الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الأمير عبدالله بن متعب والفارس خالد العيد فازا بالمركز الأول : الرئيس العام يهنئ المليك وولي العهد بإنجاز الفروسية في القاهرة
الخلاصة
من أهم توجهات القمة الإسلامية الاستثنائية, التي تفتتح فعالياتها, يوم غد في مكة المكرمة, البعد الشعبي لها. لأول مرة, في تاريخ القمم الدولية, منذ ظهور تجربة الدولة القومية الحديثة, كأهم عناصر النظام الدولي, تتكفل فعاليات شعبية, بوضع جدول أعمال لقمم رسمية, لتصب قراراتها, في خدمة القاعدة العريضة للشعوب, بعيداً عن منطق السياسة, ودوافع حركتها الرسمية, حتى لو ادعت الدولة الحديثة أنها تستمد شرعيتها من قاعدتها الشعبية. الأمر مختلف بالنسبة لقمة مكة الإسلامية الاستثنائية. أجندة القمة, تمت عملية صياغتها وترتيب أولياتها, ليس من قِبَل جهات رسمية, عادة ما تمثل مؤسسات صنع السياسة الخارجية للدول الأعضاء, ولكن من قبل نخبة من علماء ومفكري وفقهاء الأمة الإسلامية, هم أقدر على التعبير عن ضمير الأمة, كما يتفاعل في توجه وسلوك شعوبها, بعيداً عن منطق السياسة وحسابات المصالح المتضاربة للدول الأعضاء. كذلك, فإنه بالرغم من التأكيد على البعد المصلحي للعضوية في منظمة المؤتمر الإسلامي, الذي يفرضه منطق الدولة.. ويحدد سلوك وتوجهات السياسة الخارجية الرسمية للأعضاء, من حيث حساب تكلفة العضوية مقارنة بعائدها, بصورة كمية دقيقة... وهو على أي حال, معيار مشروع وعملي في ضمان استمرار أي تنظيم إقليمي أعضاؤه من الدول ذات السيادة... إلا أن توجه القمة الإسلامية الاستثنائية, في مكة المكرمة, منصب هذه المرة, للوصول إلى القاعدة العريضة من شعوب الأمة الإسلامية, طلباً لدعمها لتأكيد استراتيجية قضايا التضامن الإسلامي, في معناها الروحي والمعنوي والإنساني الشامل. الحديث عن صناديق, تساهم فيها الدول الأعضاء لمحاربة الفقر ومقاومة المرض ودعم التعليم, بين فئات المجتمعات الإسلامية المختلفة, خاصة تلك التي تواجه دولها مصاعب حقيقية في الاهتمام بمتطلبات التنمية الأساسية.. وكذلك ما ترمي إليه قمة مكة من إنشاء صناديق إسلامية للتعامل مع الكوارث الطبيعية, التي تلم من آن لآخر بكثير من المجتمعات الإسلامية, وعادةً ما تكون عملية الاستجابة لها, تخضع لميول وأمزجة وسياسات الدول الغنية في العالم... كل هذه المشاريع, التي تشكل الخطوط العريضة لملامح مشروع الخطة العشرية, التي من المتوقع أن تقرها قمة مكة الاستثنائية, تعطي صورة غير نمطية وغير تقليدية لأجندة القمم السياسية, التي تأخذ بها الكثير من المنظمات الإقليمية, بل وعلى مستوى التجمعات الدولية, في إطار الأمم المتحدة, حيث تخضع لمنطق السياسة, أكثر من اهتمامها بمصالح القاعدة العريضة, للشعوب. لا شك أن هذا الاهتمام بالفرد المسلم, من قبل القادة المسلمين, يعطي ملمحاً حضارياً فريداً للثقافة الإسلامية, التي تجد جذورها في تعاليم الإسلام الخالدة, التي تتكالب قوى الشر في العالم على المساس بها, للنيل من المسلمين.. واستهداف قضاياهم.. والإضرار بمصالحهم.. وتهديد أمن دولهم. في النهاية: العبرة ليست بالنوايا.. ولكن, بتفعيل هذه النوايا. نهج جديد للتعامل بكفاءة وفاعلية مع قضايا العالم الإسلامي وأولويات شعوبه, تقدمه قمة مكة الاستثنائية. المهم, الا يفقد المجتمعون في مكة تأثير روحانية المكان.. ونبل المقصد, عندما تنفض القمة ويعود القادة, إلى دولهم. على قادة الأمة الإسلامية أن يستلهموا, بموضوعية وتجرد, مدى العائد المجزي الذي يعود على الجميع, في حال استعادة المسلمين لدورهم الأساس, في حضارة الإنسانية, على مر التاريخ, بدءاً بالاهتمام بالقضايا الملحة التي تعتمل في ضمير الأمة.
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
456491النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
15568الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالخالد العيد
سلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
سلطان بن فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالفروسية
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - ابناؤه
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - التهاني
الهيئات
اتحاد الفروسية - السعوديبةتاريخ النشر
20051207الدول - الاماكن
السعوديةمصر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر