الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
نحو تأصيل الوعي الوطني
الخلاصة
حُق لنا أن نفخر أيما فخر، وتاريخنا الوطني يتسطر بكل شرف واعتزاز في مدونات التاريخ الإنساني بكل أبعاده، لاسيما بعد أن وصفت لنا ذاكرة التاريخ الأشلاء المتناثرة لجزيرة العرب قبل العام التاسع عشر الهجري من القرن الماضي.. (صحاري.. خوف.. نصب.. جوع.. قبائل وعشائر تدور في رحى التنازع والتقاتل.. قُرى ذات نخل أو حواضر على البحر.. لم تسلم من رياح (الفقر والجهل والمرض)، حالٌ وصفها الشاعر محمد بن عبدالله العثيمين بقوله: وقد كان في نجد قُبيل ظهورهِ من الهرج ما يُبكي العيون تفاصله فما بين مسلوبٍ وما بين سالبٍ وآخرَ مقتولٍ وهذاك قاتلُه فكم أخذوا مالاً وكم سفكوا دماً وكم تركوا سرباً تبكي أرامله حتى الحرمان الشريفان سادهما أنواع من العنف والاستبداد وسوء المعاملة، وعانى حجاج بيت الله من الظلم والعدوان، فبعث أحمد شوقي بقصيدته إلى السلطان عبدالحميد يصف الحال ويقول: ضجَّ الحجاز وضجَّ البيت والحرم واستصرخت ربها في مكة الأمم أفي الضحى وعيون الجند ناضرة تسبى النساء ويؤذى الجند والحشم ويسفك الدم في أرض مقدسة وتستباح بها الأعراض والحرم ولكنها إرادة الله الماضية لذلك الفارس الملهم، والمؤسس العظيم، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود - رحمه الله - الذي جعل غايته تخليص الجزيرة العربية مما هي عليه من فرقة وشتات، وأن يوحدها تحت راية واحدة تذيب كل ما بين أجزائها من خلاف وانشقاق، ألا وهي راية التوحيد (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) التي حمل لواءها آباؤه، وأجداده في الدولتين السعودية الأولى والثانية انطلاقاً من ذلك الميثاق العظيم بين إمامي الدعوة السلفية الإصلاحية الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمهما الله - لقد كان الملك عبدالعزيز يستشعر تلك المعاني والغايات - وهو في مقر إقامته المؤقتة على أرض الكويت - ويرمق تلك الأوضاع، ويستقرئ الأحداث ونتائجها، بل يفكر ويخطط ويرسم آمال الوحدة من على جواده، ويعد رجالاته بالنصر والتمكين ثقة بالله وتصديقا لوعده - رغم الصعوبات وقلة الإمكانات المادية - كيف لا وهو يقول في دعاء له: (اللهم إن كان قصدي إعلاء كلمة الله ونصرة الإسلام والمسلمين فأرجو منك التوفيق والتأييد والنصر، وإن كان قصدي خلاف ذلك فأرجو منك أن تريحني بالموت العاجل). وتمضي إرادة الله عز وجل عندما تحقق الأمل باسترداد الرياض صبيحة الخامس من شوال 1319هـ فاستقبله أهلوها الذين عرفوه....
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
449587النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12417الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
عبد الحميد الثاني
عبدالعزبز بن عبدالمحسن التويجري
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
محمد بن سعود بن محمد آل مقرن
محمد بن عبد الوهاب
الهيئات
الامم المتحدةتاريخ النشر
20060927الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
الرياض - السعودية