الهوية وتأكيدها
التاريخ
2006-12-11التاريخ الهجرى
14271120المؤلف
الخلاصة
الهوية وتأكيدها منح الصلح سوف يُقال عن البابا الألماني بنديكتوس السادس عشر أنه أول بابا توجه بالصلاة إلى الكعبة كما يفعل المسلمون وكان ذلك في زيارة له إلى المسجد الأزرق في اسطنبول والمسلمون الأتراك متوجهون في صلاتهم إلى القبلة. أما هو فقد كانت له في المكان نفسه صلاته المسيحية العادية إلا أنه جعلها مع المسلمين باتجاه الحرم المكي. يذكر للبابا أيضاً أنه في اسطنبول امتدح المدينة بأنها كانت جسراً بين القارتين الآسيوية والأوروبية. وكان في السابق قد قال إن أوروبا ليست مجرد قارة ولكنها ثقافة. هل كان هذا كله مواقف عفوية جاءت بغير قصد أم أنها مبرمجة في نوع من الخطأ الخلاق على وزن الفوضى الخلاقة أو الغموض الخلاق منطلقاً لإقامة علاقة مسيحية اسلامية ودية قائمة على الاحترام المتبادل بين الدينين. من اسطنبول حيث بلغ الإسلام قمة مجده الزمني بفتح الأتراك القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية العظيمة ارتأى البابا أن يوجه تحية إلى الدين الآخر، انها اسطنبول التي زارها قبل فترة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مدللاً على أن تركيا لا يمكن أن تسقط من حساب مسلمي العالم خاصة في عهد رئيس حكومتها الحالي طيب رجب أردوغان الذي شكل ويشكل صعوده ظاهرة لافتة في وجه غزوة الالحاد والعلمانية في البلدان الغربية التي كانت البابوية في فترة من الفترات موجهتها المطاعة إلى جانب ملوكها ورؤسائها. أما الدول العربية بغالبيتها العظمى بدءاً بالعروبية منها منهجاً إلى غيرها تدرك جيداً ما يعنيه الإسلام لشعوبها فكيف بدولة كالسعودية فيها مكة المكرمة التي انبتت محمداً وفيها نزل الوحي على الرسول. إن ثنائية العروبة والإسلام وصية ثمينة لكل حاكم عربي يريد عزة بلده وعزة البلدان العربية كلها. وقد أِثبتت التجربة العراقية كما التجربة المغاربية على أن لا شفاء عاجلاً هنا وهناك ببوصلة العروبة وحدها أو بوصلة الإسلام وحده فالمفتاح في الحلول في معظم دولنا هي بالعروبة والإسلام معاً، مع التأكيد على أن هناك قطرين عربيين على الأقل لا يكفي في حل مشاكلها التأكيد على الهوية الإسلامية، فلابد من الهوية العربية أيضاً، وهذان القطران هما على سبيل المثال المغرب والعراق. فإذا أخذنا مثال العراق اليوم من الواضح أن التأكيد على الإسلام وحده من شأنه أن يلغي دور العراق ويجعله ملتحقاً بجارته القوية الطموحة إيران معرقلاً وضعه الطبيعي كقطر عربي أساسي من أقطار العرب. وفي كل يوم من حياة أمتنا المعاصرة تبرز دلائل على وجود حالات يبرز فيها عدم كفاية التأكيد على الهوية الإسلامية وحدها للمنطقة أو العربية وحدها. في العراق هناك فرقاء محليون وغير محليين يهمهم تغييب الطابع العربي للبلد لمصلحة النزعة الكردية أو النزعة الإيرانية اللتين دلت الدلائل على انهما تريان في عروبة العراق ما يتناقض مع مشاريعهما الخاصة، بعكس التأكيد على الإسلام وحده فهو يعطي الأكراد والإيرانيين فرصاً للتلاعب بوحدة العراق ومحاولة عزله عن المجموعة العربية. ومن يستعرض المشاريع الضارة بالعراق والدول العربية يجد أن هذين الخطين السياسيين وإن كان يقولان عادة بالإسلام إلا انهما كانا يفعلان ذلك لمصالحهما الضيقة وإبعاده عن التضامن مع المجموعة العربية لمصلحة جزر سياسية داخلية لا يستفيد من وجودها إلا الخارج غير العربي. أما العراق العربي فهو الخاسر وحدته الداخلية ودوره العربي والقومي والإسلامي. في الجزائر الخطر موجود ولكن من العكس وأي من القول بالعروبة وحدها وإهمال الإسلام ذلك أن في الجزائر والشمال الأفريقي بعامة يأتي الخطر على العلاقة مع مجموعة الدول العربية من عدم إبراز الإسلام الذي يشكل عنصر جمع مع الآخر بينما العروبة غير مفهومة على حقيقتها هناك، فهي غالباً ما تفهم على أنها عنصرية أو عصبية كالأمازيغية وما يشابهها. إنه الوعي على الهوية العربية - الإسلامية يطل بوضوح خاص في الجزائر وفلسطين فيغذي حركات وطنية استقلالية وينقذ العراق من كل محاولة بمحاور أبرز ما فيها أنها غير عربية. تحت راية المواجهة للاستعمار في هذه الأٍقطار تفتح الوعي وانتشر وعمَّ بأن الدفاع عن الهوية الوطنية لا يمكن أن يفهم أنه تخل عن الإسلام، بل هو ذاته الدفاع عن الإسلام والعروبة معاً. فرنسا وانكلترا وايطاليا جميعها اكتوت بنار الجهاد العربي ضد الأجنبي المحتل دفاعاً عن هوية الأوطان، وكلما طالت وعمقت الخبرة الوطنية الكفاحية اكتشفت الفئات المتنورة من الشعوب العربية أن ثنائية الإسلام والعروبة هي سلاح الأمة الماضي ضد أعدائها، فالحكام والساسة والزعماء يكتشفون ووراءهم الوعي العام أن الصمود الوطني والقومي هو عربي - إسلامي لأن الهوية المهددة لدى الشعوب هي الإسلامية - العربية معاً. منذ الحرب العالمية الثانية وما بعدها عما سمي في زمانه مثالية ما
الرابط
الهوية وتأكيدهاالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
461032النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14049الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودامين الحسيني
بنديكت السادس عشر - البابا
رجب طيب اردوغان
سعد زغلول - زعيم مصري راحل
فخري البارودي
الهيئات
جامعة الدول العربيةالمؤلف
منح الصلحتاريخ النشر
20061211الدول - الاماكن
اسرائيلالجزائر
السعودية
العالم العربي
العراق
الغرب
الفاتيكان
المغرب
ايران
تركيا
دار العلوم
سوريا
فلسطين
لبنان
مصر
أنقرة - تركيا
الجزائر - الجزائر
الرباط - المغرب
الرياض - السعودية
الفاتيكان - الفاتيكان
القاهرة - مصر
القدس - فلسطين
بغداد - العراق
بيروت - لبنان
دمشق - سوريا
طهران - ايران
مفتاح - الجزائر