الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الأمير محمد: الخطأ مني
الخلاصة
الأمير محمد: الخطأ منيإبراهيم محمد باداود حمداً لله على سلامة الأمير محمد بن نايف وليس بمستغرب أن يتعرض لمثل هذه الحوادث فهو المسؤول عن الشؤون الأمنية في هذا الوطن تحت قيادة والده ـ حفظه الله ـ الأمير نايف بن عبد العزيز، وكما هي العادة فإن في كل محنة منحة ولعل الزيارة الأبوية لخادم الحرمين الشريفين قد خففت كثيرا من هذا المصاب، كما كان لذلك الحديث الأبوي دور كبير في رفع معنويات الأمير وتخفيف أثر ذلك الحادث. والمتأمل في ذلك الحوار الذي تم، يجد أمراً مميزاً، ونادراً ما يحدث، ويتمثل هذا الأمر في قول الأمير لخادم الحرمين الشريفين عندما سأله بأن لديه الحرس فلماذا لم تدعهم يفتشونه فرد عليه الأمير: ( الخطأ مني أنا اللي قلت لهم لا أحد يلمسه - طال عمرك). وعندما يقول الأمير، وهو من يتحمل المسؤوليات الأمنية لهذا الوطن خصوصاً في أكثر ملفاتها حساسية وهو ملف الإرهاب، إن (الخطأ مني) ففي هذا تواضع كبير ومؤشر إلى الحس الإداري والقيادي المميز الذي يتمتع به سموه. لم يلق الأمير محمد بالخطأ على آخرين ولم يختلق الأعذار ولم يحاول أن يضع أسباباً أخرى للحادث بل وبكل شجاعة إدارية وقيادية قال لخادم الحرمين الشريفين (الخطأ مني). أود أن أستعرض مسيرة العديد من المسؤولين كم واحداً منهم عندما يحدث أمر أو مصاب أو حادث ينسب الخطأ إلى نفسه ويتحمل المسؤولية أمام رؤسائه ويقول لهم بمنتهى الصراحة أنا الذي أخطأت وأتحمل المسؤولية؟ قليل جداً بل أكاد أقول إنه يندر وجود مثل هذا الموقف من كثير من القياديين. لقد حرص الأمير محمد وهو في خضم المعاناة ولم يمض على الحادث إلا سويعات أن يؤكد لأعلى مسؤول في الوطن أن الخطأ كان منه . وعلى الرغم من أن الخطأ هو فعل طبيعي بل يكاد يكون مطلوباً، فالضيوف الذين يأتون إلى المنزل لا يمكن أن تنصب لهم نقاط تفتيش، فكيف بضيف يدعي طلب العفو والتوبة، ولكنها خصال الكرماء الذين يكرمون غيرهم فمنهم من يكون كريماً يملك ومنهم من يكون لئيماً وجاحداً فيتمرد. وعلى الرغم من قول الأمير إنه أخطأ، لكنني أعتقد أنه لم يخطئ فقد عامل الناس بطبعه وأخلاقه ومكارمه، وهو لم يخطئ لأنه لو أراد لكان تعامله مع الآخرين بشكل مختلف ولعمد ليس فقط إلى تفتيش كل من يدخل إليه بل عمد إلى ما هو أبعد من ذلك حتى بالنسبة لمن يشتبه بهم، هو لم يخطئ إذ إن طريقته وأسلوبه نجح في كشف أوراق الإرهابيين فمنهم من تاب وأناب ومنهم من عاد ومنهم من لايزال في جحره مختبئا ينتظر. لم تخطئ يا سمو الأمير فقيادتك واحترامك للآخرين جعلاك تقوم بهذا التصرف النبيل فلم ترغب في أن تشكك فيمن جاءك تائباً منيباً فمنحته الآمان لكنه كان حاقداً لئيماً فقضى على نفسه ولكنه لم يقض على طبعك وحكمتك في أن يبقى الباب مفتوحاً للتائبين . لقد تحدث الكثيرون عن الحادث وتم تحليله من زوايا عديدة غير أن أكثر ما لفت انتباهي في ذلك الحادث هو هذا الموقف الشجاع من الأمير والذي يضاف إلى مواقفه النبيلة الأخرى ، فهو على الرغم من تواضعه الجم وعدم رغبته في الظهور الإعلامي وحرصه على العمل من خلال التخطيط والتنفيذ وترك النتائج تتحدث، يحرص أيضاً على أن يدعم فريقه ويحافظ عليهم وينسب الخطأ لنفسه ولو أخطأوا هم.
الرابط
الأمير محمد: الخطأ منيالمصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
447273النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5805الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودابراهيم محمد باداود
محمد بن نايف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
نايف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
السعودية - الأمن الوطنيالسعودية. وزارة الداخلية والأمن
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - التهاني
مكافحة الارهاب
الهيئات
وزارة الداخلية - السعوديةتاريخ النشر
20090902الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية