الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الانفتاح الفكري والثقافي وضرورته لرقي المجتمع وتطوره
التاريخ
25-9-2007التاريخ الهجرى
14280913المؤلف
الخلاصة
لقد افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عهده بجملة مِنَ الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية، فمن تشكيل لمجلس اقتصادي أعلى يرسم سياسات اقتصادية تحتاجها البلاد في حقبة يمر فيها العالم بتغييرات تنعكس على جميع القارات والبلدان ولعله مِنْ أهم هذه التغييرات سعْي العالم المتقدم لإيجاد بدائل عدة للطاقة والتقليل من الاعتماد على عصب الحياة الاقتصادية ونعني به البترول.كما تم اعتماد برامج لمعالجة الفقر وهو ظاهرة توجد في كل العصور والمجتمعات ولكن وجود هذه الظاهرة لا يعني السكوت عنها وتركها تستفحل وتفتك بالمجتمع بل من الضروري مواجهتها والتقليل من آثارها السلبية على الفرد، وفي مجال النواحي الثقافية والفكرية تم إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي سعى القائمون عليه بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين إلى فتح الملفات الصعبة، وفي مقدمتها موضوعات التشدد والغلو الديني، والتعليم والمرأة، ويجب أن نقر بأنه كان من الصعب في فترة من الفترات الاقتراب من هذه الملفات، وخصوصاً ما يتصل بموضوع التشدد الذي يعود انتشاره بين بعض فئات المجتمع لجهل بمقاصد الشريعة الإسلامية الداعية إلى الوسطية والاعتدال والتسامح ومحاولة هذه الفئات المتشدد فرض رأي أو توجه فكري واحد، وجاء زمن صعب كان فيه من لا يؤمن بهذا التوجه الآحادي فهو محل اتهام في عقيدته وفكره، فكان شيئاً من العلاج أو الدَّواء في فتح هذه الجروح الغائرة ومحاولة الوصول إلى المنابع المتعددة لهذه الظاهرة الشاذة على تاريخنا ومجتمعاتنا وفكرنا. ثم كان لبرامج وزارة الثقافة والإعلام دور أيضاً في محاولة الخروج من الرأي الآحادي سواء كان في ناحية اليمين أو ناحية اليسار. ولقد أدى تشكيل مجالس إدارات الأندية الأدبية من توجهات مختلفة إلى كسر هيمنة التوجهات الآحادية التي تسببت هي الأخرى في موجة من الشللية التي لا تخدم رقي النواحي الثقافية والفكرية والأدبية، كما حظيت الفنون المختلفة من خلال جمعية الثقافة والفنون برعاية لا تقل عن رعاية فن الأدب، إلاَّ أن الطريق يبقى طويلاً أمام إيجاد أرضية صلبة لمختلف الآداب والفنون لأنَّ هناك تلازماً بين الانفتاح الفكري وبين نمو هذه الفنون، ففي الأحوال التي تنغلق فيها الأمم فكرياً تذبل هذه الفنون وفي الأحوال المضادة، حيث يكون انفتاح فكري تنمو شجرة الإبداع وتكون الثمرة يانعة وبإمكان المجتمع الاستفادة من غذاء الروح والوجدان وإن معيار تقدم الأمم هو تقدم فنونها وآدابها ومساحة الحرية المتاحة أمام المفكرين والمبدعين. وقد أتاحت جرعة الحرية التي أعطتها التغيرات في المشهد الثقافي الفكري للمبدعين، أتاحت أمام جيل من المبدعين كتابة الرواية التي كانت قادرة على طرح الكثير من المشاكل التي يعاني منها المجتمع - ولا بد للمجتمعات في فترة تحولاها أن تعاني من مثل هذه المشاكل - ولكن هذه الرواية في بعض مشاهدها اصطدمت بالمقدس والموروث - ولم يستطع بعضهم كبح جماح نفسه وهذا يعود لعوامل عدة، أهمها ما ظل لمدة طويلة كمعتقد سائد وهو أننا مجتمع بلا مشاكل - وفي نفس الوقت فإن المرء لا يمكن أن يقر بأن يصطدم الإبداع بثوابت الأمة أو أنه يسعى لتعويض أخلاق المجتمع - وهناك فرق بين الفعل الإبداع لطرح قضية حقيقية أو معاناة ذاتية وبين الافتعال في الطرح وأساليب الهلوسة التي لا تمت للإبداع بصلة - ولعل الجرأة عند المبدعين الروائيين هي التي جعلتهم يسوقون إنتاجهم خارج الحدود وقد تلقفه البعض ليس احتفاء به بمقدار ما هو رغبة في الكشف عن أحوال المجتمع السعودي الذي ظل سوراً محصناً أمام الآخر لعقود من الزمن، وهذه الحركة من حرية النشر هي التي أتاحت أمام الكتاب تناول موضوعات اجتماعية وفكرية لم يكن أحد يتصور تنازلها في يوم من الأيام بمثل هذا الطرح الجريء والذي أدى في بعض الأحيان أن يلجأ الطرف الآخر إلى المؤسسات المعنية للجم الطرف المصنف أنه معتدٍ أو آثم أو مبالغ، وكانت موضوعات مثل التشدد ووضع المرأة هي الأكثر تناولاً من قبل الكتاب في بعض الصحف. أن تحريك الساكن بصورة موضوعية وضمن الثوابت والمنطلقات أمر جدير بالاحتفاء والتقدير ولعل في وجود إنسان مثقف مثل معالي السيد إياد بن أمين مدني - وهو الذي خبر الساحة الثقافية لمدة طويلة كاتباً ومشاركاً في بناء بعض المؤسسات الصحافية - إن في وجوده على رأس الهرم الثقافي كان عاملاً إيجابياً وإن كان هو شخصياً قد دفع شيئاً من الثمن إزاء هذا الانفتاح ولا بد للمبدعين من معاضدته بحيث يقفون عند الخطوط الحمراء فلا يتجاوزونها وعند الثوابت فلا يتعدونها وفي هذا ضمان لبقاء المساحة الخضراء التي غرس فيها المعنيون بالأمر غراسهم الطيبة فلنعمل جميعاً على إزالة التصحر أو على الأقل التقليل من آثاره.
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
465893النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
12780الهيئات
جمعية الثقافة والفنون بالجوف - السعوديةمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطنى - السعودية
وزارة الثقافة
وزارة الثقافة والاعلام - السعودية
المؤلف
عاصم حمدان عليتاريخ النشر
20070925الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية