الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
وترجل الفارس الشيخ عبد العزيز التويجري
التاريخ
2007-06-12التاريخ الهجرى
14280526المؤلف
الخلاصة
كالنسيم في حياته، بحركته الهامسة وأدبه الجم ولفظه المهذب والمبين، ترجل الفارس الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري -رحمه الله رحمة واسعة - برحيله.. نفتقد رجلا من جيل الرواد.. نفتقد في معاليه ابتسامته الرقراقة.. وانسانيته العذبة . كما نفتقد فيه الخبرة السياسية الثرية، بالتزامه الوطني العربي والاسلامي الاصيل . نفتقد فيه العقل العربي الراجح، والمفكر والخبير الاداري الحانق، والقلم الجريء. فقد جاء معالي الوالد الشيخ عبدالعزيز التويجري - رحمه الله - بنعم كبيرة افاض بها عليه وهي نعم يختص بها بعض قلة من عباده . وكان والدنا الشيخ واحدا من هذه القلة، فكان مرجعنا الاصيل عند البحث عن الرأي الصائب واللفظ المبين والحكمة الغائبة. اما التويجري المثقف والمفكر والاداري الذي يتمتع باحترام الجميع وتقديرهم بتواضعه وادبه الجم ولفظه المهذب واسلوبه الرشيق، الذي لا تنقصه الصراحة والدقة والشجاعة، كان - رحمه الله - واسع المعرفة والاصدقاء بما لا يتعارض او يتناقض مع قيمة او مبدأ علمي او اخلاقي، وكان سجلا طويلا من الاخلاص والتفاني في العمل الدؤوب.. فلم يتوقف يوما عن التواصل مع محبيه وتلامذته، وظل محافظا دوما على اريحيته مع الجميع. كان الوالد الشيخ في تواضعه من بسطاء الناس.. الذين اشغل بهم ولربما كان هذا الانسان هو ما نفتقده في داخلنا . فقد عرفته .. رجل مروءة واخلاص ومحبة .. عطوفا كما يجب للعطف ان يكون .. ودودا كما يجب للود ان يكون.. باشا صادق السريرة كما يجب للصدق ان يكون .. تكمن شخصيته في عطفه وطيبته وصدق سريرته. وعندما أتحدث عن شخصية بحجم معالي الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري - رحمه الله - فانني حتما سأتحدث عن عبدالعزيز التويجري الانسان الذي عندما تعمل معه او تناقشه اوتحاوره او حتى تنصت لنصيحته او عتابه او توجيهه فانك لامحالة ستخرج هانئ النفس، باش السريرة، مما يجعلك تتساءل : ما سر هذه القدرة العجيبة التي دفعتك باتجاه ذلك؟ ولكن سرعان ما تتذكر انه أحد رموز جيل المؤسسين، الذي نشأ وترعرع في مدرسة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ثم مدرسة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - حيث عاصر معاليه نهضة وتطور الحرس الوطني بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وشارك في تنفيذ الخطط والبرامج والسياسات لتطوير الحرس الوطني وتحديث تنظيماته في كافة مجالاته العسكرية والادارية والصحية والتعليمية والثقافية، كما عاصر معاليه بدايات انطلاق المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي ينظمه الحرس الوطني سنويا على مدار نحو ربع قرن وحرص على الاشراف على برامجه ومنتدياته الثقافية.. والندوات التي يتواجد فيها ويطرح فيها تجاربه ورؤيته، وكذلك مكتبة الملك عبدالعزيز العامة. ورغم ما كان يعانيه من ظروف صحية اهمته وارقته كما اهمتنا وارقتنا بل وافقدتنا الابتسامة، إلا انه ظل كتوما يتحمل المعاناة والظروف الصعبة بصبر وهدوء ويتغلب ببسالة على مشاعره وشواغله ويواصل عطاءه الوطني السخي .. ادارة وممارسة وفكرا ورأيا فجزاه الله اجر الصابرين ورحمه رحمة واسعة.. واسكنه فسيح جناته، واحسن العزاء فيه لابنائه وبناته، واحفاده، واقربائه، ولجميع افراد عائلته الكريمة، وعوضنا واهله فيه خيرا. (إنا لله وإنا إليه راجعون) .. والحمد لله رب العالمين.
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
443218النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12415المؤلف
فيصل بن عبد الرحمن بن معمرتاريخ النشر
20070612الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية