الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الرجل الذي لا ينافق.. ولا يزايد..
التاريخ
2009-01-18التاريخ الهجرى
14300121المؤلف
الخلاصة
لم تدخل المملكة لتكون قائداً للأمة العربية وسط الأزمات لأن لرؤيتها ما هو أبعد من العنتريات واتخاذ القرارات على الورق دون تأكيد الدور الموضوعي، والملك عبدالله الذي شهد المراحل العربية منذ الخمسينيات وكيف ظلت تدار السياسة العربية بالعواطف وتهييج الشارع، عرف كيف يخترق ناموس التخاذل بالدعم المباشر، فبعد معركة حزب الله مع إسرائيل وتهديم معظم البنية الأساسية اللبنانية، لم يقف خطيباً يزايد على خلافات اللبنانيين، بل ذهب للدعم المباشر المادي والسياسي، لكل من يستحق، لأن الأضرار والجرائم لحقت بكل اللبنانيين، ووقف بجانب السلطة المنتخبة والمعتمدة، ولم يفصل بين الطوائف الإسلامية، أو الشرائح المسيحية، لأن إسرائيل هاجمت الإنسان وممتلكاته وقيمه الأخلاقية والروحية باعتبارهم في خندق العدو الواحد المضاد والمحارب لها.. وفي أزمات أخرى واجه المواقف بعزيمة الرجل الذي يعلم أن هذه الأمة، رصيدها في الحياة تقديم الشعب العربي قرابين للمتلاعبين بالعواطف ورفع الشعارات، وحتى عندما تقدم أكثر من خطوة في جمع الفرقاء الفلسطينيين بمكة المكرمة، بدوافع أن تتوحد في جبهة واحدة ضد واقع عدائي مع إسرائيل، حسمت المساعي التي انتهت باختراق خارجي أفشل المصالحة، وأجهز على العمل برمته.. الاعتداء على غزة، بدلاً من أن يؤمّن الحد الأدنى من التضامن العربي، والتوافق الفلسطيني فجر المكبوت والخفي لتطغى حروب الردة على القضية الأساسية، وكالعادة كل وضع نفسه الطاهر المناضل، المتصاهر مع الدم الفلسطيني في الوقت الذي كان المواطن في المملكة يذهب للمستشفيات للتبرع بالدم، والصناديق المفتوحة للمساهمة مادياً في دعوة خادم الحرمين الشريفين، ولم يكن هذا العمل يحمل أو يخطط لأهداف دعائية ولمكاسب سياسية، لأن الواجب فوق تصفية الحسابات بين الدول أو الأحزاب والأشخاص، وهنا استشعار المسؤولية الأخلاقية والأدبية.. نقول ذلك ليس من باب المفاخرة لأن سجل المملكة في الأزمات معروف، ومع ذلك لو اقتفت أثرالدعوات الانعزالية، وأقفلت على نفسها في تسيير شؤونها الداخلية بعيداً عن حلبات الصراع العربي، واكتفت بعلاقات لا تدخل في السياسة وتعقيداتها، وبدوافع ما يجري على الأرض،فإنها - أيضاً - لن تسلم من طعنات الخناجر.. والمشكل أن الواجبات التي تتحملها لم تكن بهدف الحصول على امتيازات خاصة وحتى عندما صنفت أمريكا، أو قسمت الدول العربية إلى معتدلة، ونقيضها المتطرفة، جاءت التهم بأن الموصوفة بالاعتدال عميلة للغرب ضد القضايا العربية، وبالمناسبة، نتمنى أن نحصر في العدوان على غزة مَن قدم الدعم المباشر لداخل المحاصرين، وهل الأولويات للحرب الكلامية، أو فك الحصار وتقديم المساعدات، والاجتماع بالصالونات الفسيحة ليصعد صوت الحنجرة على نقل مريض أو إطعام طفل، أو إنقاذ عجوز؟ مؤلم ما يجري على الأرض العربية، حروب مباشرة بالنيابة، وفصائل تبني ارتزاقها على الأخرى، ومواقف هزلية جعلت العالم يؤمن أن هذه البقعة التي تمتد من المحيط إلى الخليج هي دون سن النضج العقلي عندما تحرّك شعبها غرائز النزعة الطائفية، والإقليمية والفئوية، وبيع كل شيء في سوق النخاسة، وهذا القول ليس بمبرر جلد الذات وإنما التوصيف الحقيقي لأمة بائسة تنتظر أن تصبح نعوشها أكبر من بقعة أرضها..
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
464104النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
14818الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
الهيئات
حزب الله - لبنانالمؤلف
يوسف الكويليتتاريخ النشر
20090118الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
العالم العربي
فلسطين
لبنان
الرياض - السعودية
بيروت - لبنان
غزة - فلسطين