الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
جامعة الملك عبدالله هدية للبلاد والعباد
التاريخ
2008-02-03التاريخ الهجرى
14290125المؤلف
الخلاصة
ماذا نريد من التعليم وبالتحديد الجامعي ؟.. الإجابة على هذا السؤال لم تعد تجبرنا على التوجه نحو العالم المتقدم كنموذج لما يجب أن تكون عليه جامعاتنا، مع التقدير لإنجازاتها في التنمية البشرية سابقا ولاحقا، وإنما الإجابة ستحيلنا إلى النموذج الأقرب والأهم لنا وهو جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، فهذه الجامعة الوليدة هي خطوة مباركة من خادم الحرمين الشريفين ككل خطواته الموفقة وإنجازاته الكبيرة لرقي الوطن ورفعة هذا الشعب الوفي، وهي هدية للبلاد والعباد. وقد جاءت الجامعة عملاقة في انطلاقتها وأهدافها، وعالمية في رسالتها وثمارها المنتظرة، منطلقة في الأساس من خدمة وطننا العزيز، وأن تكون رافدا جديدا لدورها الحضاري الواسع تجاه الإنسانية. إن إنشاء جامعة الملك عبد الله بالمقاييس العالمية يعكس تلك الروح الإسلامية العظيمة التي جعلت الأمة الإسلامية خلال عصور ازدهارها منارة علم وإشعاع حضاري للبشرية، بما قدمته من العلم والعلماء والكثير من النظريات والتجارب التي بنى عليها الغرب حضارته، ثم أضاف إليها علومه وطور وابتكر، حتى وصل إلى ما وصل إليه من تطور هائل جعله يقود العالم بابتكاراته وتقنياته النافعة لحياة الإنسان وصحته، وليس غريبا في هذه الحالة أن نرى الجوائز العالمية في الطب والعلوم والرياضيات والابتكارات والاكتشافات تكاد تنحصر على علماء الغرب، وهذا ما نراه في جائزة الملك فيصل العالمية المشهود لها بالحيادية والنزاهة والمكانة الرفيعة، وكذا جائزة نوبل العالمية الشهيرة وغيرهما. منذ سنوات كان لدينا ثماني جامعات، وكانت الشكوى مستفحلة من محدودية القبول بها، وفي نفس الوقت الشكوى من بطالة خريجيها وهذه من التناقضات الغريبة، لكن السبب المباشر للتناقض هو ضعف نتاج التعليم المتمثل في مخرجاته وضعف دور الأبحاث، لأن مصيرها المعتاد إلى الأدراج وملفات الأرشيف لعدم توفر الميزانيات المخصصة لها، في المقابل سادت ثقافة خاطئة في مجتمعنا عن التعليم بأنه لمجرد منح شهادات وتخريج موظفين، وفي نفس الوقت غياب الشراكة بين جامعاتنا والقطاع الخاص. اليوم يصل عدد الجامعات إلى نحو عشرين جامعة ما بين حكومية وأهلية وعشرات الكليات الجديدة، وكلها تغطي كافة المناطق، مما يضاعف المسؤولية والتحدي في التطور، حتى لا تتشابه الجامعات وتصبح نماذج مكررة في أسلوبها وأهدافها ومشكلاتها على أرض الواقع. لذلك يأتي التوجيه الكريم من ولي الأمر على حتمية الإسراع بالرقي وتطوير الجامعات والتعليم العالي، وليس آخرها استقبال الملك المفدى قبل أيام لمديري الجامعات وتوجيههم بضرورة التطوير، خاصة وأن التعليم يحظى بالنصيب الأوفر من ميزانيات الخير، وهذه دلالة أخرى على عمق رؤية القيادة الرشيدة وفقها الله، بأن التعليم المتطور هو حجر الزاوية لكل تقدم . وعلى ضوء ذلك فإن ما يميز جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية أنها بدأت من حيث انتهى إليه العالم المتقدم في التعليم الجامعي وتجاوزت المعوقات المزمنة للجامعات الأخرى، وقامت الجامعة على إستراتيجية واضحة أهم ركائزها : توفير البيئة المحفزة والجاذبة لاستقطاب العلماء المتميزين من مختلف أنحاء المملكة والعالم - استقطاب ورعاية الطلبة المبدعين والموهوبين في مجالات الصناعات القائمة على المعرفة من السعودية وغيرهم - تطوير البرامج والدراسات العليا في المجالات المرتبطة بأحدث التقنيات التي تخدم التنمية والاقتصاد الوطني- الإسهام عالمياً في تنمية المعرفة في مجالات التقنية الحديثة - تنمية روح الإبداع والتحدي بين الموهوبين - رعاية الأفكار الإبداعية والاختراعات وترجمتها إلى مشاريع اقتصادية - تحقيق مشاركة فاعلة ومستدامة مع القطاع الأهلي. هذه هي الأسس الأهم لتطور أي جامعة في العالم وسر تميزها، وهكذا قامت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ووطننا ولله الحمد يتمتع ببنية أساسية قوية وواسعة في التعليم وشباب طموح ، واقتصاد وطني راسخ، وقطاع خاص قوي، ومدن اقتصادية حديثة مقبلة بمواصفات عالمية، ومدن صناعية في كل المناطق والمدن الكبرى، وبالتالي يكمن التحدي الأساسي في صياغة هذا الواقع التعليمي نحو التطور لتكون جامعاتنا وكلياتنا في ركب التطور العلمي في العالم والقدرة على التفاعل معه، وهذا ما استشرفته جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية . لكن في كل الأحوال لابد أن نرى الحقيقة الإيجابية في وطننا وهي توفر الإمكانات بشكل كبير ولله الحمد، وكذا الإرادة، وهاهي جامعة الملك عبد الله تمثل نقطة الضوء الأهم والنموذج لما نبتغيه في تطوير التعليم . نسأل الله أن ينفع به بلادنا وأمتنا والبشرية، وأن يوفق كافة جامعاتنا في جهودها نحو الرقي، وجزى الله خادم الحرمين وولاة أمورنا كل الخير، وأدام على وطننا نعمه ظاهرة وباطنة.
المصدر-الناشر
صحيفة البلادرقم التسجيلة
471053النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
18695الموضوعات
الجامعات والكلياتجائزة الملك فيصل العالمية
المؤلف
عبدالله ابراهيم السقاطتاريخ النشر
20080203الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية