الزيارة الملكية لتركيا : الأهداف .. والمحفزات .. والنتائج
الخلاصة
الزيارة الملكية لتركيا الأهداف .. والمحفِّزات .. والنتائج د. عبدالرحمن سعد العرابي • اختتمت يوم الجمعة الماضي 17 رجب الحالي الزيارة الرسمية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - للجمهورية التركية والتي استمرت أربعة أيام بين أنقرة العاصمة، وأسطنبول العاصمة الاقتصادية والثقافية والتاريخية لتركيا. ومنذ بداية الزيارة اتضحت أهداف كل من الجانبين السعودي والتركي في توقعاتهما وآمالهما من هكذا زيارة. • في بيان الديوان الملكي السعودي الخاص بالزيارة يوضح الهدف من الزيارة في: بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في كافة المجالات، إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك . وفي المقابل في الجانب التركي أوضح الرئيس التركي أحمد نجدت سيزار هدف تركيا من زيارة الملك عبدالله في الحفل الرسمي الذي أقامه فخامته لخادم الحرمين مساء الثلاثاء في مدينة أنقرة بقوله: زيارتكم خير دليل على الإرادة السياسية المشتركة الموجودة لتعزيز أواصر الصداقة والأخوة التي ترجع جذورها إلى سنوات طويلة بين بلدينا وشعبينا . كما أكد رئيس الوزراء التركي السيد رجب طيب أردوغان أن الزيارة: ستكون الداعم الأساسي الذي يسرع في نمو علاقاتنا التي تتطور بسرعة وذلك في الحفل التكريمي الذي أقامه لخادم الحرمين الشريفين في القصر التاريخي دولما بخشة على ضفاف البسفور في أسطنبول مساء الأربعاء. • والزيارة الملكية لتركيا تأتي في سياق النهج السعودي الحديث في تنويع علاقات المملكة مع الدول، والانفتاح على ثقافات وحضارات في أنحاء مختلفة من العالم. وهو ما يعني انفتاح بوصلة السياسة الخارجية السعودية إلى جهات لم تكن مألوفة من قبل أوانها لم تكن على درجة عالية من التعاون كما هو الآن. فالزيارات الرسمية الأخيرة للقيادة السعودية شملت الصين واليابان وماليزيا وسنغافورة وباكستان والهند في الشرق، وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل في الغرب. والمملكة في نهجها السياسي الخارجي تسعى إلى توسيع وزيادة مساحة ووتيرة التعاون والتنسيق والتشاور في المجالات السياسية والاقتصادية والتقنية والتعليمية والثقافية مع دول إسلامية كبرى مثل ماليزيا والباكستان. والجمهورية التركية هي واحدة من هذه الدول الكبرى. والحق أن لكل دولة من هذه الدول تجارب وخبرات يمكن للقطاعين الحكومي والأهلي السعوديين الاستفادة منها، خاصة وأن ثقافات هذه الدول تتقاطع مع ثقافة المجتمع السعودي في بعدها الإسلامي. • إضافة إلى أن المملكة تدرك أن قيادتها الروحية للعالم الإسلامي - كونها حاضنة للحرمين الشريفين، وخادمة لهما - يجعلها في موقع متقدم من العناية والاهتمام بقضايا المسلمين في كل بقاع الدنيا، وما يتطلبه ذلك من ضرورة تنسيق الجهود، وتوفير الدعم وتوحيد المواقف بين الدول الإسلامية ومنظماتها المختلفة وخاصة منظمة المؤتمر الإسلامي وتفعيل أدوارها لصالح الحقوق والقضايا الإسلامية، سواء في إحداث تنمية داخل الدول ذاتها، والقضاء على مكامن وأسباب التخلف، وهي الجهل والفقر والمرض، أو ضمان سيادة وحقوق الدول الإسلامية وشعبها باستقرار أمني وسياسي. • والمملكة وهي إحدى الدول العربية الكبرى كانت - ولازالت - ومنذ بداية تأسيس جامعة الدول العربية، وهي تسعى إلى لم الشمل العربي، ودعم القضايا العربية خاصة قضية فلسطين، وهذا يستدعي حشد الطاقات العربية البشرية والاقتصادية والسياسية للدفاع عنها. كما أنها تسعى مع شقيقاتها من الدول العربية الأخرى إلى إحداث تنمية مستدامة وشاملة مع كل قطر عربي، وهذا لن يحدث في ظل أوضاع أمنية غير مستقرة وأحوال سياسية مضطربة؛ ولهذا فالمملكة تسعى إلى منع قيام أحلاف إقليمية تؤثر في التوازن السياسي والعسكري على المنطقة، كما تسعى إلى إقامة علاقات أخوية تحاورية مع دول إقليمية مؤثرة مثل تركيا وإيران. • وأحد أهم محفزات الزيارة الملكية يمكن قراءته في رغبة المملكة في تأمين استقرار إقليمي أمني وسياسي يقضي على أسباب التوتر وعوامل الانفجار، خاصة وأن منطقة الشرق الأوسط هي إحدى أهم نقاط العالم الملتهبة والقابلة للاشتعال في أي لحظة، فقيمتها الجيواستراتيجية والجيواقتصادية جعلتها تتقاطع بشكل جذري مع مصالح دول عالمية كبرى، سواء في الغرب أو في الشرق مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند. كما أن تاريخ المنطقة شهد في أعوام ماضية تحالفات إقليمية مثل حلف بغداد كانت ستؤثر في استقرار المنطقة وميزان القوى فيها. • ولعل من المفيد التذكير أن القوى العسكرية الإقليمية الكبرى غير العربية والتي بإمكانها خلخلة الاستقرار الأمني والسياسي هي إسرائيل وإيران وتركيا، ولكل دولة من هذه الدول مصالح وأهداف غير أنها تتباين بتباين كل دولة وتكوينها السياسي والبشري والعقدي. فإسرائيل دولة غريبة في كي
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
466837النوع
تحليلرقم الاصدار - العدد
15817الموضوعات
الاسلحة النوويةالتجارة الخارجية
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلامي
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
السعودية - العلاقات الخارجية - العراق
السعودية - العلاقات الخارجية - ايران
العالم الاسلامي
العلاقات الاقتصادية
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - الزيارات
تاريخ النشر
20060813الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الغرب
المانيا
الهند
الولايات المتحدة
باكستان
بريطانيا
تركيا
سنغافورة
فرنسا
لبنان
ماليزيا
أنقرة - تركيا
الرياض - السعودية
باريس - فرنسا
برلين - المانيا
بيروت - لبنان
كامبردج - بريطانيا
كوالالمبور - ماليزيا
نيودلهي - الهند