الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
حديث القائد للمجلس والأمة
الخلاصة
يشكِّل الخطاب الذي يلقيه الملك المفدى كل عام أمام مجلس الشورى معلما بارزا في مسيرة المجلس، لأنه يؤكد أهمية المجلس ومكانته كسلطة أساسية من السلطات الثلاث التي تتكون منها الحكومة. وهكذا كان خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمجلس الشورى في افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة الرابعة يوم السبت الماضي. بل يشكل هذا الخطاب معلما في مسيرة الأمة، لأنه حينما يلتقي الملك بالمجلس فإنه يلتقي بالأمة كلها. جاء الخطاب مفعما بالمشاعر الفياضة التي انطلقت مع العبارات القوية، فحملت للمواطنين كل مشاعر الأخوة والحب وللوطن كل رغبة في خدمته والرقي به إلى أعلى الدرجات. كالعادة انعكست إنسانية الملك عبدالله الفذة في كلامه، فكان خطابه، كما قال، حديث القلب إلى القلب، وكان قويا، ومباشرا. الحرية المسؤولة حق لكل المواطنين المحبين لمكتسبات هذا الوطن. رفعة الوطن هي ميدان تنافس الشرفاء. النقد الذاتي يبدأ من القيادة وقد يصل إلى حد القسوة. الحرص على ألا يكون بين المواطنين ظالم ولا مظلوم، ولا قوي ولا مستضعف. المسؤولية أمام الله ثم أمام الشعب. فترة الفوضى والشتات ذهبت بلا عودة مع تأسيس هذا الكيان الكبير. لا مكان للتطرف المذهبي أو الإقليمي أو القبلي. الاستقرار السياسي مطلب أساس لتحقيق التنمية. هذه العبارات الوضاءة تستحق أن نكررها ونكررها إلى أن ترسخ في نفوسنا ونفوس أبنائنا. الخطاب السنوي وسيلة من الوسائل التي يتم بها تفعيل مبدأ التشاور الذي بني على أساسه مجلس الشورى، وفرصة لاستعراض مسيرة التنمية في الوطن ومناقشة هموم المواطنين، وتقديم كشف حساب عن الفترة المنصرمة إلى الأمة عبر مجلس الشورى. وهكذا لخصت الكلمة الموزعة على أعضاء المجلس أبرز إنجازات السنوات الأخيرة، وقد شملت تلك الإنجازات إكمال عدد من الأنظمة الهامة مثل نظام هيئة البيعة لتنظيم تداول الحكم ونظام القضاء وهو السلطة الثالثة في الدولة. كما شملت جوانب اقتصادية وتعليمية وأمنية وسياسية وبيئية بارزة تحدثت فيها الأرقام عن نفسها، وشملت جهود الدولة في مكافحة الفساد وتلمس احتياجات المواطنين، وحماية المستهلك. كلمة الملك في مجلس الشورى تمثل دافعا لأعضاء المجلس لبذل كل ما في وسعهم لإنجاز المسؤوليات المناطة بهم في الجوانب التشريعية والرقابية على أكمل وجه. مجلس الشورى هو برلمان هذه الأمة، ولم يعد هناك في العصر الحالي أمة تستطيع أن تحقق درجة معقولة من التقدم والازدهار دون المشاركة الشعبية. البرلمانات تلعب دورا أساسيا في تسيير أمور شعوب العالم قاطبة. البرلمان يعكس آراء ومصالح الفئات المختلفة من الشعب. وأية دولة لا تتمتع بنظام برلماني جيد تفقد جانبا أساسيا من مقوماتها. وقد خطا مجلس الشورى السعودي خطوات كبيرة وأصدر أنظمة كثيرة منذ تأسيسه على يد المغفور له مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز قبل حوالي خمسة وثمانين عاما. وقد أشار رئيس المجلس في كلمته خلال اللقاء مع الملك إلى العديد من إنجازات المجلس. ولا شك أن أمام المجلس خطوات كثيرة قادمة ومسؤوليات لا تنتهي. كما أن لديه تطلعات إلى مزيد من الصلاحيات التي تعينه على عطاء أكبر في إطار واجباته ومهماته. خطاب الملك السنوي إلى مجلس الشورى مناسبة كبيرة تجمع بين القائد والأمة عبر المجلس الذي يمثلها. وعندما يحمل القائد لأمته هذا الحب والحماس فلا شك أن ذلك سوف ينعكس على أداء كل عضو من أعضاء المجلس.
الرابط
حديث القائد للمجلس والأمةالمصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
480196النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15180الموضوعات
السعودية - الاحوال السياسيةالسعودية - مجلس الشورى
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
تاريخ النشر
20080319الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية