من أول رمضان لأمن منتصفه : أمة اخرتها أهم من دنياها
التاريخ
2006-10-06التاريخ الهجرى
14270913المؤلف
الخلاصة
من أول رمضان لا من منتصفه: أمة آخرتها أهم من دنياها قينان الغامدي في ضوء أمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بتعديل بداية إجازة عيد الفطر وتقديمها أسبوعاً، أعتقد أننا بحاجة إلى تثبيت إجازة عيد الفطر في السنوات القادمة بيوم الخامس عشر من رمضان للمدارس والموظفين وذلك لسببين: أولهما أن المطالبة الملحة التي حدثت هذا العام بتقديم الإجازة ستتكرر في كل عام قادم وإذا لم تحدث الاستجابة فإن الغياب هو البديل، وهذا باب - أقصد الغياب - لا سبيل لإغلاقه، في ظل ظروف الصيام وآلية العمل الحكومي التي فيها من الثغرات ما يجعل المتسيب الكسول، والمنضبط النشيط في درجة واحدة. أما ثاني الأسباب فيتعلق بحال التعليم والإنتاج الوظيفي. فالتعليم كما هو معروف يحتاج لإصلاح جذري في مناهجه، ومستوى معلميه ومعلماته، ومبانيه، وتجهيزاته وأنشطته، وأهدافه، فإذا صلحت كل هذه الأمور صلاحاً استراتيجياً شاملاً، ولم يتبق سوى هذه الأيام العشرة من رمضان التي ستضاف سنوياً لإجازة العيد، فإن الأمر بسيط، بل وبسيط جداً. وإذا لم يتم إصلاح التعليم فإن الحال من بعضه، إذ يستوي حضور الطلاب وغيابهم. أما الإنتاج الوظيفي فقد أثبتت بعض الدراسات أن إنتاجية الموظف السعودي لا تتجاوز ساعتين في اليوم، هذا في أيام الفطر، وهي إنتاجية تنخفض إلى النصف أو أقل منه أيام الصيام حتماً. إن هذا يعني أن إنتاجية الموظف هي الأخرى تحتاج إصلاحاً جذرياً شاملاً لرفعها إلى أربع ساعات أو ثلاث على الأقل فإذا تحقق هذا الإصلاح فإن إنجاز أيام الفطر بعد الإصلاح سيعوض غياب هذه الأيام العشرة التي ستضاف إلى إجازة العيد، وإذا لم يتحقق الإصلاح فإن الحال من بعضه إذ يستوي غياب الموظفين وحضورهم في هذه الفترة، فإذا أضفنا إلى ذلك انشغال الجميع موظفين ومراجعين بالنوم والعبادة فإن الناتج يكون لمصلحة الإجازة الرسمية من بداية رمضان لا من منتصفه فقط، ولماذا لا؟ فهناك من سيطالب بأن يكون الشهر الفضيل كله إجازة والمبررات موجودة، فطالما بقي حال التعليم المتردي وبقيت إنتاجية الموظف المتواضعة كما هما، وطالما لا مجال لنقاش بدائل أخرى للمواعيد في رمضان مثل أن تكون الدراسة من بعد الفجر إلى ما قبل الظهر، وعمل الحكومة في الليل، طالما لا هذا ممكن، ولا ذاك صلح، فإن التفرغ للعبادة أفضل، فنحن أمة آخرتها أهم وأفضل من دنياها. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
458853النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
2198المؤلف
قينان بن عبد الله الغامديتاريخ النشر
20061006الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية