الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
هكذا يدخل الملوك التاريخ ..
الخلاصة
هكذا يدخل الملوك التاريخ .. م. حامد بن حمري جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله لتدارك الشأن الفلسطيني الداخلي من انحداره المزري, والسلاح الفلسطيني يقتل العشرات كل يوم نتيجة الصراع العبثي والعدمي بين فتح وحماس. من هنا قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بدوره منبعثا من ضميره وإيمانه العميقين واتباعا لكلام الله في كتابه الكريم الذي ينص على السعي للإصلاح بين الطوائف المقتتلة من المؤمنين. وانطلاقا من صدقه حين صار الوضع في فلسطين تدمى له قلوب الجميع في المملكة و سائر العالم العربي والإسلامي. جاءت مبادرة جلالته من روافد الروح والتاريخ لجمع حماس وفتح في رحاب بيت الله الحرام دون تأثير من أحد لتجاوز هذه الحالة التي أكدها وصفه بأنها وصمة عار في جبين الشعب الفلسطيني على مدار عقود من النضال من أجل قضية الشعب واستقلال أراضيه. جاءت دعوة جلالته خالية من مبدأ الحسابات والتحيزات، ولدت عملاقة، حين كان الجميع، ليس الفلسطينيون وحدهم، قادة وشعوبا، بحاجة لمبادرة تردنا إلى العقل. كانت دعوته لأشقائه من الشعب الفلسطيني- كل الشعب الفلسطيني- وإن مثلوا في قادته كما ذكر» بوضع حد فوري لهذه المأساة، و التزام الحق وأدعوهم جميعا لا فرق بين طرف أو آخر الى لقاء عاجل في وطنهم الشقيق المملكة العربية السعودية و في رحاب بيت الله الحرام لبحث أمور الخلاف بينهم بكل حيادية دون تدخل من أي طرف آخر» . في عشرينيات القرن العشرين يلح العديد من المفكرين، وبخاصة الدكتور محمود عزمي أول داع عربي لحقوق الإنسان، على ضرورة علاج آفة التحزب، آفة التحزب- أي التعصب الضيق للحزب ومصلحته ومكاسبه دون مصلحة الوطن. إن التحزب يضيع الدولة ويقتل المجتمع، ويعطل بناءها، بل إنه يلقيها دائما في يد أعدائها! وهو ما أشار إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله حين قال « إن الاقتتال الداخلي قد يعرض جهود اقامة دولة فلسطينية مستقلة للخطر» ومن هنا دعا جلالته « أن يضع العقلاء في فلسطين حدا حاسما فوريا لان هذا الوضع يستنزف كل طاقاتنا وسيقضي على كل المنجزات النضالية الفلسطينية و سيحرم الشعب الفلسطيني الصامد من كل أمل في الخلاص من جحيم الاحتلال الصهيوني الغاشم واقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة».. لابد لهذه المبادرة أن يتلقاها الجميع بالقبول، الشعب الفلسطيني وقادته، فقد ضربت بعمق في جوانب الضمير ووضعته أمام مرآته، ليحاكم مواقفه كما يحاكم عقله مواقف الآخرين، التحزب أم الوطن، المصلحة أم القضية ككل، الواقع والتاريخ أم الثبات الجامد عند التعصب المقيت للمصالح والتحزبات الداخلية والخارجية. ورغم أن السياسة تقوم على منطق النتائج والآثار، فإن الكرة الآن في ملعب الفلسطينيين فتح وحماس، إن أرادا إصلاحا وفق الله بينهما، متى تجاوز كل من أطراف الحسبة والقضية الفلسطينية، حساباته الأيدولوجية الخاصة، من أجل الوطن والمواطن الفلسطيني، وإلا فإنها جريرتهم في حق قضيتهم وحق شعبهم وحق من اختاروهم ليكونوا ممثليهم. إن المشهد واللقاء المزمع إقامته حسب اتفاق الطرفين، لن يؤتي ثماره على منطق الثوابت وتقديس الذات والرأي، ولكن باحترام التنوع داخل الوحدة، واحترام حق الاختلاف والاعتراف الوطني والديني والسياسي بعيدا عن أي منطق إقصائي. جاءت هذه المبادرة التي استجاب لها الفصيلان باللقاء في المملكة لتضع الفعل العربي في مشهد الحياة، وتؤكد على أن المبادرة العربية الجسور لإصلاح الواقع العربي المحتقن لا زالت ممكنة، رغم الخطاب الديني والوطني والسياسي الماثل في لبنان والعراق وفلسطين، وبين التيارات السياسية المختلفة في المنطقة. إن المليك الذي طرح المبادرة العربية للسلام عام 2002 حين كان وليا للعهد في القمة العربية في بيروت منذ عدة سنوات تلك المبادرة التي كانت كاشفا قويا للتعنت الإسرائيلي في إقرار السلام والتسوية، تعجز عنه كل وسائل الإعلام المثيرة في عالمنا العربي عن صنع نتفة منه، ثم طرح، وهو على رأس المملكة، مبادرته الجسور بنظام البيعة السعودي عام 2006 لهو رجل مصر على الفعل، والصدق والإصلاح. هكذا يدخل الملوك التاريخ وهكذا أيضا يخرج آخرون. Hamed@benaat.com
الرابط
هكذا يدخل الملوك التاريخ ..المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
458210النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12308الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطينالمبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
تاريخ النشر
20070225الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
العالم الاسلامي
العالم العربي
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين