الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
حتى لا نموت جوعا !!
التاريخ
2008-05-01التاريخ الهجرى
14290425المؤلف
الخلاصة
دعونا ننسَ رفع الشعارات والخصومات عليها، ونفكر جيداً بأحد أخطر التحديات التي تواجهنا في الأعوام القادمة، عندما بدأ العالم يعلن حالة الطوارئ في نقص الغذاء، ومحاولة بلورة حلول ذاتية قبل أن تقع الكارثة، وإذا ما وضعنا خيارَ أن يتحول مصدر الغذاء إلى طاقة بحوافز مختلفة، فإن أزمة المناخ ستلقي بظلالها على العالم كله، ونحن سنكون في وسط العاصفة شئنا أم أبينا.. الموقف لا يحتاج إلى وصايا، أو مبررات أمام سياسات اقتصادية خاطئة تجاوزت منطق الحاجة، إلى إهمال الخطط المؤدية للاكتفاء الذاتي، وتحصين المواطن من حرب أسعار واحتكارات تطال أهم ضرورات الوجود، والوطن العربي هو القادر فقط أن يلتفت لنفسه بحيث يستطيع التحول من نطاق المجاعة إلى الوفرة الغذائية.. نحن لا نحلم بحل شبكة العلاقات المتوترة التي نشأت مع السياسة، لكن هناك أولويات تضغط، وربما تضع الاهتمام السياسي خلف الأزمات القادمة، إذا ما تحول الشحّ الغذائي إلى صدام إرادات لا يستطيع أي حكم السيطرة عليها، لأن حروب الخبز، قد تكون الأخطر والأهم من خلافات على مبادئ ومذاهب، والأرض العربية ليست شحيحة أو فقيرة ، ولو خلصنا إلى الإحصائيات عن المناطق الصالحة للاستثمار الزراعي لوجدنا تكاملاً هائلاً، في وجود الوفرة النقدية في دول النفط، والاكتظاظ السكاني في المناطق الزراعية، إلى جانب القوى القادرة على التخطيط والتطوير في هذا الميدان، وتبقى المشكلة كيف نعبر المتر الأول لنكسر الحدود الوهمية في التكامل الاقتصادي الفعال والحقيقي.. لقد اجتمعت لجان وانفضت مؤتمرات على مستويات كل الاختصاصيين، والسبب أن انعدام الثقة بلوَر أسلوب المراوغة والممانعة، وجلب عدم الاهتمام بأي مشروع تعلّق عليه لافتة بالمسمى العربي، لكننا أمام أن نكون أو لا نكون، لأننا دول مستوردة لكل شيء مع أن إمكاناتنا تستطيع توفير المستلزمات الزراعية من أدوات وأسمدة، ومبيدات من خلال موجوداتنا ومصانعنا، لكن حتى هذه القفزة الضرورية تعوقها حالات نفسية، وتبقى القضايا السياسية هي الخصم والحكَم.. الملك عبدالله، كشأنه مع كل القضايا، دعا إلى تكامل غذائي عربي، وبهذه الدعوة لم يكن يذهب لحلم مستحيل التحقق، وإنما لإدراك أن الخلافات وحدها هي العائق، وتبقى هذه الالتفاتة ضرورية أمام شبح المجاعات والوقوع في فخ الاحتكارات الدولية التي سوف تحارب من أجل مقايضة الغذاء بكل ما يخدم مصالحها.. فلدينا الموارد البشرية، والبحار، والأراضي، ولدينا السوق الهائل القادر على استيعاب أي منتج غذائي، لكننا في هذا الشأن نعطل مسار فتح الحواجز، ونعجز عن أن نفكر كيف نخفض فاتورة الغذاء على قطاع وطني كبير، ربما يصل إلى حد الموت جوعاً في وطن لديه كل الموارد.. لا نريد لوم أحد، ومن الشجاعة أن نواجه أوضاعنا بموضوعية وتنازلات سياسية لمصالح أكثر ضرورة وضغطاً، والوطن العربي الذي يعيش أسوأ ظروفه لابد أن يفهم أنه أمام مستقبل صعب يهدده وجودياً، لكن بالكثير من الفهم، والقليل من العتب وملاحقة أخطاء الماضي، فإن الحل متيسر، لأن الطاقات الموجودة والمعطلة، هما التحدي الأكبر، وحتى لا نكون أمة تجوع وتموت ومصادر البقاء تتدفق أمامها، فإن توحيد مسار العمل هو وحده الطريق الصحيح..
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
457796النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
14556المؤلف
يوسف الكويليتتاريخ النشر
20080501الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الرياض - السعودية