الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
حلم المستقبل : جامعة من نوع اخر ؟ !
التاريخ
2007-10-30التاريخ الهجرى
14281018المؤلف
الخلاصة
لقد كان مشهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو يضع حجر الأساس لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بثول مشهداً جميلاً يحمل في طياته مزيجاً من الفخر والأمل والطموح والسعادة. كيف لا ونحن نرى هذا الصرح الحضاري يسابق الزمن ليكون كما قال الملك عبدالله منارة للمعرفة وجسراً للتواصل بين الحضارات والشعوب. هذا الإحساس بالفخر والأمل والطموح والسعادة بإنشاء هذه الجامعة جعلني أقف على تلٍ من الأحلام لأتأمل صرحاً متميزاً من نوع آخر يماثل هذا المنجز الحضاري في تميزه. صرح جامعي جديد يخصص للعلوم الإنسانية ويبحر بها ومعها في فضاءات علوم الاجتماع والسياسة والأنثروبولوجيا والفكر الديني وعلم النفس. صرح جامعي يأخذ على عاتقه توفير بيئة خصبة من الحرية والجرأة المعرفية والتنوع الثقافي علها تساعد في حلحلة الجمود والخوف المحيط بواقعنا المعاش. فليست الحياة مصانع وتقنية ومالاً وحسب، بل إن المجالات الأخرى لحياة الإنسان من مجتمع وفكر وسياسة وتعايش وحرية ومواطنة وعدالة .. إلخ، تحتاج أيضاً للبحث والاجتهاد والتفكير في مناخ سوي تسوده الحرية المعرفية والتلاقح المثمر. أتذكر أن خلال فترة مكوثي في الولايات المتحدة الأمريكية في الماضي القريب دفعني الفضول لأن أحضر جلسات فكرية لباحثين مسلمين وغير مسلمين مختصين في الفكر الإسلامي في جامعة دوك العريقة عن تحديات الفكر الإسلامي المعاصر. ما سمعته خلال تلك الجلسات جعلني أشعر بمزيج من السعادة والحزن معاً؛ كانت السعادة والدهشة تغمرني وأنا أسمع وأشاهد باحثين مسلمين وغير مسلمين يخوضون في حوار علمي رصين، يناطحون الفكرة بالفكرة، والاجتهاد بالاجتهاد، سلاحهم البحث العلمي المتجرد، وباعثهم البحث عن الحقيقة. ما كنت أتصور بأن بعض المستشرقين يشاطروننا الهموم بهذه النزاهة المعرفية والإخلاص! لم تكن جلسة بإشراف مركز أبحاث متحيز، أو حوار تباركه هيئة حكومية لها مآربها وأغراضها، بل حوار علمي جاد يبحث عن الحقيقة الثاوية في أكناف الجهد والبحث العلمي الرصين والاختلاف المثمر تحت مظلة جامعة محترمة وعريقة. كنت أسمع وأرى وشعور بالحزن لا يريد أن يترك لسعادتي فرصة لتعيش هذه الأوقات دون أن يذكرني بواقع عالمنا الفكري الإسلامي والمحلي المثقل بقمع الرأي والفكرة. واقع يقمع الاجتهاد والفكر قبل أن يعطيهما الفرصة الكافية والعادلة ليقول ما عنده. واقع يخوض الفكر وفي يده عصى غليظة تضرب على يد كل مجتهد يطرح جديداً، أو يبني فكرة مختلفة. تذكرت في هذه الساعات كيف أن أحد جامعاتنا العربية نفت أحد أبنائها إلى الخارج لتحتضنه جامعة لايدن الهولندية وأستاذاً آخر لا يمكنه أن يقدم اجتهاداته بين أبناء أمته في حرية واحترام، بل عليه أن يقدم أطروحاته في أروقة السربون بلغة غير لغة أمته على الرغم من أن اجتهاداته وآراءه ما كانت إلا إليهم ومن أجلهم! وان اختلف معهم أو بعضهم اتذكر أنني طرحت سعادتي وحزني جانباً وأطرقت حالماً متسائلاً: هل بالإمكان أن أرى اليوم الذي تفتح فيه الأبواب والنوافذ للباحثين والمفكرين داخل أوطانهم؟ هل بالإمكان أن نرى صرحاً تعليمياً يقدم الجو الفكري والبحثي الحر أمام أبنائه كافة؟! من يدري ... ربما يأتي اليوم الذي يرى فيه أبناء جيلي صرحاً جامعياً يحتضن الفكر والاجتهاد في كل المجالات بلا قيود سوى قيود البحث العلمي الرصين، لتشارك المسيرة الإنسانية مجدداً هكذا أحلام تبقى حية تبحث عن من يأخذها من عليائها وفضائها ليغرسها في الأرض الإنسانية كشجرة مثمرة أصلها ثابت وفرعها في السماء! wael.abumunsour@gmail.com >
المصدر-الناشر
صحيفة البلادرقم التسجيلة
463945النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
18610الموضوعات
البحث العلميالتعليم العالي
الجامعات والكليات
المؤلف
وائل فؤاد ابومنصورتاريخ النشر
20071030الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
العالم العربي
هولندا
أمستردام - هولندا
الرياض - السعودية
لاهاي - هولندا