اعتدال هذا الوطن هو المنتصر
التاريخ
2009-09-23التاريخ الهجرى
14301004المؤلف
الخلاصة
اعتدال هذا الوطن هو المنتصر عبدالعزيز القاسم* كانت العاصفة التي هبت على المملكة بعد 11 سبتمبر والتي تورطت فيها مجموعة من شبابنا السعوديين، عاتية وهوجاء. ألفينا أنفسنا كمجتمع وقيادة أمام تحديات داخلية وخارجية، تمثلت الأولى منهما في مجموعة من الملفات التي تتعلق بالانفتاح وقضايا الإصلاح والفساد، إلا أن أهمها في رأيي هو فكر التطرف والتكفير.أما التحديات الخارجية فتعددت في محاور شتى، عبر ضغوطات سياسية وحملات تشويه لمجتمعنا ورتمنا المحافظ.وها نحن بعد كل تلك الأحداث والمؤامرات، نتفيأ ظلال يوم الوطن في فرح يسكننا، ونعمة تفيض من حولنا، وقد أكرمنا الله بالثروة والمال والأمن، لنرَى أن ولاة أمرنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله استطاعوا أن يتجاوزوا بالوطن تلك العاصفة العاتية ويمروا به بتوازن وهدوء وثبات، وبتنا أكثر تماسكا والتفافا حول قيادتنا.لو تأملنا على الصعيد الداخلي، وماذا تحقق فيه، سنرى أن الفئة الضالة ارتدت على أعقابها خاسرة، ورد الله كيد قادتها في نحورهم وأدبارهم، واستطعنا بشكل أثار إعجاب العالم تطويق هذه الفئة ميدانيا، وتفكيك خلاياها وتصفية قياداتها للجيل الرابع، ولم يكتف رجال أمننا الأبطال بذلك، بل بدأت من بواكير الفتنة في حملة أمن فكري وقائي لمعرفتهم أن أساس المشكلة يكمن في هذا الفكر الذي تسلل إلينا من جبال تورا بورا، عبر تكفير الزعماء والقيادات، ومن ثم رجال الأمن، وينتهوا أخيرا بتكفير المجتمع كله كي يستحلوا دماءه. وقد أفلحت جهود العلماء الذين استعانت بهم الداخلية في إقناع المئات والآلاف من الشباب الذين التاثوا بفكر التطرف والتكفير، بالعودة لمجتمعهم والمساهمة في نهضته الحضارية، واعتناق الفكر المعتدل الذي عليه أهل هذه البلاد، وما زالت الجهود تمضي، فمحاربة وتطويق الفكر المتطرف يحتاج إلى أزمنة وأحقاب، غير أنني أؤكد أن فكر الاعتدال انتصر في ساحتنا المحلية، عبر إجماع علمائنا ودعاتنا على نبذ فكر التطرف وتبيين عواره.أما بالنسبة للتشويه الذي طال إسلامنا في المملكة، عبر ذلك الإعلام الغربي المنحاز الذي أظهر ديننا بصورة الإسلام المتطرف الذي ينبذ الآخر ويقصيه، ولا يحترم الديانات السماوية، ولا يأمر إلا بالتكفير والتفجير، وجملة التهم الظالمة التي طالت الإسلام عبر أفكار لفئة مجهرية، عممها الغرب علينا، فقد استطاع الملك عبدالله بمبادرته العبقرية المتمثلة في حوار الأديان والحضارات والثقافات، والذي أفلحنا عبر هذه المبادرة بتقديم الرؤية الحضارية المعتدلة للإسلام، وتابعت أمم البسيطة كلها بإعجاب وانبهار هذه الخطوة العالمية العملاقة، في مؤتمرات ثلاثة، بدأت من مهبط الوحي ومرت في مدريد وانتهت هناك في نيويورك بالأمم المتحدة حيث استمع العالم لوالدنا خادم الحرمين الشريفين يطرح لهم رؤيتنا، ويشرح لهم إسلامنا المعتدل قولا وفعلا. وأرينا العالم حينها ما هو إسلامنا الذي ندين ونفاخر به، فيما تراص على طاولات المؤتمرات كل رموز الأديان والحضارات في العالم..كانت الرسالة الأهم، أن هذا هو الإسلام المعتدل لوطن يحتضن قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وكانت النتيجة أن خسئ الإعلام الغربي المنحاز وانجلت صورتنا فاقعة بينة تلمع بصفاء هذا الدين وتسامحه.أيها السادة، إسلامنا المعتدل هو الذي انتصر أخيرا في معركة الوطن. 0 : عدد التعليقات
الرابط
اعتدال هذا الوطن هو المنتصرالمصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
466021النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
3281الموضوعات
الاسلام والارهابالتعددية الدينية
السعودية - العلاقات الخارجية
الغزو الفكري
حوار الأديان
مكافحة الارهاب
المؤلف
عبدالعزيز قاسمتاريخ النشر
20090923الدول - الاماكن
اسبانياالسعودية
الولايات المتحدة
الرياض - السعودية
مدريد - اسبانيا
واشنطن - الولايات المتحدة