الجامعة.. والجدل الذي لا ينتهي!!
التاريخ
2009-10-25التاريخ الهجرى
14301106المؤلف
الخلاصة
الجامعة.. والجدل الذي لا ينتهي!!يوسف الكويليتدعونا ننظر في محيطنا لحصر مجموع ضروراتنا وترفنا وما يتعلق بمتطلباتنا الآنية والمستقبلية ، ونفتش عن شيء أساسي من إنتاجنا ومنجزاتنا العلمية إذا ماعلمنا أننا مستهلكون لا منتجون لقطاعات الصناعة والطب والأدوية والزراعة والاتصالات والمواصلات، وكل ما يحرّك آلاتنا وسفرنا وطعامنا وشرابنا، وكل هذا يعتمد على الاستيراد من خلال دخولنا الذاتية، أو ميزانية الدولة.. هنا لا نُرجع الأسباب إلى خطأ واحد تتحمل وزره جهة معينة، وإنما لأسباب تربوية وتعليمية تسعى لربط الإنسان بعجلة التنمية البشرية والاقتصادية، وعندما يكون التعليم المبني على أسس تقنية وفنية يأتي كأهم رافد لبيئة تنمو فيها أسس الابتكار والإنتاج بما يسمى باقتصاد المعرفة، فإن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تنفرد بهذه الخاصية، أي أنها نموذج متطور عن غيرها، من حيث هياكل المكان والنظام، والمنهج والكوادر العاملة بأعلى الاختصاصات ثم حصر طلبتها بالنابغين وأصحاب المواهب العالية التأهيل، لنرى بالتالي مولوداً آخر بشخصية معنوية وعلمية وثقافية تحاكي أعلى الجامعات المتخصصة وذات النفوذ الكبير في البحث والاكتشاف وما يأتي من عوائد هائلة في تحويل تلك الإنجازات إلى منتج علمي واقتصادي.. معالي وزير العدل الشيخ الدكتور محمد العيسى، نظر للجامعة من زواياها المختلفة العلمية والشرعية والاجتماعية ثم الأهداف التي ستحققها، ومن خلال رؤيته، وجد أن ارتقاءنا، بأن نحصل على امتيازات علمية لا توفر اختصاصاتها إلا جامعة كهذه، يؤكد أننا نعيش رحلة الارتقاء بأن ندخل نادي الدول المتطورة من خلال خصائصنا وموروثنا الحضاري والإنساني، في دمج الإنسان بعالم متطور يختزل الأزمنة ويبحث عن كل منجز حديث.. نحن مجتمع مرتبط بإسلامه وقيمه وأخلاقياته، ولا أحد يستطيع المزايدة علينا لا من حيث المعتقد، ولا من حيث المحافظة على واجباتنا الإسلامية، ونحن نعيش في عالم واحد أصبح مترابطاً عندما غيّرت التقنيات المعاصرة الأبعاد الجغرافية بحيث يتم نقل الحدث لحظة وقوعه، وبالتالي فالمتغير الداخلي مرتبط بعالمه المفتوح، ولعل أي جدل حول الجامعة وصورتها التي استقبل بها العالم باعتبارها حدثاً علمياً هائلاً سوف يغيران أنماط التعليم في المملكة ومحيطها الخارجي، فهي بهذا التشكيل المتطور ليست نموذجاً مغايراً لطبيعتنا، غير أن التفسيرات الخاطئة، وجعل الوهم حقيقة في خلطٍ مغاير لأهدافها، حاولا أن ينزعا عنها قيمتها، وهي جدلية الحديث والقديم، المتحرك والساكن، المتطور والراكد، ومع ذلك فليس كل تفسير سلبي نصفه كاجتهاد، إذا ما اختزل الصورة الإيجابية وحولها إلى نقاط سوداء، ولعل موضوع الاختلاط الذي شكّل عقدة ومخاوف في غير محلها، ناقضهما معالي الوزير بالنص الشرعي، والفهم الموضوعي لطبيعة هذه المنشأة الكبيرة، وكيف أنها ستغير مسار الفكر والبحث العلمي وتضع المملكة على درب الدول التي انتصرت بسلاح المعرفة. عموماً الجامعة فتح جديد في هذا البلد، وصورة نموذجية لغايات بدأت بتصورات عند خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، واستطاع تحقيقها على أرض الواقع، ولعله النموذج برؤاه وأهدافه عندما يريد أن تكون شمس المعرفة مشرقة دائماً..
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
482036النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
15098الموضوعات
الجامعات والكلياتالقوى العاملة
الموارد البشرية
المؤلف
يوسف الكويليتتاريخ النشر
20091025الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية