الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
هدية ملك ..
التاريخ
2009-09-30التاريخ الهجرى
14301011المؤلف
الخلاصة
هدية ملك ..محمد بتاع البلادي· ( الحكمة لا تتقادم، أما المعرفة فمن المؤكد أن يتجاوزها الزمن) .. لم تسعفني الذاكرة في تحديد أين ومتى قرأت هذه العبارة..لكنني وضعتها أمامي بالخط الأحمر العريض وأنا أتابع الاحتفال بهدية خادم الحرمين الشريفين لشعبه .. وحلمه الكبير الذي قدمه للإنسانية جمعاء باسم بلاده في ذكرى يومها الوطني الـتاسع والسبعين .. فحكمة المليك القائد أدركت الفارق الكبير بين صُناع الحياة و الثورات المعرفية.. وبين أولئك الذين توقفوا عند أرشيف التاريخ وأمجاد الماضي مدعين امتلاكهم لناصية المعرفة الأبدية..فاختار لشعبه و مملكته أن يكونا في قلب الحدث فعلا ، صانعين للعلم ، مساهمين فيه، ومستفيدين منه.. وهكذا هم الحكماء .. يعلمون جيدا مدى الارتباط الوثيق بين القوة والعلم عبر مراحل التاريخ.· تجدد ونمو المعارف أمر طبيعي و حتمي تفرضه نواميس الطبيعة و قوانين العلم وثورات التطور..فالمعرفة الإنسانية - بحسب مراكز رصد المنجزات العلمية - كانت قبل ثورة أوروبا الصناعية تتضاعف وتتجدد كل أربعين إلى خمسين عاماً تقريباً ..لكن هذا المعدل اخذ في التناقص بفضل الثورات المعلوماتية الكبيرة والمتلاحقة حتى أصبحت اليوم تتضاعف كل ( 18) شهرا، وهو معدل مهول ومخيف.. إلا انه من المهم هنا الإشارة بصدق إلى أن صيغة الجمع في الحديث عن المعرفة الإنسانية لا تعني بالضرورة مساهمتنا كعرب في هذه الثورة و لا في تجددها..فهذا التراكم والتدفق المعرفي الذي تشهده السنوات الأولى من القرن الحالي ، يرجع إلى نتائج تلك البحوث العلمية التي جرت في عدد محدود من الدول الصناعية الكبرى ، و التي تصل نسبة مساهماتها بها إلى أكثر من ( 95% ) ..وهذه الدول التي هي أشهر من أن نشير إليها تعد اليوم أكثر دول العالم قوة ونماء وثراء ورخاء.. بينما تتقاسم الدول سريعة النمو كالهند والبرازيل والصين نسبة الخمسة بالمائة المتبقية .. مما يعني أن العالم العربي بمجمله كان ولا يزال خارج هذا السباق تماماً ،حيث لم يشارك إطلاقاً في إنتاج المعرفة الإنسانية خلال القرنين الماضيين .. ولم يضف إلى رصيدها خلال تلك الفترة شيئا يستحق الذكر .. و هذا يرجع ببساطة إلى انه لم يكن يملك أساساً أي برامج متقدمة للبحث العلمي .· من هنا تأتي أهمية هدية خادم الحرمين الشريفين المتمثلة في إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ( كاوست ) .. فقيمة الجامعة الجديدة ليست في مبانيها الباذخة ولا في بيئتها العلمية الجاذبة بل في مساهمتها المنتظرة في تنمية الإبداع الإنساني.. من خلال استقطاب المواهب و الكفاءات العلمية من كافة أصقاع الأرض ، وإفساح المجال أمامها لإضافة المزيد إلى الحضارة الإنسانية بالبحث والابتكار في مجالات الزراعة و الصحة والتكنولوجيا والمياه والطاقة.. وتحقيق التنمية الاقتصادية والعلمية للبلاد من خلال ترسيخ العلاقة بين قطاعي البحث والصناعة .. ولعل أولى البشائر قد أتت بعد الافتتاح الرسمي للجامعة مباشرة عندما أعلن كبير أمنائها أن زراعة الصحراء بماء البحر ستكون أولى التحديات التي تواجه جامعة الملك عبد الله ، فيما سيمثل البحث عن حلول لمشاكل الطاقة و ندرة المياه و حماية البيئة هموماً يومية للباحثين .· و بقدر سعادتي بإعلان المهندس النعيمي للتحديات العلمية الأولى التي ستباشرها (كاوست ) إلا أنني اعتقد أن التحديات الأكبر والأخطر التي يجب على الجامعة تجاوزها تتمثل في البيروقراطية، و الفكر الظلامي ! اللذين يجب أن يبقيا دوماً خارج أسوار الجامعة .. وكذلك النزعة التجارية .. فكثير منا لن يؤمن بالبحث العلمي إلا إذا اقتنع بأن نتائجه و مردوداته على المدى الطويل ستكون أكثر نفعاً و ربحية حتى من النفط نفسه .· ارفعوا رؤوسكم .. فقد دخلتم فعلا عصر العلم .. ولا عزاء للمتخشبين .m.albiladi@gmail.com
الرابط
هدية ملك ..المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
475774النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16961المؤلف
محمد بتاع البلاديتاريخ النشر
20090930الدول - الاماكن
البرازيلالسعودية
الصين
الهند
اوروبا
الرياض - السعودية
برازيليا - البرازيل
بكين - الصين
نيودلهي - الهند