الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
إذهبوا .. أنى شئتم
الخلاصة
اذهبوا..أنّى شئتم حمود أبوطالب* كل حريص مخلص كان بصره شاخصاً إلى ما سوف تنتهي عليه الأمور في مكة المكرمة، مساء الخميس الماضي. القلوب كانت تخفق بأمل لا يخلو من بعض التوجس، رغم تصريحات المتحاورين التي تعيد التأكيد على أنهم لن يغادروا مكة، إلا وهم متفقون. كان التوجس يتعلق بماهية الاتفاق المتوقع، وهل يمكن أن تؤثر عليه بعض التفاصيل الثانوية، وبصورة أوضح كان القلق من أن يكون لكل طرف مفهوم خاص وتعريف محدد لمعنى الاتفاق، ليتعارض مع مفهوم الطرف الآخر، أو يختلف معه في جزئيات جوهرية تفضي إلى اتفاق تعتريه الثغرات التي تنفذ من خلالها أزمة الصراع مجدداً. وهذا التوجس لم يكن وليد الفراغ، بل نتيجة تجارب سابقة لاتفاقات ومصالحات بين فصائل وحكومات وقيادات عربية أو إسلامية عبر مراحل مختلفة.. كان القلق والترقب مزعجاً أكثر هذه المرة، لأنه بخصوص الدم الفلسطيني الذي سال على أيدي الفلسطينيين أنفسهم في مرحلة هي غاية في الحساسية والخطورة، ولأنه رغم كل التحولات والمتغيرات تظل القضية الفلسطينية وتداعياتها، محوراً رئيسياً لكثير مما يجري حولنا. وبالتأكيد لا يغيب عن الأذهان، أنه لا بد من وجود أطراف قريبة أو بعيدة لا تتمنى أن يحدث اتفاق حقيقي بين الطرفين، لأن مشاريع تلك الأطراف ونواياها ومخططاتها لن تتحقق إلا في مثل تلك الظروف المخجلة التي شاهدناها على الساحة الفلسطينية. ولكننا بعد مشاهدة ما حدث خلال إعلان وتوقيع الاتفاق، وسماع الكلمات الواضحة الصريحة المحددة للفرقاء سابقاً، فإن المرء يشعر بأمل كبير لم يشعر به من قبل، وتفاؤل حقيقي لم يألفه، لأن ذبذبة الاستيعاب والتعبير لطرفي النزاع كانت متناغمة، وصيغة الحديث عن الخطوات المستقبلية كانت متجانسة، والأهم أن الشعور بخطورة عدم الاتفاق أو عدم تنفيذ الاتفاق كان واحداً لدى الطرفين. وهنا لا بد من الإشارة إلى جانب مهم أثبته هذا الحدث، وهو أنه بالإمكان جداً احتواء أي اختلاف عربي بجهود عربية خالصة، دون الحاجة إلى عرّابين أو أوصياء من خارج البيت العربي، مهما كنت فيه من عيوب وتشوهات، فها هي الدبلوماسية السعودية تسجل نجاحاً جديداً وتاريخياً حين توفرت لها عناصر النية الصادقة والحكمة والصبر والنزاهة من أي حسابات ملتوية أو الانطلاق من أجندة مشبوهة. وهكذا كان الزعيم العربي المسلم المشبع بالصدق والإخلاص، عبدالله بن عبدالعزيز، قادراً على إنهاء واحد من أخطر الصراعات، وفي مرحلة من أخطر المراحل. والآن، بعد أن تعودوا أيها السادة تذكروا ما عاهدتم عليه الله، ولا تجعلوا أحداً يفسد فرحتنا، مهما كان السبب.
الرابط
إذهبوا .. أنى شئتمالمصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
464670النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
2326الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
تاريخ النشر
20070211الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
العالم العربي
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين