الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
المملكة وقطر .. التحدي الخليجي المشترك
الخلاصة
كلمة اليوم المملكة وقطر.. التحدي الخليجي المشتركتبقى روح الأخوة هي الغالبة دوماً بين الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، ليس لأن الجغرافيا هي العنصر الجامع بين أقطار الخليج، وليس لأن قدر هذه المنطقة أن تكون أكبر بؤرة اقتصادية في العالم، وليس لأن هذه المنطقة تواجه تحديات هي الأخطر في تاريخها الحديث، لكن لأن علاقة الدم والمصير الواحد هي الرابطة الأقوى، من حيث التداخل العائلي والتقارب الاجتماعي الذي يصهر الجميع ويجعلنا رغم الانتماء الوطني المتعدد، عائلة واحدة، وأسرة تتميز بتوافقها وتوحدها. من هذا الفهم لكينونة العلاقة الأبدية، تكون الرؤية الإستراتيجية لقادة دول مجلس التعاون، في إطارها المرجعي الأعلى، الذي يتوسع من قمة الهرم السياسي ليتمدد في بعده الشعبي ليشمل كل مواطن ينتمي لهذه المنطقة، سواء كان هذا المواطن سعودياً، أو إماراتياً، أو كويتياً أو قطرياً أو بحرينياً أو عُمانياً، ولتكون المظلّة الخليجية هي الغطاء المشترك الذي يظللنا على هذه الأرض الواحدة. ومن هنا أيضاً، يكون الفهم لسرِّ التجمع الخليجي المشترك، الذي صمد وسط أنواءٍ عربية وإقليمية ودولية، ونجح في البقاء، رغم كل العقبات، ورغم فشل كل النماذج المماثلة، ذلك لأن نموذج مجلس التعاون اعتمد على ما هو أهم من المصلحة السياسية الآنية، وتفوق على الصراعات التي أشعلها من يهمهم عدم نجاح هذه التجربة، ومن توهموا أن باستطاعتهم إفشال التجمع.. أو أولئك الذين رأوا فيه تكراراً لمجالس مشابهة ولدت ميتة، أو لم تغادر بعد غرفة العناية المركزة رغم مضي عقود عليها.. من هنا أيضا، يمكننا فهم سر صمود مجلس التعاون، والذي يكمن في إحساس شعبي يشتد عوده، يقابله إصرار قيادي على اكتمال النموذج، وتجذيره يوما بعد يوم! لذا، تكون زيارة أمير قطر اليوم للمملكة، ولقاؤه بخادم الحرمين الشريفين، انطلاقة من عمق الشعور الواحد، الذي ترسخ عبر سنوات من العمل الجماعي المشترك، وتأكيداً على أنه رغم كل التجاذبات السياسية وتعدد الرؤى تجاه قضايا بعينها، إلا أن القاعدة الصلبة هي الأساس وهي المعيار الحاكم.. وهكذا تكون الزيارات المتعددة لقادة الخليج واللقاءات المتبادلة، وكأنها جولات في العمق الاستراتيجي لكل بلد، ويكون أيضاً التنسيق العام مع المملكة ومع خادم الحرمين الشريفين شخصياً اعترافاً بحقيقة الدور الذي يقوم به الشقيق السعودي الأكبر لخير كل الخليج وكل شعوب المنطقة والعالم. فالعلاقات السعودية مع كل الأشقاء، لا تقوم على انتهازية سياسية أو اقتصادية، لكنها تستضيء بما تتمناه القاعدة الشعبية، وما نأمله نحن هنا، هو استمرار هذه الروح الجامعة، وإعطاء هذه الدفقة مزيداً من القوة، لنكون فعلياً كما كان آباؤنا في الماضي، أسرة واحدة، متماسكة، قادرة على الحياة والتحدي.
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
478531النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
13283تاريخ النشر
20091027الدول - الاماكن
الاردنالبحرين
السعودية
العالم العربي
دول مجلس التعاون الخليجي
قطر
الدوحة - قطر
الرياض - السعودية
المنامة - البحرين
عمان - الاردن