الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
اليوم الوطني والشهر المبارك
التاريخ
2006-09-23التاريخ الهجرى
14270830المؤلف
الخلاصة
اليوم الوطني والشهر المبارك أ.د. محمد بن سعد بن حسين من الأمور المغرية بالكتابة عن هذا الشهر ان اليوم الوطني يصادف يوم التاسع والعشرين من شعبان وهو آخر الأيام المجزوم بها خارج الصوم وهذا من باب الفأل المبارك حيث يصادف اليوم الوطني يوم التهيؤ للدخول في هذا الشهر المبارك. وإذا كنت فيما مضى لم أتأخر عن الكتابة في اليوم الوطني شعراً أو نثراً فإن له في هذا العام من الخصوصية ما يوجب ذكره وهذه الخصوصية تأتيه من ناحيتين: الأولى: انه يأتي بعد ذكرى مبايعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً لهذه البلاد. والثانية: هي ما أشرت إليه من مصادفته يوم التهيؤ للدخول في هذا الشهر المبارك. وإذا كان هذا قد تم مصادفة فإن هذه المصادفة تعد من المبشرات بما سيحمله العام الجديد إلينا مما تهش له القلوب وترتاح إليه الأرواح. ثم إن ذكرى اليوم الوطني مذكرة بتلك الأعمال الجبارة التي تمت على يد الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - ذلك الرجل الذي أمَّن البلاد وجمع كلمة العباد وجعل كلمة الشريعة نافذة في كل شأن من شؤون هذه البلاد المباركة إن شاء الله. وإذا كنا قد خصصنا اليوم الوطني بهذه الكلمات القصيرة فإن أوان الحديث عن هذا الشهر المبارك قد حل ولست من الميالين إلى زخرفة الكلام ولا إلى لي أعناقه بتلك الطرق البهلوانية التي يجنح إليها بعض الكاتبين تعسفاً وتلمساً لطرق التجديد.. ولكني سوف أتحدث إليك مباشرة وبلغة عادية ألفتها عند جميع المتقدمين وعند كثيرين من المتأخرين أولئك الذين لا يلوون أسنتهم بالكلام لتحسبوه من الكتاب، وما هو منه في شيء.. أولئك الذين سبقوا فجاءوا الفكر بكراً ليرتعوا في رياضه ولذا جرينا على تسميتهم (شيوخ الأدب). وأدلج كثيرون في طريق محاكاتهم وتقليدهم في أساليبهم فكان منهم من وفق للنجاح، وكان منهم من وهنت عزائمهم عن إدراك شأوهم. ذلك سبيل في القول لا أريد السير معك فيه - وإن حلى - لكوني أؤم الحديث عن هذا الشهر المبارك الذي قدم علينا بنعيمه وبركاته، جعلنا الله وإياكم من عتقائه من النار. ولقد مرت أعوام كنت فيها أحيي هذا الشهر المبارك بقصيدة حتى انه لو جمعت كل القصائد التي حييت فيها هذا الشهر لكونت ديواناً أكبر من دواوين بعض المعاصرين وأقل من ديوان (حسين عرب - رحمه الله) ولست بهذه أَمُنُ بل أُفاخر وإن كانت هناك التفاتات إلى بعض المواسم الدينية التي كنت أسهم في بعضها إما بقصيدة وإما بمقالة كمثل مناسبة الحج وبداية العام الهجري ونحو ذلك مما هو معدود في المناسبات الدينية. وأحسب عيد الفطر من أحظى تلك المناسبات الدينية، بل أذكر أني بعثت إلى إحدى صُحفنا بقصيدة زعم المحرر ضياعها فرثيتها بقصيدة مطلعها: (قصيدة العيد ضاعت وهي عامرة) ولكني في هذا العام أُخالف ما جريت عليه سلفاً لا رغبة في المخالفة ولكني ربما سَأمت السير في هذا الطريق، أو سأمَ القارئون ما أنشأه في هذه المناسبة. ولقد كان الناس يحتفلون بهذا الشهر ويستعدون له بكل ما من شأنه تيسير الصوم فيه وبخاصة أن الأيام السالفة فيما قبل خمسين سنة تقريباً كان كل شيء فيها شحيحاً، ولم يكن في أيدي الناس من المال ما يشترون به كل ما يلزمهم في هذا الشهر المبارك. ولقد عمرت مذكراتي التي سميتها (من حياتي) بوافر من الذكريات الجميلة على ما هي عليه من ضعف ووهن. وخلاصتها أن الناس كانوا يحتفلون بالشهر المبارك ويستعدون له فتحس بأن ضيفاً جليلاً سيقدم عليهم، وما من ضيف سوى هذه الأيام المباركة. وكانوا يتبارون في تلاوة الكتاب العزيز ويفاخرون بختم المصحف مراراً، وقد أذكر أنهم يعطلون العمل بعد العصر مقبلين على التلاوة والتهيؤ للإفطار، وما زال في سمعي صوت أبي وعيسى بن خريف وهما يتباريان في التلاوة وقد جفت الأفواه ويبست الألسن ومع ذلك فالسباق جاد في ميدان التلاوة. ومما أذكره تلك القِرب التي كانوا يعدون لها الحبال والمعاليق قبل حلول الشهر بما يقرب من سبعة أيام ولكل قبيل أو جماعة موضع يعلقون فيه قربتهم في أيام رمضان إذ لم تكن الثلاجات والبرادات مما هو متوافر في تلك الأيام. وإلى كونهم كانوا يستقبلون الشهر الكريم باستعدادات مادية متصلة بالأطعمة والأشربة على الرغم من ضيق المنافذ إذ ذاك وضعف الدخل الفردي الذي يمكن أن يساعد على ذلك الاستعداد إذا وجد أو كان مرتفعاً، على الرغم من ذلك فإنهم كانوا يستعدون للشهر المبارك استعداداً روحياً منقطع النظير إذا قيس بما عليه الناس في هذه الأيام. فكانوا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يدعون الله في ستة أشهر بأن يبلغهم شهر رمضان، فإذا بلغوه دعوا الله في ستة أشهر بأن يتقبله منهم.. لذا تجد النفحات الروحية تعمر قلوبهم، وتوجه أعمالهم كلها استجابة لما وعد الله به من وافر العتق في هذا الشهر المبارك. ومن ذلك اقبالهم على صلوات التراويح وال
الرابط
اليوم الوطني والشهر المباركالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
448985النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13970الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودحسين عرب
عبدالعزيز السعود
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
المؤلف
محمد بن سعد بن حسين العبدليتاريخ النشر
20060923الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية