الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
ملك.. أكبر من الجراح وأعلى من الخصومة
الخلاصة
انطلقت السعودية في مساندتها قضايا الأشقاء العرب من حرص عميق على كرامة الأمة وصيانة وجودها والدفاع عن حقوقها، ولا سيما القضية الفلسطينية التي باتت قضية العرب الأولى، حيث كرست لها الدولة السعودية، منذ النكبة الأولى وحتى اليوم، مرورا بكل تعقيدات الصراع والمآسي التي عاناها الأشقاء الفلسطينيون، جهودا متواصلة من صادق الدعم وسخيه معنويا وماديا.. كما وقفت إلى جانب كل المساعي الخيرة العربية والدولية التي استهدفت حل هذه القضية. ويأتي الإنجاز المصري الأخير في تحقيق الوفاق الفلسطيني بتوصل حركتي فتح وحماس والفصائل الفلسطينية إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام الفلسطيني ليؤكد ذلك, فقد وجد هذا الإنجاز تثمينا وتقديرا عاليين من القيادة السعودية في أعلى مقاماتها, خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي بعث ببرقية للرئيس المصري أعرب فيها عن سروره البالغ بمناسبة وصول حركتي فتح وحماس وبقية الفصائل إلى اتفاق ينهي الانقسام الفلسطيني، منوها بجهود فخامته ما يدل دلالة قاطعة على أن مصر الشعب الحر الأبي مصر العروبة والإسلام وبقيادته الحكيمة تصدت لدورها التاريخي المؤمل منها حكومة وشعبا وأثبت عزم مصر المستمر على إيجاد الحل للخلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني دون كلل أو ملل، كما هنأ الملك عبد الله في الوقت نفسه قيادات السلطة والرئيس أبو مازن وقادة فتح وحماس والفصائل الفلسطينية بلا استثناء. خادم الحرمين الملك عبد الله اعتبر هذا الإنجاز محصلة الحكمة والعقل والإيمان بوحدة ومصير قضيتنا المشتركة، كما هو فرصة للفلسطينيين لكي يقولوا لأمتهم العربية والإسلامية وللعالم: إنهم أكبر من الجراح وأعلى من الخصومة، فضلا عن أنها رسالة للعالم أجمع أن ضمير الحكمة ومنطق العقل كانا فرسي رهان عجزت أن تلحق بهما أو تثنيهما العقبات، مؤكدا أنها خطوة مباركة تخاطب من خلالها قادة العالم وشعوبه، إن تحكيم العقل في كل خصومة أو خلاف أو عداوة أمر ضروري، آملا أن تجد هذه الدعوة صدى في أرجاء المعمورة لتجمع الناس على كلمة سواء تنبذ الشر وتحارب الإجرام والإرهاب وتدعو إلى المحبة والتسامح لتستيقظ الإنسانية على غد مشرق. برقية خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز العابقة بالشكر والثناء العاطرين على الدور العظيم الذي نهضت به جمهورية مصر العربية بقيادة رئيسها حسني مبارك حملت في مضمون كلماتها دلالة عميقة مكثفة يمكن قراءتها على أكثر من مستوى، فهي بالدرجة الأولى فرح الأخ لأخيه ووقفة الشهم مع الشهم على صعيد الزعامة، كما هو بالمثل على الصعيد الشعبي، فبرقية خادم الحرمين تضع قارئها في غمرة المشاعر الصادقة النزيهة الحفية بالمناقب النبيلة في مواجهة الأفعال الجليلة، كما أن البرقية موفورة بالغيرة العربية وبالحس الإنساني الرفيع على قادة فلسطين في فتح وحماس وسائر الفصائل، ما يعكس هاجسا لصيقا بروح القائد في توقه لإخراج الإخوة الفلسطينيين من مأزق الخلاف والانقسام لكي يتصدوا لمواجهة عدوهم وتحقيق العدل والسلام لشعبهم والتلاحم مع أمتهم. كما أن لبرقية خادم الحرمين بعدها الكوني في إعلائه من شأن دور العقل والحكمة والاتكاء على آلية الحوار في معالجة كل خلاف أو عدوان أو نزاع أو أي تعقيدات في هذا الصقع من العالم أو ذاك، وإن ذلكم هو الآلية المضمونة لنبذ الشر ودحره وجعل الخير يسري في النفوس ويعينها على التفوق على حزازاتها والارتقاء إلى صعيد المحبة والتسامح، وبالتالي شروق غد للإنسانية عابق بشذى الأمن والأمان والسلام. برقية خادم الحرمين لأخيه الرئيس مبارك تتعدى كونها فقط تهنئة وإشادة بالإنجاز المصري في تحقيق وفاق اتفاق بين القادة الفلسطينيين، إلى كونها تمثل في صدق وحرارة ونبل كلماتها مدونة في الخطاب الدبلوماسي الرفيع لنصرة الحق والعدل والسلام يشهد لها تألقها بشرف الموقف, من قائد شاء أن يعبر من الأعماق عن سروره البالغ بما كان له دائما داعما ونصيرا لكي يولد فتحقق على يد أخيه مبارك وكأنه تحقق على يده في أرض مصر الطيبة.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
477641النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
5619تاريخ النشر
20090228الدول - الاماكن
السعوديةفلسطين
مصر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر
القدس - فلسطين