الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
لماذا نخجل من الاحتفاء باليوم الوطني ، السنا نحن الأولى به بين الشعوب ؟
التاريخ
2005-09-20التاريخ الهجرى
14260816المؤلف
الخلاصة
د. يوسف بن أحمد العثيمين ? عندما أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز دعوة صريحة ومتكررة، وفي مناسبات متعددة، إلى أهمية تعزيز قيمة المواطنة في نفوس أبناء المملكة العربية السعودية، تبنّت عدد من الجهات مبادرات مختلفة، وإن كانت خجولة، لتحقيق هذا الهدف.. ولكن يأتي على رأس تلك الاجراءات أهمية ووضوحاً قرار الدولة بأن يكون اليوم الوطني يوم اجازة رسمية من أكثر الاجراءات العملية إشهاراً لإظهار الاهتمام بتعزيز قيمة المواطنة في نفوس المواطنين.. وهي خطوة رمزية ذات مضامين مهمة، خاصة في بقعة من العالم لم تعرف الوحدة الوطنية الحقيقية إلا على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله -. وبينما الدول الأخرى، شرقاً وغرباً، تجعل من يومها الوطني يوم عرس لأوطانها.. كان اليوم الوطني للمملكة يمرّ علينا سنوياً، وكأنه يوم من سائر أيام السنة.. مع أننا الأولى بهذا اليوم والاحتفاء به.. هذه البقعة من العالم لم تعرف وحدة وطنية متكاملة إلا في العصر الحديث.. فالمتأمل لتركيبة المجتمع السعودي يدرك مدى أهمية وجود مناسبة من هذا النوع تجمع أولنا وآخرنا عليها.. فمجتمع لم يعرف الوحدة الوطنية، وذو تكوين عائلي عشائري قبلي، مع غياب واضح لمؤسسات المجتمع المدني، يُضاف إلى ذلك شيوع مشاعر أُممية بين المواطنين طاغية على المشاعر الوطنية يلحظ عمق الفجوة، وضرورة استبدالها بمشاعر وطنية حقيقية تحافظ على لُحمة الوطن وسداه، خاصة في أوقات الأزمات، فلا شيء، بعد الاتكال على الله، يحفظ تماسك المجتمعات في الظروف العصيبة سوى شعور المواطن بأنه ينتمي إلى كيان كبير يستشعر أهمية الانتماء إليه، والمحافظة عليه، وبذل الغالي والرخيص من أجل تماسكه واستمراره وازدهاره. ومن أجل تعظيم الاهتمام بهذه المناسبة وتزكيتها لنا وللعالم، ورغبة في إتاحة الفرصة للمواطنين في المملكة العربية السعودية لإظهار مشاعر الاعتزاز والبهجة والحبّ لهذا الوطن، فلعل من المناسب النظر في أن يكون «المهرجان الوطني للثقافة والتراث» (الجنادرية) متزامناً، سنوياً، مع اليوم الوطني للمملكة؛ فالمهرجان - كما هو معلوم - تحّول عبر عقدين من الزمن إلى تظاهرة وطنية يفرح بها المواطنون والمواطنات من جميع مناطق المملكة، كما يجمع المهرجان العناصر التي تعززّ المواطنة في نفوس المواطنين حيث فيها: العرضة السعودية، وفيها سباق الهجن، وفيها المحاضرات والندوات والمعارض، وفيها «الأوبريت» المتجددّ الذي يحكي ملحمة تكوين هذا الكيان العظيم، وفيها المعروضات التراثية من مختلفة أنحاء المملكة، كما تشارك جميع الجهات الحكومية في إبراز نشاطاتها خلال هذه الاحتفالية. إن (الجنادرية)، بذلك، تمثل احتفاءً وطنياً كبيراً، تشترك فيها جميع فعاليات المجتمع وشرائحه وقطاعاته، وتعّم الفرحة به، مشاهدة ومشاركة، جميع المواطنين من رجال ونساء وأطفال، ومن كافة مناطق المملكة.. وأصبح المهرجان - بحّق - مفخرة وطنية نعتز بها جميعاً.. وقد يتطلّب الأمر إدخال بعض الفعاليات الجديدة التي تعكس التنّوع الحضاري والثقافي والفني للمجتمع السعودي لتتلاءم مع شمولية اليوم الوطني. وإذا تعذّر هذا البديل لأسباب يقدّرها القائمون على المهرجان، فلعل من المناسب الإعداد والاستعداد للاحتفاء باليوم الوطني بطرق أخرى، وذلك بتشكيل لجنة مركزية ممثلة من عدة جهات حكومية وأهلية يُرى أهمية مشاركتها في الاحتفاء بهذه المناسبة، وبمشاركة فاعلة من الهيئة العليا للسياحة لباعها المتخصص في هذا المجال، وذلك من أجل وضع تصورات عملية وشعبية وجذابة لتفعيل هذه المناسبة الوطنية الكبرى على مستوى الرياض عاصمة الوطن، وفعاليات أخرى على مستوى المناطق، تتضمن عروضاً عسكرية وثقافية وتراثية وفنية جذابة، تشّد انتباه واهتمام جميع فئات المجتمع وشرائحه، ومختلف الأعمار، وكافة الأوساط، وللرجال والنساء والأطفال، ليكون اليوم الوطني - فعلاً - يوم فرحة حقيقية كبرى للوطن والمواطنين، ولنعطي انطباعاً فرائحياً لأنفسنا، وللعالم من حولنا، نعبّر فيه عن سعادتنا بهذا اليوم الوطني العظيم الذي شهد مولد كيان كبير اسمه: المملكة العربية السعودية. ألا يستحق الوطن أن نُظهر فرحتنا واعتزازنا به يوماً واحداً في السنة؟ حفظ الله هذا الوطن شامخاً عزيزاً بدينه وقيادته وأبنائه.. ودحر أعدائه، ونصر جنده.
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
448992النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
14269الموضوعات
السعودية - الاحوال السياسيةالمجتمع السعودي
المؤلف
يوسف بن أحمد العثيمينتاريخ النشر
20050920الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية