الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار
التاريخ
2008-06-08التاريخ الهجرى
14290604المؤلف
الخلاصة
هذا المؤتمر يمكن أن ينظر إليه على أساس أنه نقلة نوعية لتقديم الإسلام إلى غير المسلمين بأسلوب علمي هادئ هدفه تقديم صورة واضحة لخاتمة الرسالات فالإسلام يعترف بالرسالات السابقة له ويؤمن بالرسل الذين أتوا بها من عند الله. كما أن هذا المؤتمر يعد قدوة حسنة يمكن تكرارها دورياً لكي نبين للآخرين أن دين الإسلام لا يمثله المتطرفون الذين أضلهم الله فظنوا أنهم هداة. مع أن الإسلام أبعد ما يكون عن الإفراط أو التفريط وإنما هو دين الوسطية. كما لا يمثله المفرطون فالله تبارك وتعالى يقول في محكم التنزيل: «وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً» والمجتمعون هم ممثلو المذاهب الإسلامية المختلفة. والرسول صلى الله عليه وسلم مارس الحوار منذ أن بعثه الله حتى وفاته، ولعل من أبرز ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم محاورة بعض الذين خرجوا على الخط المستقيم. كالذي بال في المسجد فأراد بعض الصحابة أن يعاقبوه إلا أن المصطفى هدّأهم وجاء به فأفهمه بالكلمة الطيبة.. والحوار اللين إلى أن مثل عمله ذلك ليس مكانه المسجد، وإنما المسجد للعبادة وأمر بعض الصحابة أن يسكبوا على النجاسة تلك قدراً من الماء. وبذلك أفهم الفاعل بأن لكل مقام مقالا. ولكل مكان قدرا لابد من التعامل معه وفقا لذلك. فكان أن خجل ذلك الأعرابي وأقلع عن أي فعل يتنافى مع قواعد السلوك؛ الشرعية منها والاجتماعية. وحاور المصطفى عليه الصلاة والسلام ذلك الذي جاء يستأذن بالزنا، بأن سأله إن كان يرضى ذلك لأمه أو لأخته أو لأي من قريباته، وبذلك الأسلوب اللبق اللين عدل ذلك الرجل عن ما كان يستأذن في ممارسته حياء وقناعة أساسها أسلوب المصطفى . وحاور الرسول أعداءه في مواقع مختلفة، فكان يحاور عتاة قريش وغيرهم ممن قاوموا رسالته ولا يلجأ للحرب إلا إذا فشل الحوار في إقناع الطرف المحاور. لذا فقد تجلت الحكمة في دعوة قائد مسيرتنا وحبيبنا خادم الحرمين الشريفين قادة الدول وعلماء الأديان والمذاهب لكي يتحاوروا في مكة المكرمة التي بدأ من على أرضها إعلان هذا الدين السمح الذي ينص على: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي أحسن». كما قال الله تعالى: «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون». وفي موضع آخر قال الله سبحانه وتعالى: «ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم». كما قال سبحانه في سورة فصلت: «ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم» فالمواجهة تؤجج الخلاف والمناجاة والحوار يقودان إلى الحميمية والتوافق. إذن: فإن اتخاذ الحوار والمجادلة الحسنة وسيلة للتخاطب يؤدي إلى إقناع الآخرين بوجهة نظرنا، وكلما ابتعدنا عن الشطط في النقاش أدى ذلك إلى الإقناع إذا كان الطرح موضوعياً ومؤيداً بالأدلة القاطعة المقنعة. فلله الحمد والشكر أن هيأ لنا الظروف لنكون موقعاً لاستقبال الآخرين ومحاورتهم، وولّى علينا رجلاً حكيماً يسعى دائماً إلى أن يسابق في تبني الحلول التي من شأنها أن تقود إلى ما فيه منفعة شعبه وأمته وإخوانه العرب والمسلمين.. بل إن كثيراً مما يتبناه من مشروعات وبرامج تقود إلى الإسهام في حل المشكلات البشرية. فهذا المؤتمر الذي عقد في بيت الله الحرام في الأيام الماضية واتخذ قرارات وتوصيات سيكون لها دور في التقارب والتفاهم، وعلى العكس من ذلك ستكون انجازات هذا المؤتمر بإذن الله تحجيماً للخلافات والمنازعات التي يؤججها التعصب للرأي دون إعطاء الطرف الآخر فرصة لإبداء رأيه تمهيداً للإقناع أو الاقتناع. ولذلك فإن الاتجاه نحو الحوار يمكن أن يتسع ليشمل التحاور بين علماء الديانات السماوية الأخرى لكي يعرفوا حقيقة الإسلام وحقيقة نظرته للأديان الأخرى وخاصة السماوية منها. فجزاكم الله خيراً يا خادم الحرمين الشريفين على هذا التوجه، والشكر موصول لجميع الأطراف المتحاورة الذين شاركوا في هذا المؤتمر، ولا ننسى الشكر الجزيل للذين حضروا إلى المؤتمر وخدموه حتى وصل إلى هذه النتيجة التي أعلنها المسؤولون عن هذا النشاط. hamoud@albadr.com للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
471506النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15261الموضوعات
الاسلامالتعددية الدينية
الدعوة الإسلامية
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلامي
العالم الاسلامي - الاحوال السياسية
حوار الأديان
المؤلف
حمود البدرتاريخ النشر
20080608الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
العالم العربي
الرياض - السعودية