الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
قفوهم إنهم مسئولون ..؟!
التاريخ
2009-12-06التاريخ الهجرى
14301219المؤلف
الخلاصة
مشاري بن صالح العفالققفوهم إنهم مسئولون..؟!مشاري بن صالح العفالقمن الغريب أن تختزل البعض مفهوم المسئولية في أمرين هما الامتيازات والسلطة، في حين أن هذين العارضين ليسا إلا رفيقين لا أكثر للمسئولية، فيما لا يلفت اهتمامنا كثيرًا أن صيغة المسئولية مشتقةٌ من السؤال، أو بمعنى آخر أننا في موقع المحاسبة. يعتصرني الألم بقدر ما تأخذني الدهشة عندما أجد مسئولاً ينام قرير العين أو يستمتع في رحلة سياحية في الوقت الذي يعاني فيه من وضعهم الله تحت رحمته أو بالأحرى امتحنهم الله بتنفذه عليهم، دون أن يسأل نفسه سؤالا واحدا فقط ألست مسئولا..؟! وحتى لا أمارس بنفسي الاختزال الذي أعيبه على الآخرين، فالأمر لا يقتصر هنا على أحداث جدة العاصفة ، والتي أزهقت الأرواح و أضاعت الممتلكات، حتى جزمنا أن الأمر لن يمر مرور الكرام خاصة بعد أن أمر خادم الحرمين الشريفين بالتحقيق فيها. إننا بحاجة لإعادة توضيح الصلاحيات والمسئوليات والرقابة على الإنجاز ذلك أنه لا يجب أن يكتفي دور الجهات المسئولة على مصادقة ما ترفعه إدارات المشاريع في الدوائر الحكومية، ولا يجب أن تمرر المشروعات العامة دون أن تفرض عليها الرقابة وأن تتمتع بقدر معين من الشفافية، وفي حال ثبت تورط المسئولين فيها لا بد وأن تتخذ بحقهم أقصى العقوبات. وذلك لأن المسئول الذي يبيع نفسه للشيطان، ويرضى أن يقتل الأبرياء وتشرد الأسر الفقيرة، أو أن يتلذذ بسرقة أموال وطنه، يستحق بجدارة أن تفرض عليه أقصى عقوبة تعرفها محاكم بلاده. وعندما أتحدث عن الشأن العام لا نبرئ القطاع الخاص ذلك أن ظلم المسئول الجشع في المؤسسات الخاصة لا يقل أحيانا عن مثيله من فئة المسئولين الملوثين، خاصة إذا رضي أن يتمتع بالمزايا و الفسح بينما يمارس سرقة أحلام مرؤوسيه ويحول إنجازاتهم لتنسب إليه، فيسرق لقمتهم و يسلب حقوقهم، دون أن يتذكر أيضا أنه مسئولٌ من رب العالمين. أعود للشأن العام ذلك لفداحة ما يترتب عليه من ضرر أشمل، وأتنقل في ذاكرتي بين الكوارث التي تحصل في المملكة لأجد أن أغلبها كان يمكن ألا يقع في ظل مشروعات حقيقية و نوايا حسنة، ورقابة صارمة. من السيول في المنطقة الغربية،إلى الحوادث المميتة في طريق (الظهران – بقيق – الأحساء)، والبيوت الخربة والآيلة للسقوط لا سيما المدارس والمستوصفات العامة في المدن والقرى والهجر،و تصريف المياه في شوارع وأنفاق مدينة الرياض،و تعرض المدرسين والمدرسات يوميا في السيارات للحوادث المميتة مع استمرار غياب شبكة للنقل عام.. إلخ من قوائم المشكلات العامة التي ينفق عليها سنويا المليارات دون أن تحل. اليوم ونحن ننتظر نتائج التحقيق في كارثة جدة نتمنى أن تتحول هذه اللجنة إلى جهة قوية ومنظمة و لديها الصلاحيات لمساءلة القائمين على ترسية المشروعات و محاسبة المقصرين من مسئولين وأصحاب نفوذ لإنقاذ أرواح و مكتسبات سنسأل عنها جميعا. ويبق السؤال الأصعب حين يستوقف أولئك المسئولون للسؤال في يومٍ لن يأخذوا معهم فيه ريالاً واحداً، ويوم يبحثون عن الحماية فلا يجدون غير ما زرعت أيديهم التي قتلت وشردت وروعت عندما استأمنهم الله على حاجات ومصالح عباده.. حسبنا الله ونعم الوكيل. msafaliq@gmail.com
الرابط
قفوهم إنهم مسئولون ..؟!المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
449166النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13323المؤلف
مشاري بن صالح العفالقتاريخ النشر
20091206الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية
جدة - السعودية
جدة - السعودية