الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
نوبل بين خادم الحرمين وأوباما
التاريخ
2009-10-13التاريخ الهجرى
14301024المؤلف
الخلاصة
«نوبل» بين خادم الحرمين وأوباماصالح الشهوان في ذروة الانتخابات الأمريكية التي جاءت بالرئيس الأمريكي أوباما، كان العرب مستنفرين وراء الرغبة العارمة لفوزه لأسباب عديدة أبرزها الوقاحة والغطرسة والظلم الشنيع الذي أدارت به حكومة جورج بوش الابن دفة السياسة الخارجية الأمريكية، حيث كانت مآثرها الغزو للعراق والفتك بشعبه وحضارته والاحتلال له وإشعال سعير ما عُرف بالحرب ضد الإرهاب وإطلاق يد العدو الصهيوني ليعربد في أراضي السلطة الفلسطينية ويدير طاحونة الموت والرعب في غزوه للبنان وغزة وغيرها. لقد تركت إدارة بوش الأرض محروقة تتلظى وما كان بالإمكان أن يفوز بالرئاسة أي شخص من الحزب الجمهوري مهما أوتي من المواصفات القيادية وسحر الشخصية وجاذبيتها، ما أفسح الطريق واسعا أمام أوباما ليحتل واجهة المشهد للخلاص من كابوس بوش وحزبه من ناحية ولدعم حزبه الديمقراطي له لامتيازاته الذاتية من ناحية أخرى. الذين ذهبوا في تصويرهم لمجيء الرئيس أوباما باعتباره تجسيدا لحلم زنوج أمريكا التي عبر عنها القس الراحل مارتن لوثر في كلماته المشهورة «(لديّ حلم I have a dream) انتشوا وهم يرون الجماهير الغفيرة ثملة بفوز أوباما وأسرهم تهاطل دموع السناتور القس جيسي جاكسون كانوا في الواقع أسرى شعور إنساني طاهر بعظمة ما تحقق وجلال عدالته. كنت وما زلت واحدا من هؤلاء الملايين في العالم، غير أني كنت في الوقت ذاته ممسكا عن الاندفاع في المبالغة بالدور الذي يمكن أن يلعبه الرئيس أوباما، خصوصا في مسألة حل قضية فلسطين. لذلك كتبت حينها مقالة بعنوان (وا أوباماه!!) في إشارة إلى الخفة التي يتعاطاها العرب في تعويلهم على القيادات السياسية في الغرب على نحو مجاف للمنطق والعقل يفضح عجزنا ويأسنا من قدرتنا على تحقيق خلاصنا بأنفسنا. اليوم وقد مر عام على كر وفر سياسة أوباما الخارجية في قضايا منطقتنا فإنها لم تفلح كل الخطب العصماء الرنانة والكلمات الملساء للسيد الرئيس في إعطاء أدنى بارقة أمل عن قدرته على صناعة السلام.. فالحكومة الإسرائيلية المتطرفة لا تضع العصي في دواليب عربة مهمة مبعوثه للشرق الأوسط السيد جورج ميتشل فحسب، وإنما تحطم العربة برمتها، وتشعل الجحيم على أجساد أهلنا في فلسطين وتواصل بناء جدارها العنصري على لهاث أنفاسهم وتقيم المستوطنات على أشلائهم وفوق أناتهم. فيما أوباما يبارك قيام (الدولة اليهودية) على الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس، ويشيح النظر والسمع عن سرطان المستوطنات ويطالب العرب بأن يتنازلوا في مطالبهم حتى ترضى إسرائيل، أما جيشه فما زال يجثم فوق أرض الرافدين إلى جانب تورطه في باكستان وأفغانستان، فعن أي سلام منحت له جائزة نوبل؟ وما الذي حققه هذا الفارس الأسمر العصامي النبيه تجاه إنجاز السلام؟ تراها منحت له كي لا يجهد نفسه في التطلع إليها، طالما هيئة الجائزة قد بادرت بمنحها له بلا مقابل، رغم تبريرات رئيس اللجنة المانحة باجلاند: «إن أحدا لم يقم بالدعوة للسلام هذا العام مثل الرئيس أوباما» أو قول اللجنة: «إنها اختارت أوباما لنيل هذه الجائزة تثمينا لجهوده الاستثنائية من أجل تعزيز دور الدبلوماسية على المسرح الدولي وتعزيز التعاون بين الشعوب» يا لها من كلمات .. مجرد كلمات، لا تصمد للمعايير التي استهدفها واضع الجائزة نفسه بأن تمنح لمن يصنع السلام أو يشارك في صنعه أو يعمل من أجله، والرئيس أوباما ـ مع التقدير ـ ليس واحدا من هؤلاء حتى اللحظة. تمنيت، مع الملايين، لو أن الجائزة منحت لرجل السلام الفعلي، (ليس لهذا العام فحسب بل منذ أعوام) خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز, لدوره الشامخ في نشر ثقافة التسامح والحوار بين الأديان والثقافات والشعوب وعقده مؤتمرات ولقاءات لأجلها في أوروبا وأمريكا, وفي الفاتيكان نفسه، فضلا عن تجشمه عناء جمع قادة الفصائل الفلسطينية وجمع الأطراف السياسية المسؤولة في العراق, والعمل على إيقاف الحرب في لبنان, ومع الحكومة الصومالية للشأن نفسه وغير ذلك من جهود دبلوماسية لإحلال السلام والتقدم والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي في العالم, وتلك أدوار عملية مشهودة بالصوت والكلمة والصورة من أبناء أنحاء المعمورة كلها، مقدرة من زعماء العالم ومفكريه ومثقفيه.. فقد كان السلام ينجز أو يسعى حثيثا لإنجازه بالجهد المتواصل وبالحضور الذاتي لشخصه الكريم، لا بالنيابة ولا بالمبعوثين فقط.. أفلا يضرب هذا الصنيع للملك عبد الله الأمثلة الناصعة على الجدارة الفذة التي صفق ويصفق لها العالم فعلا تصفيقا أحر وأصدق يتجاوز بكثير معايير لجنة الجائزة المانحة أو رئيسها.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
461208النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5846الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودباراك اوباما
جورج ميتشيل
حمود بن حماد ابوشامة
مارتن لوثر كنج
المؤلف
صالح الشهوانتاريخ النشر
20091013الدول - الاماكن
اسرائيلافغانستان
السعودية
العراق
الفاتيكان
اوروبا
باكستان
فلسطين
لبنان
الرياض - السعودية
الفاتيكان - الفاتيكان
القدس - فلسطين
بغداد - العراق
بيروت - لبنان
كابول - افغانستان