الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
ملك الإصلاح
التاريخ
2007-02-12التاريخ الهجرى
14280124المؤلف
الخلاصة
الشيخ عبدالله اللحيدان* ملك الإصلاح كما هي عادة الملوك العظماء والقادة الحكماء، عندما تحتدم الأمور بالخصومات والمشاحنات، التي فيها تنتهك الحرمات، ويعم الشر القريب والبعيد، فيأتى التدخل الامثل والقطع الحاسم من هؤلاء القادة الخيرين، الذين قد شرفت اقدارهم، وكرمت أخلاقهم، وطابت منابتهم، لنجد انفسنا هذه الايام أمام واحد منهم، في حدث يسجله التأريخ بمداد من ذهب وتحفظه ذاكرة الأجيال مصدر عز ومجد واثراء، ذلكم هو موقف قيادة هذه البلاد المباركة بملكها ملك الاصلاح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود في تدخله الذي كان منطلقه قول الحق تبارك وتعالى: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) الحجرات: 10، وبعد ان تفاقمت الاحداث بين الاشقاء في ارض الاسراء، وتعالت اصوات الذخائر تختلط بصرخات الالم والاستنجاد، وقد استفحل امر التنازع الذي فيه فساد البيوت والاسر، وهلاك الشعوب والامم، وسفك الدماء، وتبديد الثروات، وذهاب الريح والوقوع في المحذور (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين) الانفال 46، لينطلق صوت الحكمة من ملك الاصلاح الذي يعلم ان الاصلاح هو مصدر الطمأنينة والهدوء ومبعث الاستقرار والأمن، وينبوع الألفة والمحبة. ومن توفيق الله ان اقتضت الحكمة ان يجيء النداء ليكون اللقاء جوار بيت الله الحرام، امعانا في تحقيق جو من الوئام، تسكن به النفوس، وتأتلف معه القلوب، فكانت الاجابة من الاخوة لهذا النداء الكريم كريمة، تليق بمقام صاحب الدعوة فكان اللقاء بعزيمة راشدة ونية خيرة، وارادة مصلحة، تحيط بهم حكمة المنهج، وجميل الصبر، وطيب المسلك، ورعاية الهية موعود بها كل من سلك للصلح طريقا (وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما) النساء 129. ثم اثناء اجتماع الأشقاء مازال السعي حثيثا مبذولا من ملك الاصلاح واخوانه معه ليعيد الوئام الى المتنازعين وقد تحصن بمعرفة سابقة برغبات المتخاصمين ورعاية لاحقة لخواطر المتنافسين وسعي متواصل لطرح ما يرضي الطرفين، ويجمع الكلمة ويوحد الصف، فكان النجاح حليفا لكل من اجتمع وجمع، فأتانا البشير وأي بشير، بشير الخير تسري به المبشرات ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ليرى من آيات الله ما به يحمد ويشكر. وان خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين رعاهما الله بمثل هذه المساعي الخيرة يبرهنان مجددا على حكمة القيادة في المملكة العربية السعودية واستحقاقها للريادة في عالم تعصف فيه رياح التنازع والشقاق، قيادة اثبتت حرصها على سلامة أمتها من الهوان أيما حرص وما زالت تثبت ذلك منذ انشاء هذه الدولة المباركة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله واسكنه فسيح جناته- ومرورا بالملوك من ابنائه من بعده وما اتفاق الطائف الذي كان طوق النجاة المنقذ لوضع لبنان عنا ببعيد وقد تحقق بهندسة سعودية فريدة قام عليها الملك فهد- رحمه الله وأجزل له الأجر والمثوبة. وهنا لنا وقفة اكبار ووفاء مع مثل هذه التحركات المباركة من قادتنا -وفقهم الله-، لنؤيدها ونثق بمن وراءها ممن جعل طلب الخير للامة بل للعالم اجمع هدفا سعى له سعيه مبتغيا ما عند الله في الاصلاح (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما) النساء: 114، فجزى الله خادم الحرمين الشريفين خير ما جزى إماما عن أمته وراعي عهد عن وفائه بعهده، ووصية الى الاخوة الذين قد قدموا فرقاء وتفرقوا رفقاء، أن يراعوا الله في سكناتهم وتصرفاتهم وأن يواصلوا مسيرة الخير في طريق الخير الذي تعاهدوا عليه من بلد الخير محمولا الى بلد الخير الذي بارك الله من حوله، أزاح الله عنه الهم والاحتلال وأفاء عليه من النعم الظلال وبارك في كل جهد في الإصلاح والصلح خير. * مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمنطقة الشرقية
الرابط
ملك الإصلاحالمصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
475004النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12295الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المؤلف
عبد الله اللحيدانتاريخ النشر
20070212الدول - الاماكن
السعوديةفلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين