الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الميزانية والضمير
التاريخ
2007-01-22التاريخ الهجرى
14280103المؤلف
الخلاصة
الميزانية والضمير نعيمة الغنام شهدت المملكة العربية السعودية مراسيم ملكية ثلاثة بشأن الميزانية العامة للدولة للعام 1427/1428 هـ . وكان من أهم ملامحها مايختص بالصحة والتعليم . حيث كان لقطاع التعليم منها 96.7مليار ، وأما لقطاع الصحة فكان 39.5مليار . ولقد حرصت الحكومة بقيادة خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمر وحفظه من كل شر خلال الأعوام السابقة على توجيه الميزانية حسب احتياج كل وزارة . وقد لوحظ الاهتمام البالغ والدائم لقطاعي الصحة والتعليم ، بوصفهما الاستثمار الفعلي في المواطن . ليس لي تعليق على الوزارتين فمخرجاتهما تنبئ عن فلسفاتهما وأهدافهما .ولكن ! بوجه عام نتطلع إلى أن تعبر استحقاقات الوزارات التي تصل إلى المواطن عبر الخدمات المفروضة له عن فلسفة الواجب تجاه المواطن وليست نظرية المن ، ومن ثم فمن الضروري أن تقدم دون تقصير أو تهميش أو تمييز .. وعلى الرغم من ذلك فالقضية التي نود أن نناقشها حقا تطرح نفسها عبر صورة إشكالية : هل يحق للمواطن في بلدي الغالي أن ينعم بالحرية والاختيار والاختلاف، وتحمل المسئوليات المنوطة به للإبداع والإنتاج ؟! .. ألا تمثل هذه الميزانية بضخامة ملياراتها فرصة للتطور الفكري لصالح هذا الوطن، فالمجتمع بكافة فئاته ينبغي أن يعيد النظر في تصوراته الحياتية ، وفي أساليب عمله ، المجتمع كله مطالب بالتغير.. الوزير، والإداري، والمعلم، والمهندس، والطبيب، والفني، والعامل ... الخ ، فالوظيفة الحكومية هي في جوهرها « خدماتية» ومن حق المواطن أن يستفيد منها بما يساعده . ومن هنا نتطلع من خلال منافذ صرف هذه الميزانية أن يكون صرفاً موجهاً . ألا نرى مدارس مستأجرة لاتقدم الخدمات الضرورية للطلاب ، وألا نجد المعلم المتقاعس عن عمله نتيجة عدم حصوله على الحوافز المعنوية والمادية المدروسة، والتي تتناسب مع قيم المهنة ، وألا نجد مركزا صحيا مستأجرا دون خدمات، وألا نجد المريض الذي يتم التهاون في علاجه ومراعاة الله فيه نتيجة انخراط الاستشاريين في المستشفيات الخاصة. وألا نجد أناسا من بني جلدتنا يعيشون في صناديق وعلى «خيش»، وألا نجد التكلسات في المواد الصحية في المنازل نتيجة استخدام المياه المالحة، وألا نجد فواتير الكهرباء التي «تقصم الظهر» في المناطق الحارة ، والتي تتساوى فيها الشريحة مع المناطق الباردة دون دراسة لذلك الوضع . وألا نجد امرأة لاتعرف حقوقها الوظيفية، وحقوقها المدنية والشخصية ، وألا نجد أطفالاً بدون رعاية أمهاتهن ، نظراً لنظام عطلات غير مدروس ، وألا نرى طالبا بدون مقعد للدراسة في الجامعة، ولا شابا دون وظيفة ...وألا نجد الكثير والكثير !!! نعم .. إن الدولة تحدد الميزانية ، ولكن.. ! أين الضمير ؟! أين العمل على تنمية المواطن بٍٍما يتناسب مع تطلعات الدولة، وأين المسئولية والمحاسبة ؟! أعجبني: لاتكن بلا طعم ولارائحة.. أجعل لنفسك رأياً ومكاناً ومنهجاً حتى لو اختلفت مع كثيرين المهم أن تؤمن أنك على حق.. وعلى مبدأ.. Naimh@ghmail.com
الرابط
الميزانية والضميرالمصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
458104النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12274المؤلف
نعيمة الغنامتاريخ النشر
20070122الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية