الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
قراءة نفسية في شخصية الأمير محمد بن نايف
التاريخ
2009-09-19التاريخ الهجرى
14300929المؤلف
الخلاصة
قراءة نفسية في شخصية الأمير محمد بن نايف عبدالرحيم محمد الميرابي الإنسان (أي إنسان): يُعد جملة من المشاعر النفسية، تتأثر بالمواقف التي تتعرض لها، حسية كانت أو معنوية؛ يسميها علماء النفس: (الانفعالات النفسية) فإن اختلت سموها: (الاضطرابات النفسية) ومن خلالها يصنفون نمط شخصية كل فرد عن غيره.. ونحن- عادة- نسميها: (ردود أفعال). غير أن للشخصية تعريفات تتفاوت بين الدارجة، والعلمية. فمن تعريفاتها الدارجة: وصف الفرد بأنه ذو قدرة في التأثير على الآخرين، ويسمونه: قوي الشخصية.. أما التعريف العلمي الأكثر تحديداً، فيرى أن الشخصية هي: التنظيم المتكامل لخصائص الفرد العقلية، والخلقية، والاجتماعية، والعقائدية، والعاطفية، تعمل مجتمعة على تحديد سلوكه، سواء مع نفسه، أو مع الآخرين. قرأت نمط شخصية الأمير محمد بن نايف، بينما كنت أراه يتحدث بُعيد دقائق من تعرضه لموقفٍ مفزع، يصعبُ على الفرد تحمله إلا أن يكون على النحو الذي ظهرت عليه شخصية الأمير محمد؛ إذ كان الاستقرار النفسي واضحاً في ردة الفعل لدى سموه، وهو الفعل الذي يعبر عنه المختصون في نظريات الشخصية، بالحالة الانفعالية المتزنة، التي تكمن وراءها قوة نفسية هائلة الهدوء، وهي ما نعني به هنا: قوة شخصية الأمير النفسية. كنت أرقب الإيمان بالهدف حاضراً في شخصية الأمير، الأمر الذي ترتب عليه كل هذا الاستقرار النفسي لديه.. يقابله غياب الإيمان بالهدف لدى الطرف الآخر (الشخصية الإرهابية) فكان الاضطراب النفسي حاضراً لديها، ما يعني بالضرورة تخبط مشاعرها دون هدى؛ وعادة ما يحدث الاضطراب النفسي لدى (الشخصية الإجرامية) حين تتبنى دور شخصية أخرى، لا تتوافق ونمطها الشخصي، بل رغبة منها في التقمص، كنتيجة حتمية للشعور بالتبعية المتمثلة في (الهوس) بتقليد أنماط شخصيات أخرى، أو جماعات التحق بها- صغيراً- قبيل تكوين شخصيته المستقلة، فألبسوه أنماطهم بمجرد أن وجدوا لديه استعداداً لإشباع ٍ نفسي مرضي وقع فيه بعض الفتية من أبنائنا، على حين غفلة منا، أو من آبائهم؛ فنقول، أو يقولون: لا نصدق أنهم يفعلون هذا؛ ولذلك نجد هؤلاء الفتية متقلبي المزاج على الدوام، نتيجة اختلاط مشاعرهم النفسية الحقيقية، بمشاعر شخصيات أخرى موغلة في الانحراف النفسي الاجتماعي العقائدي. ولذا أميل إلى تصنيف سلوكهم كـ (حالة مكتسبة) لا كـ (نمط وراثي). أعود- بالمقابل- إلى نمط شخصية الأمير محمد، إذ يتصف عادة أصحاب هذا النمط بنسبة عالية في القدرة على التفكير المنطقي عند وضع الحلول بمشاركة الآخرين، وكذا يمتازون بالقدرة على التفكير التأملي عند الاختلاء بالنفس؛ وفي ذات الوقت، القدرة على اتخاذ القرار السريع عندما يقتضي عامل الزمن ذلك، كما يتصف أصحاب هذا النمط بالعمل الدؤوب، مع عدم الميل إلى الظهور الشخصي؛ وذلك لعدم حاجة نمطهم الشخصي للتعويض النفسي. أي: عدم حاجة (الشخصية) لإضافة صفة ليست ضمن نمطها الشخصي؛ لذلك نجدهم يتمتعون بمستوى إيجابي عالٍ في مفهوم الذات. أرى- من وجهة نظري المتواضعة- أن التسامح الذي عُرفـَت به (شخصية) الأمير محمد، لم يكن (حالة) لموقف عابر، بل هو (نمط) مصاحب لشخصيته؛ قد لا يأنس لأنْ يُغـَيّرهُ وقد صَنـَعَهُ الله فيه.. أي أنه: سلوك ثابت جُبلَ عليه؛ غير أن الأخذ بأعلى درجات الحيطة والحراسة أمر واجب؛ فهي نوع من العصمة التي ذكرها الله تبارك وتعالى في القرآن العظيم، حين قال لرسوله صلى الله عليه وسلم: والله يعصمك من الناس وهذا نوع من الحراسة الإلهية المشددة على نبيه، ممن كانوا يتربصون به.. وقد قال سماحة الشيخ الوالد، عبدالعزيز بن باز- يرحمه الله- في تفسير هذه الآية الكريمة: إن الله عصم رسوله منهم، فلم يستطيعوا قتله، ولم يحولوا بينه وبين ما يجب عليه من أداء الأمانة.. وقال القرطبي- رحمه الله- : ليس في الآية ما ينافي الحراسة. عُرف الأمير محمد بن نايف بحبه للصدقات من أوجهها المتعددة؛ والتسامح نوع من الصدقة؛ والصدقة تدفع البلاء. أخي محمد. أسأل الله أن يحرسك، ويحميك، ويدفع عنك شر من أراد أن يؤذيك.. ونحن جميعاً بالنفس نفديك؛ ونقول: ليس في التسامح ما ينافي الحيطة.. وعين الله تحرسك وترعاك. وقبل أن نستأذنك في الانصراف أيها الشاب النبيل، نهنئ والدنا جميعاً، خادم الحرمين الشريفين، والأسرة المالكة الكريمة، وشخصك العظيم، والشعب السعودي الأصيل، على سلامتك؛ فأنت قد حملت على عاتقك مهمة حمايتنا، فكيف لا نتقرب إلى الله لأن يحميك! 7 : عدد التعليقات
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
475789النوع
تحليلرقم الاصدار - العدد
3277الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودعبدالعزيز بن عبدالله بن باز
محمد بن نايف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
السعودية - الأمن الوطنيالسعودية. وزارة الداخلية والأمن
الغزو الفكري
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - ابناؤه
مكافحة الارهاب
الهيئات
وزارة الداخلية - السعوديةالمؤلف
عبدالرحيم محمد الميرابيتاريخ النشر
20090919الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية