الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الجامعات السعودية.. كبرت فضاعت!
التاريخ
2009-06-07التاريخ الهجرى
14300614المؤلف
الخلاصة
الجامعات السعودية.. كبرت فضاعت!عبد الوهاب الفايز من الطفرة التي نشهدها الآن في بناء الجامعات في جميع المناطق، لا بد أن نطرح هذا السؤال: من سيلتحق بهذه الجامعات الجديدة، إذا كانت الجامعات الكبرى في المدن الكبرى تفتح أبوابها للشباب؟ هل سيترك الشباب فرص الحياة وجاذبيتها في المدن الكبرى، ويلتحقوا بالجامعات الجديدة؟ علينا أن نتوقع هذا السيناريو، فاقتصاديات المدن لدينا وتكلفة الخدمات العامة تسهل الجاذبية للمدن الكبرى، لذا الشباب مدفوعون بحب المغامرة والاستقلالية قد لا يجدون أنفسهم في الجامعات الجديدة، ولمواجهة هذا علينا البدء بوضع خطة لخفض حجم الجامعات التي وصل طلابها لأكثر من 100 ألف طالب وطالبة. ثمة فوائد أخرى تتجاوز توطين الشباب في الجامعات الجديدة وخفض الهجرة إلى المدن الكبرى، منها ما يتحقق للجامعات الكبرى من انعكاسات إيجابية على قدرة قياداتها، فالجامعات بحجمها الكبير لن تتيح للقيادات التركيز على الأهداف الأساسية للجامعة فهي الآن تضيع في تفاصيل تنفيذية. والضياع في الأمور التنفيذية لا بد أن يصرفها عن الأمور الأساسية. ومستقبلا الجامعات ستواجه احتياجات التشغيل والصيانة، فهل تستطيع موارد الدولة ملاحقة الاحتياجات المتنامية في هذا الجانب، أم ستعود جامعاتنا للعمل بالحد الأدنى، فالحاجة إلى الموارد المالية المتجددة تتطلب تركيز قيادات الجامعات على هذا الوضع المالي، والآن ربما التزام الحكومة بتمويل الجامعات قد لا يستدعي من قياداتها القلق على الموارد المالية، لكن الوضع في المستقبل (مخيف) إذا لم نفكر بجد. ثمة حافز آخر للتغيير، فالآن الكادر الجديد لأعضاء هيئة التدريس يوفر الحافز والدافع لإعادة توزيع الموارد البشرية وعدم تكدسها في المدن الكبرى، فهذا عنصر يدعم تغيير الوضع القائم، فقبل تعديل الكادر لم يكن يوجد الحافز الذي يدفع الأساتذة لترك المدن الكبرى، لأن الفرصة البديلة لتحسين الدخل من الأعمال الإضافية غير متيسرة بالمدن الصغيرة. إن إعادة توزيع التعليم العالي لها ميزة مباشرة على التنمية في المناطق النائية والصغيرة، فهذه البيئات تحتاج إلى المؤسسات العلمية القريبة منها وهذا يساعد على الدراسات والأبحاث التي تؤصل فكريا وعلميا مشكلات التنمية وتحدياتها، ونحن مقبلون على تحديات اجتماعية وسياسية واقتصادية كبيرة، فمن مصلحتنا الوطنية تفعيل الجامعات لتكون مراكز تعمل على تعميق التفكير العلمي في المجتمع. وفي هذا العام بدأنا نلاحظ نشاطات متميزة للجامعات الجديدة في هذه المناطق، حتى الحضور الإعلامي للمناطق النائية بسبب نشاط الجامعات بدأ يكبر ويتعزز على المستوى الوطني، وهذه ثمرة إيجابية لتوجه خادم الحرمين الشريفين لتغيير مقومات التنمية في عدد من المناطق. هناك العديد من المميزات والإيجابيات التي سوف نجنيها على المستوى الوطني من التوجه إلى تقليص حجم الجامعات بحيث لا يتجاوز الـ (30 ألفا) على أكبر تقدير، فالجامعات (المئوية) ستكون كارثة على التعليم، مثلما تحولت المدن (المليونية) كارثة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولعلنا نتعلم من أخطائنا، فتكبير الجامعات مثل تكبير المدن، ولعل كل واحد منا الآن يمسك ورقة وقلما ويحدد عشر سلبيات للمدن الكبيرة.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
466310النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5718الهيئات
وزارة التعليم العالى - السعوديةالمؤلف
عبدالوهاب الفايزتاريخ النشر
20090607الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية