الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
ترسيخ الوطن في قلب العالم
التاريخ
2009-09-26التاريخ الهجرى
14301007المؤلف
الخلاصة
ترسيخ الوطن في قلب العالمنبيلة حسني محجوبتذكرت عبارة جبران خليل جبران: «الأرض كلها وطني وجميع البشر مواطني» وأنا أتابع افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بثول، والتزامن العبقري مع مناسبتي عيد الفطر واليوم الوطني، كما أعرب خادم الحرمين الملك عبد الله عن ارتياحه لتزامن ذلك اليوم بافتتاح الجامعة .. مؤكدا أنها تجسد مكانة المملكة ودورها في الإسهام في المعرفة البشرية وأن تكون هذه الجامعة من ضمن أهدافها الإنسانية جسراً للتواصل بين حضارات العالم !هكذا يكتمل المعنى ويتسع وينطلق من المحلي إلى الإسلامي ويحتوي العالم بافتتاح جامعة تستقطب العقول الفذة والنابغة من كل أرض، كما تجمع الشتلات النادرة لتغرسها في أرض خصبة كي تطرح ثمارها الطيبة وتمد جذورها وتنمو في حضن الوطن الذي يفتح أبواب العالمية في جدار شرقنا الموصوم بعار «الطرد» و«القمع» و«البيروقراطية» طرد عقوله الفذه التي تخرج في رحلة اللاعودة، حيث تجد من يوفر لها ظروف النبوغ والعبقرية، ليظل شرقنا الحزين المتسول الوحيد لمنتجات العلوم وتقنياتها ، فالعالم قرية صغيرة لكنها في قبضة سادة الإنتاج ومرتعا لعبيد الاستهلاك المرضي!ظل التقدم حلمنا العربي الذي كلما توهمنا أننا اقتربنا منه لم نجد بين أيدينا غير قبض الريح أو حفنة من سراب، وظل الآخر «الغرب» هو الذي يقدم نموذج التحديث والتقدم، وهو مصدر القيم «الحرية والمساواة» وظل شرقنا المتوسط نموذج «التخلف» و مستنقع «التطرف والإرهاب» وأصبح «العقل» مستوطنا قارتي أوربا وأمريكا، ومتعهدا صياغة المزاج الفكري لإنسان العصر الحديث، لأن مضمون التقدم عقلي ومعرفي، ربما لذلك أتطلع إلى هذه المناسبة بكل زخم الأحلام والآمال لأنها الجامعة الأولى من نوعها في شرقنا المتوسط التي تستقطب العقول النابغة من أقطار العالم وكأنها تقف شامخة تردد عبارة «جبران» «الأرض كلها وطني»«انجاز تاريخي» وصف أطلقه محمد يونس مؤسس بنك «جيرامين» على جامعة الملك عبدالله ، وهو ما يؤكد ترسيخ الانجاز في قلب العالم، بعيدا عن الحتمية التاريخية التي تجعل من الأفراد أدوات تؤدي دورها المرسوم، وبعيدا عن نظريات التقدم المبنية على فكرة المراحل، والتقدم عن طريق القطيعة مع الوضع السابق وتجاوزه بقفزة، أو بثورة، وأن التقدم لايتم إلا عبر الانشقاقات وهدم الماضي والخروج عليه، وأن كل مرحلة تنفي ما قبلها ، وأن الجديد لا يظهر إلا بعد أن يستنفد القديم كل مقومات وجوده «التاريخية» انجاز متصل، ورؤية مستقبلية، دون قطيعة مع الماضي ، ودون انشقاقات أو هدم ، بل في تلاحم وتعاضد وحب ، ربما لذلك جاء اختيار لحظة الانطلاق إلى المستقبل وسط مناسبتين حميمتين ووثيقتي الصلة بالماضي ومتصلتين بالحاضر، التزامن مع الاحتفال باليوم الوطني، وعيد الفطر الذي يستمر احتفالنا به على مدى أيام الشهر، لبس جديد، ومشاعر فرح جديدة ، وعقل جديد ينمو ويزهر في الوطن في يوم عيده، يرسخ مكانته في قلب العالم، بصفته شريانا نابضا بالنبوغ البحثي والعلمي لضخ المزيد من الوقود في خزان المستقبل، أو كما يرى «أوجست كونت»: «أن التقدم لايسير بخط مستقيم إذ لابد من حدوث تقلبات وتذبذبات، إلا أنه يمكن تعديل مسار التقدم وسرعته بواسطة التدخل الإنساني».رؤية خادم الحرمين لهذه الجامعة هي التدخل الإنساني الذي سيجبر حركة التقدم على السير في خط مستقيم، ربما نحرز النصر في سباق العصر المتمحور حول العلوم والتقنية، مجال تخصص جامعة الملك عبد الله! ربما تمحو وصمة التطرف من جبين الوطن، وتغرس مكانة الوطن في قلب العالم، مكانته الدينية التي تخص الجزء الإسلامي من العالم ستظل محفوظة لأنه قبلة المسلمين ومهوى الأفئدة، وكذلك المكانة الاقتصادية والنفطية، لكن المكانة العلمية هي قطار التقدم، لذلك نعلق الآمال في جيد هذه الجامعة الفتية، وننتظر حركة التقدم بالإمكانيات المهولة المتاحة لهذه الجامعة التي ولدت عملاقة بمساحتها وخططها ومجلس أمنائها وبالدعم السخي والقوي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أكد على أن «الاحتفاء باليوم الوطني تجسيد للوحدة والحفاظ على منجزات الوطن والالتزام بالمزيد من تكريس الجهود لتحقيق التنمية على اختلافها في كل بقاعه».بقي أن نطلب لأبنائنا وبناتنا مساحة قبول أكبر ، لأن «ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع» كما يقولون! نحن بحاجة إلى علماء ونوابغ من أرضنا رغم عبارة جبران التي «رنت» في رأسي ، وحرضتني على كتابة كل ما سبق عن العالمية، وشرقنا الحزين، والغرب الرزين، إلا أن قلبي دائما هنا في الوطن وأبنائه وبناته طلبة وأساتذة وعمال وموظفين كي يعم الخير أرجاء الوطن ويصبح العيد عيدين والفرحة فرحتين والوطن راسخ في القلب والعينوكل عام والوطن آمن في رغد وخير، وكل عام وأنتم خير.
الرابط
ترسيخ الوطن في قلب العالمالمصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
445839النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16957الموضوعات
الجامعات والكلياتالسعودية - الاحوال السياسية
اليوم الوطني
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
المؤلف
نبيلة حسني محجوبتاريخ النشر
20090926الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية