الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الشيخ السديس وحرم جامعة الملك عبد الله
التاريخ
2009-10-12التاريخ الهجرى
14301023المؤلف
الخلاصة
الشيخ السديس وحرم جامعة الملك عبد اللهد. محمد آل عباس في خطبته يوم الجمعة الماضية أخذنا الشيخ عبد الرحمن السديس إمام وخطيب الحرم المكي الشريف في جولة فكرية نحو الأسس العلمية التي انتهجتها حكومة خادم الحرمين لبناء صرح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. إن للعلم حرمه وجلاله وقدرا يجب أن يرتفع ونزه عن الانحدار لمستوى الشائعة وتيارات الأهواء والإثارة المتعمدة المحرضة التي يدبرها أعداء الأمة وخصوم المجتمع. إن أمة رفعها الله بالعلم يجب أن تضع الحقيقية العلمية نصب عينيها وضالتها التي هي أحق بها أينما وجدتها، ولن يتحقق لها ذلك ما لم تبن لهذا العلم صرحا وحرما يُزار وإليه تشد الرحال وتهفو القلوب. إن للعلم في هذه الأمة جلالة وقدرا استمدهما من كونه السبيل إلى معرفة الخالق - عز وجل - ومعرفة خَلقه. إنها أمة إقرأ الت أخرجت العلم من قيود التعصب والجهل والكهانة إلى عالم التجريب الرحب وقادت العالم معها إلى التنوير، ولولا كلمة سبقت من ربك لقطفنا ثمار الثورة الصناعية بأيدينا، ولكُنَّا أول من زار القمر، وما أخرنا عن ذلك إلا ابتعادنا عن روح هذا الدين وتمسكنا بالتقليد وترك العمل والاجتهاد. لذلك يقول إمام الحرم «إن الأمة التي رفع الله شأنها بالعلم لا يحق لها أن تنحدر إلى مستوى الجهل والأمية والتخلف عن ركب الحضارة والتقدمية». لذلك يجب أن تستعيد آلامه قواها وتعيد للعلم صروحه وحرمته. منذ توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - تطلع العالم الإسلامي والعربي بشكل خاص إلى حلم العودة إلى مقام القيادة الفكرية العلمية وحق له ذلك، فالنور الذي شق ظلام العالم قبل 14 قرنا مع وحدة هذا البلاد تحت راية الإسلام هاهو الآن ينطلق من جديد، ولذا لم يكن مستغربا توافد الأجيال من العلماء والمفكرين على هذا البلاد أملا في الإسهام في النهضة الشاملة لتنطلق المسيرة بافتتاح المدارس والبعثات والجامعات، وتواصلت المسيرة حتى جاءت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا درة العقد وثمرة العمل الدؤوب وحلم الأمه. جاءت حرما جامعيا يرعى حرمه العمل وأهله من الجهل ولصوص المعرفة والثقافة وقراصنة الفكر وسماسرة الرذيلة. جاءت حرما بسياج العقيدة والمبادئ والقيم ولسوف تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها عطاء ونماء ورقيا وازدهارا وإصلاحا وتنمية»،. من أجل ذلك، وكما قال شيخ الحرم وإمامه «فلا بد من الوعي بعظم المسؤولية وثقل الأمانة وضخامة التبعة، سيما في ظل المتغيرات المعاصرة» ولتنفيذ هذه الوصية العظيمة وكما قال الشيخ «لا بد لنا من حسن النوايا وإصلاح المقاصد وتوحيد المواقف بعيدا عن الخلافات والانقسامات والصراعات التي لا يستفيد منها إلا أعداء الأمة وخصوم المجتمع». لقد واجهت الأمة عقبات داخلية وخارجية كثيرة وقفت عائقا أمام انطلاقتنا نحو العلم الحديث. الأسئلة الكبيرة حول هذه العوائق هي التي أثارت د. توبي هف أستاذ تاريخ العلم في جامعة هارفارد، ليؤكد أن العلم الحديث ليس نتاجا حضارياً فقط، بل هو نتاج للتفاعل بين الحضارات. إن للعلم في نظر د. توبي نشاطاً اجتماعياً وأبعادا حضارية لا يمكن إنكارها، وإذا كانت جامعة الملك عبد الله تعد وثبة حضارية وضرورة ملحة لمؤسسة العلم في المملكة فلا بد لها أن تتجاوز حدود المعرفة المحلية وصناعتها وأن تصهر في معاملها العقول والحضارات لتنتج علما يقودنا في المستقبل ويدخلنا بقوة في معترك التقدم والنهضة الفكرية العالمية، وكما يرى «جوزيف نيدام» العلم الحديث علما بلا هوية طائفية، فإن جامعة الملك عبد الله ومن منطلقات اجتماعية وعقائديه متينة تأخذ بذلك، وتضع تحت قدميها كل خوف وتخوف لتعزز أثمن ثروات الوطن وممتلكاتها وهو الإنسان.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
456008النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5845الموضوعات
الجامعات والكلياتالسعودية. وزارة الثقافة والاعلام - مؤتمرات
السعودية. وزارة الثقافة والاعلام - مقالات ومحاضرات
المؤلف
محمد العباستاريخ النشر
20091012الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية