الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الزيارة الملكية الكريمة .. المضامين والمعاني
التاريخ
7-5-2007التاريخ الهجرى
14280420المؤلف
الخلاصة
تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين للمنطقة الشمالية تعبيراً عن الحرص الكريم من قبل ولاة الأمر على تفقد أحوال المواطنين والوقوف على احتياجاتهم. وهي زيارة طال انتظارها من قبل الأهالي والأعيان هنا نظراً لبعد المنطقة عن مراكز صنع القرار وبالتالي يعقد الجميع آمالاً كبيرة على هذه الزيارة لتؤسس لمرحلة جديدة من التنمية والازدهار لمدن وقرى الشمال. لقد تعود الشعب من خادم الحرمين الشريفين الإحساس بهمومهم ومشاكلهم، وقد لمسوا فعلياً، رغم قصر المدة التي مرت على توليه الحكم، الكثير من التحسن في الأحوال المعيشية نتيجة حزمة من القرارات التي كان هدفها الرئيسي تخفيف المعاناة عنهم وتوفير مستلزمات الحياة الضرورية لهم، ومساعدتهم على تحديات الحياة التي لم تعد تدور حول المتطلبات التقليدية، مثل المسكن والمشرب، بل إن الفرد في هذا البلد المعطاء يطمح إلى أن يكون فاعلاً ومساهماً حقيقياً في مسيرة النهضة والتطور. ومهما كان حرص الدولة على تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطن في مجال الصحة والتعليم في الآونة الأخيرة، فإن الكثير لا يزال في طور التحقق ويحتاج إلى تخطيط وإرادة صادقين. فمستوى النشاط الاقتصادي في المنطقة ومن ثم الفرص الوظيفية متدنية مما يسهم في الهجرة إلى المدن وبالتالي يزيد من العبء على الخدمات والمرافق فيها، ناهيك عما يصاحب ذلك من ازدحام سكاني. نحن ندرك طموح القيادة وعزمها على معالجة القصور في عملية التنمية وعدم تساوي الفرص في هذا الجانب بين الأقاليم. ومن هنا أتت ميزانية السنة الحالية تحت مسمى (التنمية المتوازية) لتكون دليلاً ملموساً على أن الطريق الذي اختارته الدولة هو تحقيق التنمية للقاصي والداني في هذا البلد، ولاسيما وأن الدولة بحمد الله تشهد وفرة مالية في الوقت الراهن ومن ثم وجب الاستفادة منها على الوجه المناسب، فتحقيق العدل والمساواة ديدن سارت عليه القيادة منذ أمد بعيد، وقد أعرب الملك المفدى عن ذلك مراراً وتكراراً من خلال حثه كبار المسؤولين على تقصي احتياجات المواطن والعمل على تحقيقها من خلال خطط مبرمجة بما يكفل إنجازها على الوجه المطلوب. لعل من المضامين الأخرى لهذه الزيارة الكريمة تجسيدها للوحدة بين القيادة والشعب. وقد عمل ولاة الأمر على إبراز ذلك مراراً وتكراراً، لأن الوحدة الوطنية غير قابلة للمساومة، والحفاظ عليها يتطلب توافق الإرادات الوطنية وتضافر الجهود ولم الشمل وعدم التخندق خلف الفروقات المذهبية والطائفية والفكرية. فجميعنا أبناء وطن واحد ونحمل رسالة واحدة ونسعى لتحقيق نفس الأهداف، ويقع على كاهلنا جميعاً وبدون استثناء العمل على تعزيز التوافق والحس الوطنيين، بما يحقق الرخاء والاستقرار في المجتمع. أخيراً، نتمنى لخادم الحرمين الشريفين وصحبه الكرام من امراء ومسؤولين طيب الإقامة، وأن تكون هذه الزيارة الأولى وليست الأخيرة، وأن تحمل في طياتها مضامين الخير والعطاء والازدهار، كما هي مشاعر أهالي المنطقة الشمالية التي تتضرع أكفهم إلى المولى عزَّ وجلَّ، سائلينه جلًّ وعلا أن يسبغ على هذه البلاد نعمة الأمن والاستقرار وأن يوفق القيادة الرشيدة لما فيه صلاح الدين والدنيا. * روضة هباس