الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
البشر قبل الحجر
التاريخ
2009-08-18التاريخ الهجرى
14300827المؤلف
الخلاصة
البشر قبل الحجر فواز العلمي قبل عامين أرسى قائد مسيرتنا حجر أساس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لاستقطاب خيرة العلماء وأفضل الخبراء من جميع أنحاء العالم. بعد شهر من اليوم يفتتح خادم الحرمين الشريفين أحدث معاقل العلم وأفضل منابر المعرفة في العالم لتصبح هذه الجامعة المركز المميز للبحث العلمي في كافة مجالات الطاقة والعلوم الهندسية والرياضات التطبيقية. منذ ربع قرن وقائد مسيرتنا يضع نصب أعينه أسس توطين العلوم والتقنية هدفاً استراتيجياً طموحاً لرأب فجوة الفكر والمعرفة بين شعوبنا العربية النامية والدول المتقدمة، خاصة أن العالم العربي يعتبر من أكثر الدول تأثراً بهذه الفجوة بسبب هجرة العقول العربية وتراجع مستويات البحث العلمي في معظم جامعاته.الإحصاءات الصادرة عن جامعة الدول العربية والمنظمات الدولية الأخرى تشير إلى أن الوطن العربي يساهم بنسبة 40% من هجرة الكفاءات في العالم، 50% منهم أطباء، و23% مهندسون، و15% من الخبراء في المهن الأخرى. وتؤكد هذه الإحصاءات أن 54% من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون إلى بلدانهم، وأن الأطباء العرب في بريطانيا يشكلون حوالي 34% من مجموع الأطباء العاملين فيها، وأن ثلاث دول غنية هي أميركا وكندا وبريطانيا تتصيد نحو 75% من المهاجرين العلماء والأطباء والمهندسين العرب. وفي تقريرها الصادر مؤخراً عن التنمية البشرية في الوطن العربي، أوضحت الأمم المتحدة أن أكثر من مليون عالم وخبير عربي من حملة الشهادات العليا والفنيين المهرة هاجروا إلى الدول المتقدمة خلال نصف القرن الماضي، وأن نصف هذه الكفاءات هاجرت من ديارها العربية منذ الحرب العالمية الثانية، وأن معظمهم من حملة المؤهلات في التخصصات الحرجة والاستراتيجية مثل الجراحات الدقيقة والطب النووي والعلاج بالإشعاع والهندسة الإلكترونية والميكروإلكترونية والهندسة النووية وعلوم الليزر وتقنية الأنسجة والفيزياء وعلوم الفضاء والميكروبيولوجيا والهندسة الوراثية. وأشار التقرير إلى أن 60% ممن تلقوا تعليمهم في أمريكا و50% ممن درسوا في فرنسا خلال العقود الثلاثة الماضية لم يعودوا إلى بلادهم. ولا غرابة في ذلك حيث يتراوح عدد العلماء والباحثين في الدول المتقدمة بين 2-5 لكل ألف نسمة بينما لا يزيد في الدول النامية عن 1-3 لكل عشرة آلاف نسمة. وفي المؤتمر الرسمي لمركز دراسات الدول النامية المنعقد بجامعة القاهرة هذا العام أكد الباحثون أن الخسائر الاجتماعية التي منيت بها البلدان العربية من جراء هجرة الأدمغة العربية وصلت إلى 11 مليار دولار في عقد السبعينات وفاقت 200 مليار دولار مع بداية الألفية الثالثة، وأن الدول الغربية المتقدمة هي الرابح الأكبر من هجرة 450 ألفاً من العقول العربية. وأوضحت وثائق المؤتمر أن هجرة هذه العقول تعتبر خسارة بالغة للتعليم في جميع مراحله، حيث إن البلاد العربية تعد من أكثر المناطق أميّةً في العالم بنسبة فاقت 49%. ولا تزال هذه النسبة الأعلى في العالم مقارنة بمعدل 30% في الدول النامية و1,4% في الدول المتقدمة. وتدلّ هذه النسب على وجود أكثر من 70 مليون أمّي في الوطن العربي ليصبح هذا الرقم أحد أهم المعوقات الرئيسية أمام التنمية العربية في عصر تمثل فيه الكفاءات العلمية والتقنية والمعرفة المصدر الرئيسي للميزة النسبية وأساس التفوق والتنافس بين الأمم. كما أشارت نتائج المؤتمر إلى أن المخاطر البالغة الأثر لهجرة العقول العربية تسببت في الخسائر الناتجة عن هدر الأموال الطائلة على تعليم الطلبة الذين نالوا هذه الكفاءات المتقدمة. وخلصت الدراسات الناتجة عن المؤتمر إلى أن الحكومات العربية تتكلف في المتوسط بـ 20 ألف دولار سنوياً لتعليم كل طالب من طلابها في كافة المراحل التعليمية، حيث يتحمل الاقتصاد الوطني هذه الخسائر سواء أكان الطالب يدرس على حسابه الخاص أو على حساب حكومته. هجرة العقول العربية تؤدي إلى توسيع الفجوة المعرفية بين الشعوب، وتعطي الدول المتقدمة فوائد كبيرة ذات مردود اقتصادي مباشر، بينما تشكل في المقابل خسارة صافية وحرمان الدول العربية من الاستفادة من إبداعات المهاجرين الفكرية والعلمية في مختلف المجالات.لوقف نزيف هجرة العقول العربية علينا أن نهتم بالبشر قبل الحجر، ومن واجبنا أن نستبدل إنشاء أكبر المجمعات التجارية وأعلى ناطحات السحاب الحجرية وأضخم المباني الأسمنتية بإنشاء أفضل جامعات الفكر والمعرفة مثل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. 0 : عدد التعليقات
الرابط
البشر قبل الحجرالمصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
480800النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
3245الموضوعات
الجامعات والكلياتالشباب
المؤلف
فواز العلميتاريخ النشر
20090818الدول - الاماكن
السعوديةبريطانيا
فرنسا
كندا
مصر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر
اوتاوا - كندا
باريس - فرنسا
كامبردج - بريطانيا