الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
خطاب سحب البساط
التاريخ
2009-01-23التاريخ الهجرى
14300126الخلاصة
لقد راهن الكثيرون على فشل مؤتمر الكويت الاقتصادي، حيث أصيب المواطن العربي باليأس والقنوط، نتيجة ما يحصل من مزايدات واتهامات في غالبية مؤتمرات القمة العربية، التي أصبحت مؤصلة للخلاف والشقاق بين المؤتمرين. وقد كانت بدايات مؤتمر الكويت الأخير امتداداً لما تعودنا عليه في المؤتمرات السابقة، ولكن وبعد توفيق الله ظهر صقر الأمة العربية ليؤكد: أن لا مكان للخلاف ولا للمزايدات، وكل منا مقصر، كلمات مختصرة وصادقة أطربت أسماع الملايين، وحولت كل المآسي والأحزان إلى انتصار للأمة العربية وانهزام آخر للعدو الصهيوني إضافة لفشله العسكري في غزة. لقد كانت كلمات خادم الحرمين الشريفين تمثل صدق وإخلاص ذلك القائد الفذ، فقد كانت خطبته بمثابة أمر لحكام هذه الأمة لتوحيد مواقفهم ونبذ الخلاف بينهم، وأن يعذر أحدهم أخاه على كل تقصير ووهن. لذا فصارت هي عنوان المؤتمر وتوصياته. أما دعوة خادم الحرمين للفصائل الفلسطينية على ضرورة التوحد ونبذ الخلاف، فهذه الجهود امتداد لمؤتمر مكة التاريخي، الذي أثبتت فيه المملكة السعودية الحيادية، ولم تغلب جانباً على آخر، ولم تنفذ أجندات مستوردة أو املاءات خارجية، لذا فقد أكد خطابه (وحسب المقابلات والتصريحات من الاخوة الفلسطينيين والعرب) على أن المبادرات السعودية هي الأكثر قبولاً واستمرارية لدى عموم الفصائل الفلسطينية، لأنها تمثل النوايا الخاصة والانتماء العربي والإسلامي لأبناء المملكة وقادتها. وحتى تكون دعوة خادم الحرمين الشريفين لتوحيد الصفوف ونبذ الفرقة، منفذة في الواقع العربي، فينبغي على قادة الدول المجاورة لفلسطين، أن يقدموا المصالح الوطنية والقومية على كل مصلحة، فلا يحق بحال من الأحوال، مهما كانت المبررات والدوافع، أن نبارك للعدو الصهيوني بضرب الأبرياء في غزة، وعليهم أىضاً أن يحترموا إرادة الشعب الفلسطيني، وحريته في اختيار من يراه مناسباً لتولي أمورهم وتمثيلهم في المؤتمرات، وكل ما يخص قضيتهم.. وهذا يستوجب أىضاً أن لا يكون هنالك مكان لفرض الإملاءات الخارجية في قضايانا المصيرية، فمنذ بداية هذا القرن وجدنا من الأوروبيين والأمريكان تحيزاً واضحاً لدولة الغاصبين، ونكراناً لحقوق الشعب الفلسطيني، بل وليس لديهم احترام وتقدير لكل عربي، علماً بأننا نعاملهم معاملة الأصدقاء الأوفياء، لذا فينبغي على قادة الأمة العربية مراجعة تلك التصرفات والتوجهات ومخاطبة الغرب بندية وبلغة أكثر صلابة، فهؤلاء لا يعرفون ولا يحترمون إلا من يكون نداً لهم، بل إن ذلك التصرف السياسي أصبح ضرورة قومية لأنها تمثل إرادة الشعوب. فقد كانت محرقة غزة وما فيها من تجاوزات غير إنسانية ومن خسائر بشرية ومادية، تمحيصاً وكشفاً لمعادن الرجال، كما أنها حفزت الهمم لمحاسبة الأنفس، فقد حاول الصهاينة والمتصهينون، منذ مؤتمر كامب ديفد (1978م) تطبيع العلاقات مع دولة العصابات الصهيونية، ومسح فكرة تحرير فلسطين من عقلية هذه الأمة، ولكن أدت التصرفات الوحشية، إلى تهديم كل ما بنوه من باطل وخداع، فهم لا يريدون السلام بل إن دولتهم قائمة على الحرب، حتى جعل القادة الأكثر اعتدالاً أن يهموا بسحب مبادرة السلام العربية. وختاماً فخطاب خادم الحرمين الشريفين، ما هو إلا سحب بساط من المزايدين بقضايا الأمة، كما أنه فوت فرصة كبيرة على الدولة المارقة، التي لم تقم بتلك الانتهاكات والتمرد على الأنظمة الدولية لولا الخلافات العربية، كما أنها أصّلت الدور القيادي والقبول العربي للمملكة. جامعة الملك سعود
الرابط
خطاب سحب البساطالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
457248النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14823الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
الهيئات
جامعة الملك سعود - السعوديةتاريخ النشر
20090123الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الكويت
فلسطين
الرياض - السعودية
القيروان - الكويت
غزة - فلسطين