أهمية دور مجالس المناطق
التاريخ
2009-06-02التاريخ الهجرى
14300609المؤلف
الخلاصة
أهمية دور مجالس المناطق أحمد علي الشرفي ـ أبها إن هناك قضايا هامة ليس لها صلة بالعواطف يجب أن تتصدى لها إمارات المناطق فتكون بذلك قد استطاعت أن تتغلغل في مجتمعاتها وتتعايش مع هموم مواطنيها واحتياجاتهم بصورة يومية وقوية ومؤثرة وبالتالي فإن معاناتهم سوف تخف، وتعطيل مصالحهم سوف يتلاشى بالتدريج في ظل تطبيق مبادئ العدالة والمساواة وتأمين الحقوق وحفظ المصالح والحرص على تجنب وقوع أي ضرر بحق المواطن أيا كانت درجته ومستوى حياته.ولأن هذه البلاد التي حباها الله بالحرمين الشريفين كبيرة جدا ومترامية الأطراف فإن لكل منطقة احتياجات خاصة تختلف عن الأخرى لكن قيام إمارات المناطق بكل هذه المهام الواسعة والمتشعبة والمتداخلة والمؤرقة لا يتطلب فقط إعادة هيكلة أجهزتها وإنما يتطلب نمطا جديدا من الإدارات المحلية التي تنصهر فيها ومن خلالها كافة أجهزة الدولة والمصالح الحكومية، وبمعنى آخر فإن الحاكم الإداري في ظل أي هيكلة عملية وطبيعية لا بد أن يكون المرجع المباشر لكل إدارة ومصلحة وجهاز (وليس الوزير المختص) حتى نكفل درجة أعلى من التنسيق والتجانس والتكامل بين الجميع وتوظيف إمكانات الدولة وميزانياتها المعتمدة لخدمة المناطق وفقا لأولويات لا يدركها أحد قدر إدراك أمير المنطقة لها.صحيح أن مجالس المناطق تسعى إلى القيام بهذا الدور غير أن سعي هذه المجالس لتحقيق هذه الغاية لا بد أن يكون مسبوقا بنظام عمل دقيق وبهيكلة واضحة بحيث تجعل هذه المجالس بمثابة جهة تنسيق وتطوير وتعاون وتكامل بين الجميع وبحصول هذه الهيكلة المحكمة فإن جميع المشاكل والأزمات والاختناقات الإدارية سواء كانت إدارية أو مالية أو حقوقية سوف تتلاشى، كما إن إمكانات الدولة ومخصصاتها سوف توجه لخدمة جميع المناطق بصورة أفضل.وقد تكون البداية الطبيعية السابقة لوضع هذه الهيكلة الجديدة هي إعادة دراسة أوضاع جميع المناطق من حيث عدد السكان واتساع مساحاتها وتحديد أولوياتها وحصر المشاكل وأوجه النقص فيها ووضع الخطط والبرامج الشاملة لسد احتياجاتها بصورة أساسية حيث إن لكل منطقة احتياجات خاصة تختلف عن الأخرى ومع ذلك ينبغي دراسة أوضاع الأجهزة الحكومية الموجودة بكل منطقة من حيث توفير الطاقات البشرية المؤهلة والاعتمادات المالية الكافية والأنظمة المالية المرنة والتخلص من المركزية.والأهم من كل ذلك أن يكون لمجلس المنطقة وعلى رأسه أميرها صلاحية تصحيح الأخطاء وتقويم الممارسات ومعالجة الفجوات وتنمية الروابط بين جميع الأجهزة واضعين نصب أعينهم ما يصب في خدمة المواطنين جميعا. ولعل فكرة إقامة مجمعات حكومية ضخمة في جميع المناطق، كما تتجه إليه إمارة منطقة مكة المكرمة الآن وإخضاع كافة أعمال ونشاطات هذه الأجهزة بنظام العمل الآني وضمان مستويات أعلى من الإدارة والرقابة لعل هذه الفكرة تساعد كثيرا على حفظ مصالح الناس وتنمية المناطق بصورة أفضل واختصار الوقت والجهد وضمان وحدة وسلامة القرار بدلا من أن تكون أجهزة الدولة عبارة عن جزر متباعدة في كل شيء في ظل غياب نظام العمل والإشراف والصلاحية الإدارية العليا لأمير المنطقة على الجميع. إن تلمس سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية لكل هذه الأمور وحرصه الشديد على إحداث نقلة نوعية في عمل إمارات المناطق كفيل إن شاء الله بحل كثير من المشاكل وتطوير مستوى أداء عمل الجميع بما ينسجم مع توجيهات مليكنا خادم الحرمين نحو استراتيجية التنمية الشاملة والمتوازنة وهو توجه عادل إذا تحقق بصورة كاملة ولن يكون ذلك ما لم يتطور نظام الإدارة المحلية في هذا الاتجاه وهو ما يؤكد عليه مليكنا ويشدد على أهمية تحقيقه، الأمر الذي يجعلنا نتفاءل كثيرا بمستوى أداء أفضل لإمارات المناطق ومجالسها المحلية.كما أن لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة تجربة ناجحة في منطقة عسير والتي أثبتت نجاحها وهي مراكز النمو.
الرابط
أهمية دور مجالس المناطقالمصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
447652النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
3168المؤلف
احمد علي الشرفيتاريخ النشر
20090602الدول - الاماكن
السعوديةمكة المكرمة - السعودية