الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الأمن الفكري .. قراءة لكلمة الملك
الخلاصة
في كلمته الضافية عن مكافحة التطرف والإرهاب وضع خادم الحرمين الشريفين رؤيته الدقيقة لمصدر الخطر الذي يجب أن يتصدى له كل مواطن، فالفكر الضال والتصور الخاطئ لمفاهيم الدين أدى إلى انحراف البعض وتحويلهم إلى أدوات للتدمير تسيء إلى دينهم ووطنهم وأمتهم وأنفسهم، لذا فإن أول ما يجب التصدي له هو الفكر الضال، فجريمة الإرهاب كما يراها خادم الحرمين الشريفين تبدأ من العقل المنحرف المريض وجرائم الإرهاب بالذات لا تولد إلا في أشد العقول ظلاما وضلالا. لقد أوضح الملك أن التصدي للإرهاب يبدأ بمحاربة الأفكار الهدامة فهي منبع الخطر الذي أوجد هذا النوع من الجرائم التي يرفضها الإسلام ويحاربها الدين وتستنكرها الأخلاق والقيم، وأن جامعة الأمير نايف هي إحدى المؤسسات المعنية بترسيخ مفاهيم الأمن من جميع النواحي النظامية والتعليمية والتدريبية، كما أن دورها يتكامل مع سائر المؤسسات في الدولة التي تقوم بواجبها في تصحيح المفاهيم الخاطئة وتوجيه الشباب إلى العمل البناء الذي يخدم دينهم ووطنهم ويجنبهم الانسياق خلف أفكار الجريمة والضلال، وخصوصا في عصر تزايدت فيه موجات الإجرام المنظم وتيسرت فيه سبل الاتصال بين زعامات الإرهاب الدولي وجيل الشباب الذي قد ينخدع بتزوير الأقوال وتبرير الإجرام وتحريض النفوس للقبول بتطرف وضلال يعارض الدين ومصالح الأمة. إن الملك وهو يتسلم شهادة الدكتوراة الفخرية في العلوم الأمنية من جامعة الأمير نايف يعد نفسه نائبا عن الجنود البواسل الذين استشهدوا في سبيل الدفاع عن دينهم ووطنهم وأمن مجتمعهم، وكذلك عن الجنود الذين يقفون اليوم في مواجهة أي خطر يحدق بأمن الأمة ومؤسسات الدولة ومنشآتها ومصالحها.. هؤلاء الجنود الذين يقفون برجولة وشهامة يدافعون عن مقدسات الوطن هم ركيزة أساسية في أمن الدولة ويراهم الملك يستحقون الإشادة في كل موقف، بل إن هذه الإشادة تعني ضمنا رسالة لكل مواطن أن يقتدي بهؤلاء الذين هم خط الدفاع الأول في الأمن، ويرى الملك أن هؤلاء الجنود يقف خلفهم فكر الأمة الصحيح الذي يعي المعاني السليمة للدين والقيم، فالإسلام دين الوسطية والاعتدال أما التطرف فإن التاريخ يثبت أنه اندحر في كل المواجهات وبقيت الأكثرية التي تتبنى الاعتدال، فهو المنهج الذي يستطيع تلبية احتياجات الأمة وتحقيق مصالحها وغاياتها. إن رؤية الملك للأمن والفكر أنهما يسيران جنبا إلى جنب، فحين تصح الأفكار تصح الأقوال والأفعال وقبل ذلك تصح النوايا والعكس بالعكس، لذا فإن الكلمات المضيئة للملك تؤكد أنه يجب أن نضع نصب أعيننا محاربة الفكر المنحرف لأنه منبع الضلال وأداة يستخدمها المجرمون في تأليب النفوس وشحن العقول، وأن العمل الأمني من دون عمل فكري لا يكفي، كما أن الأفكار الضالة فيروس ينخر في جسد الأمة ولا بد من التخلص من تلك الأفكار بتصحيحها وتقويم من يروج أو يتبنى أفكاراً غير مقبولة شرعاً لأنها ستكون ضارة في حياة الأمة. ولقد سبق لسمو وزير الداخلية أن تحدث بصراحته المعهودة عن أهمية أداء الدور المطلوب من الأئمة والخطباء ومن لهم صلة بالكلمة المؤثرة في حياة الناس، فالدين رسالة سامية ومنبر المسجد منبر حق لخدمة الحق وذلك الدور الإيجابي يمكن أن تقوم به مساجد الجمعة التي يبلغ عددها في البلاد 14 ألف مسجد، حيث تلقى في الشهر 56 ألف خطبة جمعة لها القدرة إذا أحسن القائمون بأمرها على أن تتغلب على ما يتم الترويج له من أفكار ضالة، فالدولة كما يقول سموه تحارب بيد وتبني بيد وما نواجهه أمر خطير.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
482160النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
5300تاريخ النشر
20080415الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية