الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
لضيوف الرحمن ما للمواطنين وأكثر في ثقافة خادم الحرمين
Date
2009-08-15xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14300824Abstract
لضيوف الرحمن ما للمواطنين وأكثر في ثقافة خادم الحرمينكلمة الاقتصادية في كل مرة.. يؤكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ يحفظه الله ـ بالفعل لا بالقول, أن زعامة العالم الإسلامي التي دانت له طائعة، لم تأت من فراغ، مثلما أنها لم تأت لمجرد أنه زعيم للبلد الذي يضم قبلة المسلمين وأهم المقدسات الإسلامية وحسب، وإنما سلمت قيادتها له مستلهمة شروطها الموضوعية من مواقفه وقراراته المتلاحقة التي ما برحت تتفاعل مع قضايا المسلمين في كل أصقاع الأرض، تنصفهم وتدافع عن حقوقهم وتساعد ضعيفهم وتأخذ بيد أقلياتهم. لقد سعت زعامة هذه الأمة إليه منذ أن دخل الفاتيكان, ممثلا لأمته ومتحدثا باسمها، وممهدا لمشروعه العالمي الضخم حول حوار الأديان الذي واجه به نظرية صراع الحضارات والمنافحين عنها، الذين كادوا يدفعون العالم بنظرياتهم تلك إلى حالة من الصدام الديني والحضاري الذي لا يُبقي ولا يذر. ظل خادم الحرمين الشريفين يستشعر على الدوام بحسه النقي، والمتسامي على المطامع والرغبات الدنيوية الصغيرة، وبُعد نظره، وحرصه الأبوي على أمته، وغيرته على دينه.. ظل يستشعر مواطن الخطر، كما يستشعر مواطن الحاجة، ليكون أبدا على الموعد في المكان المناسب الذي يليق بزعيم فذ، يُدرك حجم مسؤوليته وأمانته، وليكون السد المنيع الذي يحمي كيان هذه الأمة، ويُبعدها عن مزالق النكسات والنكبات، دون أن يعزلها عن العالم المحيط بها، وهو ما وفر له المكانة الدولية كقائد أممي يحظى باحترام كل زعامات العالم وشعوبه، التي تعرف مصداقيته، ونبل مقاصده، وحقيقة وعوده. ومن يقرأ برقيته للأشقاء الفلسطينيين، وما حملته من الصدق والوضوح، إلى جانب العاطفة الصادقة، وتشخيصه الدقيق للعلة التي أدت إلى الشقاق.. يعرف باليقين أنه لا يتعامل بمقاييس سياسية محضة تقوم على استرضاء هذا الطرف أو ذاك، طالما أنه يرى الحق ماثلا أمامه، وهو الذي استطاع أن يُلزم السياسة بالمبادئ كما يجب أن تكون، بعدما أغرقها الآخرون في لجج المصالح، واستنبتوا في وحولها من النظريات التي تربطها برسن المصلحة، ما جعلها هجينا مدجنا ينقاد للقوي على حساب الضعيف أينما كان الحق. القرار الذي صدر أمس، والذي اقتضي علاج المصابين بإنفلونزا الخنازير من المواطنين والمقيمين، والزوار والمعتمرين على نفقة الدولة سواء في المستشفيات الحكومية أو الخاصة، هو حلقة في سلسلة طويلة من القرارات التي أنجز من خلالها خادم الحرمين الشريفين لبلاده لقب مملكة الإنسانية، بل هو الترجمة الفعلية لزعامته التي بسطت رداءها متجاوزة كل الحدود والجغرافيا القطرية، ليستظل به كل مسلم ومسلمة، يُقرر أن يؤدي نسكه، ليجد تلك اليد الأمينة، تستبقه إلى الأرض الطاهرة، تمنحه الأمن في كل مستوياته بصرف النظر عن جنسه أو لونه أو عرقه. هكذا تصدر القرارات المسؤولة، وهكذا يبني عبد الله بن عبد العزيز قراراته متكئا على منظومة من القيم الأخلاقية التي دفعت به إلى رأس الهرم في زعامة الأمة الإسلامية، لأنه لا ينظر لهذا العالم الإسلامي إلا ككتلة واحدة، وإن امتدت على الخريطة على هيئة دول وكيانات سيادية مستقلة، لكنها في مفهوم الأمة ومنطقها، أمة واحدة لا فرق فيها بين عربي وعجمي إلا بالتقوى، ولضيوف الرحمن في ثقافة خادم الحرمين الشريفين من الحقوق ما لمواطنيه وأكثر لأنهم ضيوف الله، ومن أحق من ضيوف الله بواجبات الضيافة في أبعد وأسمى معانيها. إن مَن يتأمل تلك المشاعر الإنسانية النبيلة التي تغلف مثل هذه القرارات، وما تضمه من القيم والفضائل وأخلاق الفرسان، لا يُمكن إلا أن يتوقف عند ذلك الكم الهائل من الحميمية التي تصبغ قراراته ـ حفظه الله ـ، لا لصدقها فقط، ولا لسمو مراميها وحسب، وإنما أيضا لأنها تُحاكي شخصيته التي لا تنفك فيها شخصية الزعيم عن شخصية الأب الذي يُصر على أن تكون قراراته أيّا كانت لا تخلو من نفس أبوي، تتبدّى فيه العاطفة جنبا إلى جنب مع المسؤولية في كيان واحد. وهذا وحده ما يصنع الفارق في شخصية خادم الحرمين الشريفين وفي زعامته التي اكتسبت مشروعيتها من رصيدها في قلوب الناس مواطنين وزوّارا ومعتمرين.
Publisher
صحيفة الاقتصاديةVideo Number
462457Video subtype
افتتاحيةxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
5787Topics
الحجالعمرة
رعاية الحجاج