصة
عندما اجتمع رئيس الوزراء مانموهان سنغ مع الملك عبد الله في نيودلهي كان مأمونا القول إن الوفد السعودي يضم من حملة الدكتوراة وشهادات إيفي ليغ أكثر من الوفد الهندي حتى وإن أوردنا في الحساب دكتوراة رئيس الوزراء ومستشاره الإعلامي. وفيما تبدأ الهند انهماكا طويل الأجل مع السعودية فإن على بيروقراطيتها أن ترعى احتراما كبيرا لتطور النخبة السعودية. وعلى الهند أيضا أن تدرك أن الملك عبد الله هو أول مصلح جدي تشهده السعودية. في الشهور القليلة التي تلت جلوس الملك عبد الله على العرش قام بعدد من الإجراءات التي يمكن، وإن يكن ببطء، أن تنقل البلاد إلى التقدم والتحديث. إن مستقبل الإسلام السياسي وتحديث الشرق الأوسط يعتمد بشكل كبير على نجاح إصلاحات الملك عبد الله. وفي الهند التي تضم ثاني أكبر عدد من المسلمين في العالم تأمل بقوة في أن يبرز الملك عبد الله منتصرا. إن التحرك الساحر قبل وخلال زيارة الملك عبد الله التاريخية إلى الهند جزء من قرار واع لإظهار نمط سياسي جديد يتبناه آل سعود حاليا. كما أن ذلك يبرز الحصافة السياسية التي أظهرها آل سعود كلما دعت الحاجة. وكما هو حال الدولة الهندية البيروقراطية التي ترأس أمة متخلفة ومتنوعة، فإن آل سعود يديرون واحدة من أغنى دول العالم وأكثرها محورية. يتحمل آل سعود المسؤولية الإضافية المتمثلة في إدارة الأرض التي تضم أقدس المواقع الإسلامية في العالم وأكثر مجتمعات العالم محافظة. إن غياب انخراط قوي بين النخبتين يعني أن آل سعود قد استجابوا لتعصب الهند ويمكن أن يكون الاعتراف بالقوى المتبادلة والمهارات الخطوة الأولى نحو إقامة شراكة دائمة بين الهند والسعودية. والهند, كأكبر مستهلك للنفط لا تستطيع أن تحتمل تناسي الدور المستمر الذي تبناه آل سعود على مدى العقود الأخيرة الكثيرة، حيث نظمت السعودية إنتاجها للحفاظ على أسعار النفط عند مستوى معقول. إن ملاحظات الملك عبد الله لقناة هندية تلفزيونية بأن أسعار النفط الحالية عالية جدا تعبر عن الحكمة التي تحاول الرياض بواسطتها إدارة السياسات الدولية للنفط. ورغم كل الانتقادات إلا أن آل سعود لم يكونوا عدوانيين مثل بعض الحكام المستبدين العرب الذين أداروا آلات سياسية قاسية باسم الجمهورية أو الاشتراكية. وللحقيقة فإن أحداث 11 من أيلول (سبتمبر) أظهرت المشكلات الكثيرة التي تواجه السعودية. فقد كان معظم مختطفي الطائرات ومنظمي عمليات الاختطاف من السعودية، مما صدم السعودية وجعلها تواجه ظهور التطرف في الداخل. وبينما يزعم المحللون الهنود فيما بينهم عن الدعم من بعض السعوديين للإرهاب فإنهم أولوا انتباها قليلا إلى الحرب الشديدة التي خاضها آل سعود على الإرهاب في بلدهم في السنوات القليلة الماضية. إن آل سعود يحاربون الإرهاب ليس فقط بسبب الحث الأمريكي ولكن لأن الإرهابيين يشكلون تهديدا لبلادهم. فمنذ 11 من أيلول (سبتمبر) يسعى آل سعود إلى التكيف مع أكبر مجموعة من التحديات من التوجه السياسي وعدم استقرار دولة الرفاة الذي يغذيه النفط إلى التصدي للبطالة المتزايدة من بين أمور أخرى. إذا كان هنالك أي ناحية بعينها تميز آل سعود فإنها تتمثل في قدرتهم على البقاء أمام كل المصاعب. ففي إدراكه للتهديد الأساسي لمستقبل الدولة السعودية كشف الملك عبد الله عن أجندة إصلاح ضخمة للشهور المقبلة كل ذلك يتم خلال الشهور القليلة التي مضت عليه في قيادة البلاد. من القرار البسيط للاحتفال بعيد توحيد المملكة، لا يمكن أن يكون هناك أي شيء علماني في أرض يهيمن عليها الدين بشكل كلي، إلى عقد أول انتخابات بلدية محلية وإدخال المملكة في منظمة التجارة العالمية إلى قوانين جديدة تخاطب حقوق المرأة العاملة وفتح حوار وطني واسع النطاق حول حقوق الأقليات الدينية إلى إيجاد واع لقادة من الجيل الجديد. وقد أعطى الملك عبد الله أملا سياسيا لبلد كان يرفض الإصلاح منذ زمن طويل. إن رئيس الوزراء سينغ الذي يعرف الكثير عن عملية الإصلاح المحفوفة بالمخاطر ومتابعة التغيير دون تنفير الذين يتأثرون به يمكن أن يكون لديه الكثير لتقديمه وكسبه من العمل مع الملك عبد الله. إنديان إكسبريس
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
444241النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
4492الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجيةعبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - الزيارات
مكافحة الارهاب
تاريخ النشر
20060128الدول - الاماكن
السعوديةالهند
الولايات المتحدة
الرياض - السعودية
نيودلهي - الهند