الوزير.. وانتخابات الغرف
التاريخ
2009-10-29التاريخ الهجرى
14301110المؤلف
الخلاصة
الوزير.. وانتخابات الغرفد.عبدالعزيز الصويغانتهت انتخابات الغرفة التجارية الصناعية في جدة بإيجابياتها وسلبياتها. وتعليقي عليها لا يتناول ما أفرزته من نتائج، أو ما أعقبها من طعون، بل أتوقّف عند مسألة واحدة تناولها الزميل الأستاذ قينان الغامدي، وهي سعي وزير التجارة استصدار قرار من مجلس الوزراء بتقليص عدد المنتخبين في مجال الغرف التجارية إلى النصف، بدلاً من الثلثين، وتعيين الأمين العام من قِبل الوزارة، ورئاسة الوزير بصفته لمجلس الغرف. فخطوة وزير التجارة المقترحة تُذكّرني بالتراجعات التي شهدتها وزارة التعليم العالي على مدى العقود الثلاثة الماضية فيما يتعلق باستقلالية الجامعات التي تقلّصت تباعًا حتّى أصبحت الجامعات لا تختلف عن المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم.لقد كانت الجامعات السعودية عند بداية إنشائها تتمتع بالاستقلالية الذاتية، إداريًّا وأكاديميًّا، وتجري فيها انتخابات لاختيار رؤساء الأقسام، وعمداء الكليات، بل ومجالس الطلاب. وكان كل مدير جامعة يترأس مجلس جامعته الذي يتقرر فيه كل ما يتعلق بالجامعة دون تدخل من وزارة التعليم العالي إلاَّ في بعض القرارات التي تعرض على المجلس الأعلى للجامعات، الذي يترأسه وزير التعليم العالي بعضوية مديري الجامعات. غير أن كل ذلك تغيّر وفق رؤية وزير التعليم العالي مشابهة لتلك التي يحملها وزير التجارة اليوم. ومع الوقت أصبحت شؤون الجامعات تُدار من قِبل موظفي وزارة التعليم العالي. وأصبح وزير التعليم العالي يترأس بنفسه مجالس كل الجامعات.فانعدمت شخصية الجامعات السعودية وأصبحت جميعها تشبه بعضها البعض دون أي تمايز بينها، فانحدر مستواها الأكاديمي مع الوقت، حتّى أصبحت جامعاتنا في ذيل قوائم تقويم الجامعات العالمية.وإذا كانت السنوات الأربع الماضية قد شهدت دعمًا استثنائيًّا للجامعات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وجرى تفعيل جزئي لقرارات مجلس الشورى المتوالية التي حثّت وزارة التعليم العالي على إعطاء الجامعات مزيدًا من الاستقلالية الإدارية والأكاديمية، كما كان لإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي اعتمدت أحدث المعايير العلمية والإدارية دفعة كبيرة للتعليم العالي في المملكة، نأمل في أن تُردم الفجوة التي سببتها «تجربة» وزارة التعليم العالي خلال العقود الثلاثة الماضية.. بكل سلبياتها.لذا أهيب بمعالي وزير التجارة أن يعيد النظر في مطالبته حول انتخابات الغرف التجارية ونظامها، وأن يأخذ العبرة من سلبيات وزارة التعليم العالي في هذا المجال، «سيما وأن الموضوع»، كما يقول الزميل الأستاذ قينان الغامدي، «يتجاوز حال الغرف السعودية كتجربة طويلة ناجحة إلى موضوع الانتخابات ذاتها كمبدأ، ووزير التجارة -لا شك- يدرك ذلك ويقدره».نافذة صغيرة:(إن الانتخابات).. هي انعكاس لمجتمع الناخبين بسلبياته وإيجابياته، وسوف يقع على عاتق القيادة الجديدة للمجلس أن تعمل على تحقيق المزيج المناسب من الانسجام والتنوّع بما يسمح لكل الأفكار أن تبرز، ولكل الآراء أن تناقش، ولغرفة جدة أن تستعيد مكانتها القيادية التاريخية، واحترام المجتمع لها، وأن تفتح صفحة جديدة بيضاء، وتحمل لجدة وأبنائها إطلالة باسمة مشرقة تنسجم مع جمال هذه المدينة، وبهائها، وحيويتها).. عبدالله المعلمي
الرابط
الوزير.. وانتخابات الغرفالمصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
446135النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
16990الموضوعات
السعودية - مجلس الشورىالسعودية - مجلس الوزراء
السعودية. وزارة التجارة والصناعة
السعودية. وزارة التعليم العالي
الغرفة التجارية الصناعية (الرياض)
الهيئات
المجلس الاعلى للجامعات - السعوديةجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية - كاوست - السعودية
مجلس الشورى - السعودية
مجلس الوزراء - السعودية
وزارة التعليم العالى - السعودية
المؤلف
عبدالعزيز الصويغتاريخ النشر
20091029الدول - الاماكن
السعوديةجدة - السعودية
جدة - السعودية