استغاثة عاجلة إلى خادم الحرمين
التاريخ
2006-11-04التاريخ الهجرى
14271013المؤلف
الخلاصة
استغاثة عاجلة إلى خادم الحرمين نظن؛ أن الخطر يحيق ببناتنا في مدارس المباني المستأجرة، ونظن أن المباني الحكومية هي المنقذ من الخطر، لأنها مصممة بطريقة علمية وحديثة، توفر لهن أفضل الإمكانيات لتلقي العلم، حتى وهي تفتقد للملاعب الرياضية التي أصبحت ضرورة صحية وجمالية، إلى أن وصلتني هذه الاستغاثة : مبنى مدرسي حكومي حديث، تم استلامه في الإجازة الصيفية الأخيرة، تحت إصرار المندوب على تسليمه، مع أن المديرة في إجازة، وتردد المساعدة، إلا أنها استلمته تحت التهديد بوقف إجازتها إذا لم تستلم المبنى، وأخبرها بأن مهمتها تنحصر في استلام المفتاح، حيث تم تسلّم المبنى من قبل اللجنة، أي ليس لهن الحق في تفقد المبنى أو الاعتراض عليه! بدأت الدراسة هذا العام والمبنى على البلاط، ليست هنا المشكلة! لأن المديرة نقلت الأثاث من المبنى القديم على حسابها الخاص، كذلك لم يتوفر مقعد واحد تجلس عليه الطالبات، مما دفع مديرة التوجيه لتوبيخ المديرة لأنها أخّرت الدراسة، وأمرتها أن تُجْلِس الطالبات على الأرض، ولا يهم الضرر الصحي والنفسي! المبنى تنقصه أهم التجهيزات الأساسية؛ كغرفة التدبير، وهي من ضمن المناهج الرسمية، والمقصف والمعامل، ومكاتب للمسؤولات وكذلك الدواليب. أما الماصات أو المقاعد التي تجلس عليها الطالبات فوصلت قبل رمضان بيومين، وكأن الدراسة بدأت فجأة! أم أن مسؤولي ومسؤولات التعليم ينعمون بالإجازة وما بعد الإجازة، أو أنهم يجهزون أنفسهم لرمضان وصلاة التراويح وليالي التهجد والعيد؟!ليست هنا المشكلة أيضا، بل تكمن المشكلة أو الكارثة في المبنى الذي تشققت جدرانه، وسقطت مقابض أبوابه مع أول لمسة، فأصبحت أبواب المدرسة بدون مقابض « أوكر»!! حتى أبواب الحمامات؛ مما تسبب في حجز بعض الطالبات والمعلمات داخل الحمامات، مما اضطر المديرة لمنع قفل الأبواب، والاكتفاء بمواربتها! فتحات المكيفات محفورة داخل الجدار بطريقة ارتجالية، وحول المكيفات فراغات يدخل منها التراب، والخطورة الأكبر تكمن في طبيعة الجدار الذي استعصى معه تعليق السبورات الكبيرة الحديثة، وكلما أرادت المديرة الحفر لتركيب مسمار، ظهرت هشاشة الجدار، وانسكبت منه كمية التراب. استعانت بفني تركيب، احتار أين يغرس المسمار في جدار يبدو أنه محشو بالرمل فقط! المديرة تمسك قلبها بيدها خوفًا من سقوط سبورة على طالبة أو معلمة، والخوف الأكبر من سقوط المبنى المتشقق الجدر، والجدر محشوة بالرمل.. كيف إذن بالسقوف والصبات؟! ربنا العالم كيف صُبّت، وكيف بُنيت، وكم وفّر المقاول من هذه الصفقة، ؟ فأي رفق هذا ببناتنا ومعلماتنا القوارير! ألا يكفي ما حصدت منهن الطرقات، وما شرب من دمائهن أسفلتها، حتى نجمعهن في مبانٍ آيلة للسقوط، أنفقت عليها الدولة مليارات الريالات، ثم ذهبت في جيوب مقاولين وأعضاء لجان بلا ضمير؟ حتى الأدوات الصحية مكتوب عليها اسم ماركة ألمانية مشهورة لكنها في حقيقتها صينية مقلدة!! ومفاتيح الكهرباء لم تتحمل تثبيتها بالمسامير فتكسرت، وتسليك الكهرباء لم ينفذ بطريقة فنية.. فتوصيلات بعض المكيفات غير مكتملة،وأسلاك المكيفات لاتصل إلى مفتاح الكهرباء، قامت المديرة بشراء لفة سلك وقامت بإكمال التوصيلات. مدرسة حديثة لم يمضِ على بنائها سوى أشهر معدودات، وبدون مخرج طوارئ، وعداد الكهرباء خلف المخرج الوحيد؛ الباب الرئيسي ! عداد الكهرباء (200 فولت) مما دفع المديرة لقفل أحد المباني لأن الكهرباء لا تتحمل وتنقطع؛ مما تسبب في أعطال متكررة لأجهزة الكمبيوتر حتى تم إضافة 20 فولت بعد العديد من المطالبات،مازالت المدرسة بدون تليفون وهي في منطقة نائية،كيف لو حدث – لا قدر الله – طارئ يستدعي طلب إغاثة، وكلهن من القوارير اللاتي أوصى رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بالرفق بهن، لا رميهن في التهلكة!! كيف نصوم، ونقوم، ونلقى ببعض منا إلى التهلكة؟ ماذا تفعل المسؤولات والمعلمات أمام هذه الظروف غير الانصياع لسطوة المندوب والمسؤولة عن المنطقة، بينما المسؤولون عن التعليم يغوصون في مقاعدهم الوثيرة في المكاتب التي تتوفر فيها كل وسائل الراحة، ليس غريبًا إذن ما نشرته الصحف بعد الأمطار التي انهمرت خلال الأسبوع الماضي لأقل من ساعة أن تتوقف الدراسة في بعض المدارس؛ لأنها غرقت بمياه الأمطار! هذه حالة واحدة وليست الوحيدة، بل بالتأكيد هناك الكثير من المباني التي تدرس فيها بناتنا (فلذات أكبادنا) غير صالحة إلا للهدم وإعادة البناء على حساب من أهمل المسؤولية.. ومن غشّنا فليس منا. هذه استغاثة عاجلة أرفعها إلى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك الإنسان عبدالله بن عبد العزيز لينقذ ما يمكن إنقاذه !
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
474108النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15900المؤلف
نبيلة حسني محجوبتاريخ النشر
20061104الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية